[التحذير من الفتن التي تقع في آخر الزمان للشيخ عبد القادر شيبه الحمد]
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[27 Aug 2007, 11:33 ص]ـ
[التحذير من الفتن التي تقع في آخر الزمان للشيخ عبد القادر شيبه الحمد]
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على محمد خاتم النبيين ... وبعد:
فإن مما يؤلم النفس ويحزن القلب أن يتفرق شمل المسلمين، وأن يصيروا شيعًا وأحزابًا، وأن يكون هم كل حزب أن يفرح بما هو عليه ويصف من سواه بالضلال والانحراف، وقد يحكم عليه بالكفر والخروج عن ملة الإسلام ناسيًا أو متناسيًا قول الله تبارك وتعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (104) ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم {آل عمران}.
كما وقف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم النحر خطيبًا محذرًا من التعدي على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي بكرة رضي الله عنه في خطبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم النحر قال: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض". وقد علم من قواعد الإسلام وتعاليمه المكونة للمجتمع المثالي المتماسك المترابط المتحاب المتواد الذي يشبه البنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضًا بأن هناك ثلاثة أمور لا سعادة للفرد أو للمجتمع إلا بها وهي:
طاعة الله تبارك وتعالى.
وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وطاعة ولي أمر المسلمين.
وقد ساق الله تبارك وتعالى آيتين مقترنتين في هذا الأمر حيث قال الله عز وجل: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا (58) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا {النساء:58 - 59}.
فهاتان الآيتان الكريمتان تنتظم بهما السياسة الشرعية الرشيدة التي تسعد البلاد والعباد ويتمتع الناس في ظلها بالأمن والاستقرار.
أما الأمر الأول من هذه الأمور الثلاثة فهو توحيد الله عز وجل وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له وطاعته في السر والعلن والسراء والضراء والشهادة بأنه لا إله إلا الله، وهي كلمة التوحيد التي هي مفتاح الجنة وهي الحقيقة الكبرى التي من أجلها خلق الله السماوات والأرض وبث فيهما من دابة ومن أجلها خلق الجن والإنس وأقام سوق الجنة والنار، حيث يقول: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم {البقرة: 163}، ولا شك أن جميع الأمم يكادون يطبقون على الإقرار بخالق السماوات والأرض على مر العصور واختلاف الأجناس وتباين الألسنة واللغات.
فهم متعرفون بالخالق العظيم، وقد ورثوا ذلك من عهد آدم وتتابعت اعترافاتهم به إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك كثر في القرآن العظيم توجيه الأسئلة للمشركين بأنهم ما داموا مقرين بأن الله هو وحده خالق السماوات والأرض وما فيهما فلماذا يشركون به ويعبدون غيره؟ حيث يقول الله عز وجل: قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون (84) سيقولون لله قل أفلا تذكرون (85) قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم (86) سيقولون لله قل أفلا تتقون (87) قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون (88) سيقولون لله قل فأنى تسحرون {المؤمنون: 84 - 89}.
وقد أقام الله عز وجل في كل شيء من الأنفس والأفاق آيات شاهدات وبراهين قاطعات الدلالة على ربوبيته وألوهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
ولله در أبي نواس حيث يقول:
تأمل في نبات الأرض وانظر ** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات ... وأزهار كما الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات ... بأن الله ليس له شريك
وما أحسن قول ابن المعتز:
¥