[القرآن في رمضان]
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[07 Sep 2007, 09:08 ص]ـ
[القرآن في رمضان]
نزل القرآن في شهر رمضان المبارك كما قال سبحانه: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} [البقرة: 185] ولذلك كانت تلاوة القرآن ومدارسته من أعظم القربات التي يتقرب بها الصالحون إلى الله تعالى في هذا الشهر0
ففي الصحيحين عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق: ((كان النبي صلى الله عليه وسلّم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن .. .)) الحديث0
وقد استدل العلماء بهذا الحديث على فضل تلاوة القرآن في رمضان واستحباب ذلك ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب و اللسان على التدبر كما قال تعالى: {إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا} 0
السلف و القرآن في رمضان:
كان السلف يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان في الصلاة وفي غير الصلاة، وكان بعضهم يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان، وقد روي عن الشافعي وأبي حنيفة أكثر من ذلك، وليس هذا بمستغرب على سلفنا الكرام، فقد كانوا يتلذذون بالطاعة كما يتلذذ غيرهم بالطعام والشراب والنكاح وغير ذلك من شهوات الدنيا و لذاتها 0
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام
و قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف 0
وقال الحافظ ابن رجب: وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان، خصوصاً الليالي التي تطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة، كمكة ـ شرفها الله ـ لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب فيها الإكثار من تلاوة القرآن اغتناماً للزمان و المكان 0
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس ينامون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون0
فاللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك برحمتك يا أرحم الراحمين.
منقول
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[08 Sep 2007, 09:52 ص]ـ
إتماما للفائدة فإنه يعجبني هنا أن انقل تعليقا لأخي الفاضل: محمد كالو
على موضوعي في ملتقى آخر .. جزاه الله خيرا
وهذا نص التعليق:
وحتى تكتمل الفائدة
يستحب ختم القرآن في كل أسبوع قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(اقرأ القرآن في كل أسبوع مرة ولا تزيدن على ذلك) رواه أبوداود.
وقال عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما (قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن بي قوة قال: اقرأه في ثلاث) رواه أبو داود.
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
(أقرأ القرآن في كل ليلة؟ فقال لها قرأ القرآن في كل شهر مرة قلت إني أطيق من ذلك قال في كل عشرين قلت:
إني أطيق أفضل من ذلك قال: في كل عشر قلت: إني أطيق أفضل من ذلك قال في كل سبع ولا تزدعلى ذلك}
وفي لفظ: {اقرأ القرآن في كل شهر قلت: إني أجد قوة قال: في عشرين ليلة قلت: إني أجد قوة قال: في سبع
ولا تزد على ذلك. وفي لفظ اقرأ القرآن في كل شهر قلت: أطيق أكثر من ذلك فردده في الصوم إلى صوم داود وقال
واقرأه في سبع ليال مرة متفق على ذلك وتكره قراءته فيما دون الثلاث لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يفقه من قرأ
القرآن في أقل من ثلاث) رواه أبوداود والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حسن صحيح.
وروى البخاري:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عمرو: (اقرأ القرآن في كل شهر قال أطيق أكثر فما زال حتى قال في ثلاث)
وروي عن عثمان رضي الله عنه أنه كان يختمه في ليلة وروي ذلك عن جماعة من السلف.
ويكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يوماً بلا عذر:
لأن عبد الله بن عمرو سأل النبي صلى الله عليه وسلم في كم يختم القرآن قال: في أربعين يوماً) الحديث رواه أبوداود.
ويسن ختمه في الشتاء أول الليل وفي الصيف أول النهار:
قال ذلك ابن المبارك وذكره أبو داود لأحمد فكأنه أعجبه ويجمع أهله وولده وغيرهم عند ختمه ويدعو.
وروى طلحة بن مصرف قال: أدركت أهل الخير من صدر هذه الأمة يستحبون الختم في أول الليل وأول النهار ويقولون:
إذا ختم في أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي , وإذا ختم أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح.