[تأثر ابن حجر بالأشاعرة في مسائل الإيمان والصفات]
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[17 Oct 2007, 08:18 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد:
فإن مذهب ابن حجر رحمه الله في مسألة الإيمان والصفات ومدى تأثره رحمه الله بمنهج الأشاعرة في ذلك هو من الأهمية بمكان أن يسلط عليه الضوء، خاصة وأن الكثير من المشائخ وفقهم الله وفي كثير من البلدان، قد تكلموا في مسالة الإيمان معتمدين على ما ذكر ابن جحر رحمه الله في الفتح ونسبه إلى السلف، فإذا ثبت تأثر ابن حجر رحمه الله بالأشاعرة فوجب تنبيههم إلى ذلك والرجوع إلى منهج السلف الصالح وما عليه إجماع الأمة في ذلك ...
وهذا الموضوع أجعله مدارسة بيني وبين إخواني طمعا في الفائدة ... والله الموفق
فإن الأشاعرة ومنذ بداية نشأتهم وهم في تردد وتذبذب في تقرير عقائدهم وأصولهم، وهذا يرجع لطبيعة المراحل التي مر بها إمامهم الأول أبو الحسن الأشعري رحمه الله .. فقد تربى رحمه الله على منهج المعتزلة دهرا طويلا ثم انتقل إلى منهج ابن كلاب والحارث المحاسبي وغيره، والذي يعتبره المحققون مزيجا بين منهج السلف وأهل الكلام والاعتزال، ثم ما كان في آخر حياته رحمه الله من التزامه بمنهج السلف وكتابه الإبانة ونصرة مذهب أحمد رحمه الله ...
هذه المراحل أضفت طبيعة متذبذبة مترددة على هذا المنهج الأشعري ... والذي زاد الأمر سوءا أن المتأخرين قد تلقوا هذا التراث بكل مراحله ملتزمين به مقررين له رغم اختلافه وتناقضه، فخلطوا بين الأمور ومزجوا بين المراحل وصار الأمر عندهم خليط لا يعرف غثه من سمينه!
فبينما يثبت بعضهم شيئا من الصفات يذهب غيره إلى تأويلها وبينما يؤول البعض صفة ما يثبتها غيرهم، حتى يحار المرء عند تحقيق مذهبهم أيما يعتمد في هذا الأمر وقد يرجع بعد طول بحث و عناء صفر اليدين حسيرا يحمد الله سبحانه أن هداه إلى منهج السلف وأهل السنة ..
والمتتبع لأقوال أئمتهم من زمن ابن كلاب والأشعري مرورا بابن فورك والباقلاني ثم البيهقي وصولا إلى الجويني والغزالي والرازي والآمدي والأرموي والإيجي في عصر شيخ الإسلام رحمه الله ليجد العجب العجاب والاضطراب والتناقض ...
هذا التردد والاضطراب انعكس على كل من تأثر بهم في تقرير هذه المسائل خاصة ومن هؤلاء الإمام ابن حجر والإمام النووي رحمهما الله ...
وهما أئمة للسنة قاموا وانتصبوا لرفع راية السنة ومنهج السنة لكنهم كانوا في بيئة يسيطر عليها منهج الأشاعرة كما ذكر ذلك المحققون فتأثروا بهذا المنهج وحاولوا التوفيق بينه وبن منهج السلف أو حاولوا تقرير منهج السلف من خلال ما تأثروا به من علم الكلام فوقعوا في نفس التردد والاضطراب الذي هو من طبيعة منهج الأشاعرة فبينما يقررون أن منهج السلف كذا وكذا يذهبون إلى خلافه في بعض ما تأثروا به من علم الكلام ..
ومن الأهمية بمكان أن يركز هنا البحث على عدة أمور منها:
- إن ذكر ابن حجر أن مذهب السلف كذا وكذا لا يعني بالضرورة أنه يتبنى ذلك ويتبعه فإنه صرح في غير ما موضع من الفتح بمنهج السلف وأهل السنة في الصفات وأنه إمرارها كما جاءت على ظاهرها ومع ذلك فقد نهج منهج الأشاعرة في كثير منها كما هو معلوم ...
- والأمر كذلك في مسألة الإيمان ففي أكثر من مكان في الفتح يذكر أن الإيمان حقيقته التصديق وان الأعمال ثمرة للإيمان وإن كان يذهب إلى أن النصوص أطلقت على بعض الأعمال وأنها من الإيمان ولكنه يعدها ثمرة له ...
كل هذا مع نقله عن البخاري وغيره قوله في الإيمان واطلاعه على إجماع أهل السنة بأن الإيمان قول وعمل ....
- إن حكاية ابن حجر رحمه الله لمنهج السلف قد لا تعتمد خاصة في هذه المسائل، لأنه قد يدخل الأشاعرة فيهم أويعني بقوله السلف الأشاعرة أنفسهم وهذا خطير جدا كما سيأتي!
وهذه بعض أقوال العلماء التي وقفت عليه في هذا الباب:
1 - قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
¥