[معارضة شعرية بين أهل الحديث وأهل الرأي ..]
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[24 Jul 2007, 02:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
نشأت المعارضات الشعرية بين أهل الحديث وأهل الرأي كما نشأت المعارضات الشرعية بينهما سواءاً بسواء حيث كانت الحجة في الشرع وأيضاً الشعر مع أصحاب الحديث ...
قال شاعر أهل الرأي:
إذا ما الناس يوماً قايسونا ... بآبدة من الدنيا طريفة
أتيناهم بمقياس صحيح ... تِلادِِِ ِ من طراز أبي حنيفة
فأجابه شاعر أهل الحديث قائلاً:
إذا ذو الرأي خاصم عن قياس ... وجاء ببدعة هَنّة سخيفة
أتيناهم بقول الله فيها ... وآثار مبرزة شريفة
فكم من فرج محصنة عفيف ... أُحل حرامه بأبي حنيفة
ــــــــــــــــــــ
المعارف لابن قتيبة (ص 169 - 170)
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Jul 2007, 11:23 ص]ـ
(فكم من فرج محصنة عفيف ... أُحل حرامه بأبي حنيفة)
أقول والله تعالى العالم بقصدي:
الإمام الأعظم أبو حنيفة رضي الله عنه ورحمه أعظم مكانة وأجل قدراًوأتقى لله - فيما أحسب ولا أزكي على الله أحداً - من هذا البيت "السخيف " و "النشاز " وقائله المتجرئ الملصوق بأهل الحديث، ولا أستبعد أن يكون من بعض أهل الحديث المتشددين المتزمتين الذين لم يراعوا في الأئمة إلاً ولا ذمة.، وفي أهل كل علم - للأسف - شيء من ذلك ..
أما كان لهذا الشاعر " المخبول " في إمام الحديث والمحدثين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسوة حسنة "، أم نسي أنه عليه الصلوات والسلام " لم يكن فحاشاً ولا لعّاناً ولا سبّاباً.
والله لو نسب هذا القول للأدباء وأهل " المجون " لما كتبت حرفاً واحداً تعليقاً عليه، أمّا أن ينسب لأهل الحديث فتلك الطامة الكبرى.
أخي أبو محمد الظاهري حفظك الله:
والله العظيم إني أحب " الظاهرية وأئمتها داود وابن حزم وغيرهما؛ وما جراءتي في النقد إلا " ثمرة من ثمرات ابن حزم رحمه الله في " تحرير العقول " ولكن أن يستباح حرم أحد " الأئمة الأربعة " فهذا خط أحمر عند كاتب هذه الحروف.
أخي الكريم:
وأيضاً يعلم الله أني أحببتك في الله وأنا لا أعرفك، ولا تغضب مني في تعليقي على بعض ما تكتبه أنت أو غيرك من مثل هذه الموضوعات، وحسابي على الله.
حفظك الله ووفقنا وإياك لكل خير.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[24 Jul 2007, 11:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً يادكتور، وذب الله عن عرضك.
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[24 Jul 2007, 07:33 م]ـ
الشيخان الكريمان د/السالم محمد الجكني، يزيد الصالح
والله الذي لا إله إلا هو لم أقصد تنقص أهل العلم بل لعل في الكلام حذفاً والمقصود أُحل حرامه برأي أبي حنيفة
هذا ما ظننته
وأهل الحديث عموماً ومنهم أهل الظاهر لا ينتقصون أحداً بلا بينة
بل أحسن من تكلم في أمر أبي حنيفة وأهل الرأي وكان كلامه وسطياً بلا إفراط ولا تفريط هو الإمام ابن حزم الظاهري حيث قال في كتابه العجاب (الرسالة الباهرة):
وقد كان في القرن الثاني والثالث فسّاق ومتأخرون في الفضل عمن بعدهم بلا شك، وإنما الفضل فيمها على الأغلب، لا إلى إنسان بعينه منهم البتة، ولا جاء أيضاً نص عن الله تعالى، ولا عن رسوله ص بالأمر لنا بتعظيم بعضهم أكثر من تعظيم الآخرين، بل هم علماء من جملة العلماء غيرهم، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، فسقط سؤالهم بمن أفضل ومن أجل.
وأما الورع: فهو اجتناب الشبهات، ولقد كان أبو حنيفة وأحمد وداود من هذه المنزلة في الغاية القصوى، وأما مالك والشافعي فكانا يأخذان من الأمراء، وورث عنهما واستعملاه وأثريا منه، وهما في ذلك أصوب ممن ترك الأخذ منهم، وما يقدح هذا عندنا في ورعهما أصلاً، ولقد كانوا رحمهم الله في غاية الورع.
وأما القطع بانهم أورع عند الله عز وجل فغيب لا يستجيز القطع به إلا فاسق، وأورعهم في ظاهر أمرهم في الفتيا من كان أشدهم لمخالفة ما جاء في القرآن وما صح عن النبي ص، وأبعدهم عن القطع برأيه، وهذا أمر يعلمه كل ذي حس سليم ضرورة من جاهل أو عالم، إلا من غالط عقله وكابر حسه.
¥