تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الأصول التي ترجع إليها مسالة " العذر بالجهل " لكلا الفريقين]

ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[16 Oct 2007, 01:24 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه ... وبعد:

فهذه كلمات في حلقات في مسالة العذر بالجهل التي اتخذت عند البعض معقدا للولاء والبراء،و جعلت فتنة بين أهل الصلاح والالتزام يختبر المرء منهم أخاه هل يعذر بالجهل أم لا يعذر؟ فإن كان على ما هو عليه وإلا تغير قلبه عليه وصد عنه وحذر منه وعاداه وعده من جماعة أخرى لأجل مخالفته في هذا المسالة وإن كان موافقا في كل مسائل الشريعة!!

بل نودي من المنابر أن من لم يعذر بالجهل فهو تكفيري خارجي! وعلى الطرف الأخر نودي أن من يعذر بالجهل فهو مرجىء جهمي! .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ...

والكلام هنا ليس سردا لأدلة الفريقين ولا نقاشا حولها، بل هو بمثابة التنبيه إلى أصول ومنطلقات الأقوال لكلا الفريقين أتناول في كل حلقة جزأ منها وأحرص على ذكر بعض الجوانب المغيبة في المسالة، وأتناولها بطريقة مختلفة نوعا ما عن الطريقة التقليدية في سرد الأدلة، لعل أن تتكشف بعض المعاني التي قد تغيب عنا في زحمة الردود وحماس المناقشات، فتساعد على تصور المسالة بصورة صحيحة، فتتلاشى الخلافات الوهمية ويركز على الخلافات الحقيقية والتي قد يكون الحوار فيها أهم من مسالة العذر بالجهل نفسها .....

لان غياب الأصول التي ينطلق منها كل فريق من المتنازعين عن الآخر بل عن صاحب القول نفسه أحيانها! قد يؤدي إلى عدم تصور موقف كل طرف من الأطرف في المسألة كما ينبغي،وبالطبع فإن هذا يعمل على استمرار الخلاف قائما بينهم دونما فرصة جدية للتوافق أو محاولة تقليص الخلاف ..

لذا فسأذكر هنا ما أراه أصولا من وجهة نظري لكل طرف من خلال طرحه لها، وقد أتعرض لبعض هذه الأصول للتنبيه على خطأها أو صوابها – أيضا من وجهة نظري- وقد اكتفي بذكرها ...

وبالوقوف على تلك الأصول لكلا الفريقين أرى أنه قد يتوصل في وقت ما إلى توافق بين الفريقين أو على الأقل تقارب وتفهم، إذا ركزت الجهود في مناقشة تلك الأصول ... والله الموفق

******************

الحلقة الأولى:

أبدأأولا بذكر الأصول التي ينطلق منها الطرف الأول والذي يقرر من خلالها عدم العذر بالجهل في التوحيد وأصل الدين على تفصيل يأتي بيانه إن شاء الله ...

ومن أهمها:

الأصل الأول: حقيقة الإيمان الكفر ..

-فالإيمان والكفر متقابلان إذا زال احدهما خلفه الآخر، ولا يجتمع أصل الإيمان وأصل الكفر قط، كما لا يرتفع أصل الإيمان واصل الكفر قط كما قال سبحانه:"هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن " فهما لا يجتمعان ولا يرتفعان في آن واحد، ولكن قد تجتمع شعبة من شعب الكفر مع أصل الإيمان إذ أن الكفر أصل ذو شعب، كما قد تجتمع شعبة من شعب الإيمان مع أصل الكفر فالإيمان أيضا أصل ذو شعب ... وهذا من أعظم أصول أهل السنة والجماعة ...

وعندما نتكلم عن الإيمان الذي يقابله الكفر فإننا لا نتكلم عن الإيمان الكامل أو الواجب، بل نتكلم عن أصله وحقيقته وهو توحيد الله سبحانه وتعالى ...

هذه الحقيقة التي خلق الله الخلق لأجلها وفطرهم عليها وأرسل إليهم رسله وانزل كتبه ليعبد الله وحده لا شريك له، و يعبد بما شرع على ألسنة رسله صلوات الله وسلامه عليهم ....

قال سبحانه:" وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون"

وقال سبحانه:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"

والكفر في اللغة هو الستر والتغطية

- وفي الاصطلاح فهو: " ضد الإيمان"

قال شيخ الإسلام رحمه الله:

(والكفر عدم الإيمان باتفاق المسلمين سواء " اعتقد نقيضه وتكلم به" أو " لم يعتقد شيئا ولم يتكلم" ولا فرق في ذلك) مجموع الفتاوى (20/ 86)

ومعنى قوله رحمه الله أن الكفر عدم الإيمان،أن من لم يأت بالإيمان فقد كفر ...

وهو على ضربين:-

- ضرب لم يأت به ولم يحققه وهذا هو الكافر الأصلي ..

- وضرب أتى بالإيمان ثم ارتكب بعد ذلك بما ينقضه من المكفرات القولية أو العملية ..

فكل من لم يأت بالإيمان أو يحققه سواء من لم يأت به أصلا أو أتى به ثم نقضه فقد لابس الكفر قطعا .. وسواء كان كفره أصليا أو طارئا ....

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير