تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عقوبة الآثام في الآخرة]

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[15 Aug 2007, 07:58 ص]ـ

الأحد 1 من رجب1428هـ 15 - 7 - 2007م الساعة 11:26 ص مكة المكرمة 08:26 ص جرينتش الصفحة الرئيسة > المستشار > زهرة

[عقوبة الآثام في الآخرة]

مفكرة الإسلام: في ما رواه البخاري في صحيحه، من حديث سمرة بن جندب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم من رؤيا؟ قال: (فيقص عليه من شاء أن يقص، وإنه قال ذات غداة: ((إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي أنطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه، فيثلغ ([1]) رأسه، فيتهدهد ([2]) الحجر هاهنا، فيتبع الحجر، فيأخذه، فلا يرجع غليه حتى يصبح رأسه كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى، قال: قلت لهما: سبحان الله! ما هذان؟ قالا لي: انطلق، انطلق. فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه، فيشرشر شدقه ([3]) إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى، قال: قلت: سبحان الله! ما هذان؟ فقالا لي: انطلق، انطلق. فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، قال: وأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغط ([4]) وأصوات، قال: فأطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسف منهم، فإذا أتاهم ذالك الهب، ضوضوا ([5]) قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق، انطلق. فانطلقنا، فأتينا على نهر (حسبت أنه كان يقول) أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل، قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فيخفر له فاه، فيلقمه حجراً، فينطلق يسبح ثم يرجع إليه، كلما رجع إليه، فغر له فاه، فألقمه حجراً، قلت لهما: ما هذان؟ قال: قالا لي انطلق، انطلق. قال: فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآه، أكره ما أنت راء رجلاً مرآة، وإذا عنده نار يحشها ([6]) ويسعى حولها، قال قلت لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي: انطلق، انطلق. فانطلقنا، فأتينا على روضة معتمة ([7])، فيها من كل لون الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل، لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء، وإذا حول الرجل من أكثر و لدان رأيتهم قط، قال: قلت لهما: ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق. فانطلقنا، فانتهينا إلى روضة عظيمة، لم أر روضة قط أعظم منها ولا أحسن، قال: قالا لي: أرق فيها، فارتقينا فيها، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب، ولبن فضة، فأتينا باب المدينة، فاستفتحنا، ففتح لنا، فدخلناها فتلقانا فيها الرجال، شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قال: قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، قال: وإذا نهر معترض يجري.

كأن ماءه المحض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا، قد ذهب ذلك السوء عنهم، (فصاروا في أحسن صورة)، قالا لي: هذه جنة عدن وهذا منزلك، قال فسما بصري صعداً ([8])، فإذا قصر مثل الدبابة ([9]) البيضاء، قال: قالا لي: هذا منزلك، قال، قلت لهما: بارك الله فيكما، ذراني فأدخله، قالا: أما الآن، فلا، وأنت داخله، قلت لهم، فإني قد رأيت منذ الليلة عجباً، فما هذا الذي رأيت؟

قال: قالا لي: أما إنا سنخبرك: أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعيناه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة، الذين في مثل بناء التنور ([10])، فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر فإنه أكل الربا، وأما الرجل الكرية المرآة، الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم عليه السلام، وأما الولدان الذين حوله، فكل مولود مات على الفطرة، فقال بعض المسلمين يا رسول الله، وأولاد المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأولاد المشركين))، وأما القوم الذين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير