تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المختار من فرائد النقول والأخبار]

ـ[الكشاف]ــــــــ[16 Aug 2007, 07:41 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

(المختار من فرائد النقول والأخبار) عنوان كتاب صغير الحجم من اختيار وتعليق الشيخ محمد عوامة رعاه الله. وفيه فوائد وطرائف، رأيت أن أمتع بها إخواني في حلقات في هذه المشاركة، وأرجو أن ينفع الله بها قارئها.

ـ[الكشاف]ــــــــ[16 Aug 2007, 07:46 م]ـ

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(مَثَلُ (1) ما بعثني اللهُ به من الهُدى والعِلمِ كمثلِ الغيثِ الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نَقِيَّةٌ (2) قبلت الماءَ فأنبتت الكلأَ والعُشبَ (3) الكثيرَ، وكانت منها أجادبُ (4) أمسكت الماءَ فنفع الله بها النَّاسَ، فشربوا وسَقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفةً أخرى إنِمَّا هي قيعانٌ (5) لا تُمسكَ ماءً ولا تُنبتُ كلأ.

فذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دين الله ونَفَعَهُ ما بعثني اللهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لم يرفعْ بذلك رأساً (6)، ولم يَقْبل هُدى الله الذي أُرسلتُ به). (7)

... الحواشي *****

(1) أي: صفة، وليس المراد به القول السائر في الناس.

(2) أي: أرض طيبة.

(3) الكلأ: النبت الرطب واليابس، والعشب: النبت الرطب فقط.

(4) أجادب: جمع جدب - بفتح الدال - وهي الأرض الصلبة.

(5) جمع قاع، وهي الأرض المستوية الملساء التي لا تنبت.

(6) أي أعرض عنه فلم ينتفع به ولا نفع غيره.

(7) رواه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب فضل من علم وعلم 1:185 - 186 من فتح الباري.

ـ[الكشاف]ــــــــ[20 Aug 2007, 01:05 ص]ـ

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَثَلُ الجليس الصالح والسوء:كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك:إما أن يُحْذِيَك (1)، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة (2)

................. الحواشي ...............

(1) أي:يعطيك

(2) رواه البخاري في موضعين من (صحيحه) في كتاب البيوع باب في العطار وبيع المسك 227:5، وفي كتاب الذبائح والصيد باب المسك12/ 82 وهذه لفظه.

قال العلامة الحكيم الراغب الأصفهاني في الذريعة إلى مكارم الشريعة ص 255 - 256:

(وحق الإنسان أن يتحرى بغاية جهده مصاحبة الأخيار،فهي قد تجعل الشرير خيراً، كما أن مصاحبة الأشرار قد تجعل الخير شريراً.

قال بعض الحكماء: من جالس خيراً أصابته بركته، فجليس أولياء الله لا يشقى وإن كان كلباً ككلب أصحاب الكهف، حيث قال جل وعز: (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد).

ولهذا أوصت الحكماء بمنع الأحداث من مجالسةِ السفهاء،وقال أمير المؤمنين _علي _ رضي الله عنه: لا تصحب الفاجر فيزين لك فعله، ويود أنك مثله. وقيل:جالسوا من تذكركم الله رؤيته، ويزيد في خيركم نطقه.

وقالوا:إياك ومجالسة الشرير، فإن طبعك يسرق من طبعه وأنت لا تدري ...

وليس إعداء الجليس جليسه بمقاله وفعاله فقط، بل بالنظر إليه،فالنظر في الصور يؤثر في النفوس أخلاقاً مناسبة إلى خلق المنظور إليه، فإن من دام نظره إلى مسرور سر، ومن دام نظره إلى محزون حزن، وذلك ليس في الإنسان فقط، بل في الحيوان وسائر النبات، فإن الجمل الصعب قد يصير ذلولأ بمقارنة الذلول، والذلول يصير صعباً بمقارنة الصعاب، والريحانة الغضه تذبل بمقارنة الذابلة ...

ومعلوم أن الماء والهواء يفسدان بمجارة الجيفة واذا قربت منهما. وذلك مما لابنكره ذو تجربة.

وإذا كانت هذا الأشياء قد بلغت في قبول التأثير هذا المبلغ، فما الظن بالنفوس البشرية التي موضوعها لقبول صور الأشياء خيرها وشرها؟!.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير