[الإعتداء في الدعاء والأخطاء العقدية في القنوت عند بعض الأئمة ـ هداهم الله ـ فاحذر]
ـ[ابواحمد]ــــــــ[16 Sep 2007, 05:30 م]ـ
الاعتداء في الدعاء
والاعتداء في الدعاء عرّفه ابن القيم رحمه الله بقوله:
" كل سؤال يناقض حكمة الله أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره أو يتضمن خلاف ما أخبر به فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله "، وقد فسره رحمه الله "بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من الإعانة على المحرمات وتارة بأن يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يساله تخليده إلى يوم القيامة أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية من الحاجة إلى الطعام والشراب أو يسأله أن يطلعه على غيبه أو يساله أن يجعله من المعصومين أو يسأله أن يهب له ولدا من غير زوجة ولا أمة ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء".ا. هـ (بدائع الفوائد3/ 13)
ألا وإنّ مما ابتليت به الأمة في بعض الأمصار من محدثات في طريقة الدعاء أو في ألفاظ الأدعية حتى رأينا وسمعنا ألوانا منها صعب علينا إحصاؤها فضلاً عن إنكارها، وربما توارثها الناس جيلاً بعد جيل إلى أن استقر الأمر عند بعضهم أنها من السنة وهي ليست كذلك، فإذا تُركِت قيل: تُركت السنة
فمن تلك الأمور المحدثة:
أولا: التغني بالدعاء في القنوت والتطريب والتلحين وهو أمر مُحدَث ويدل لذلك:
1ـ أنّ الأصل في العبادات المنع والتوقف لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة (مَن أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَد) رواه البخاري، فليس المنع مقتصراً على أصل العبادة فحسب بل حتى في صفتها ووقتها وعددها وزمنها ومكانها وهيئتها، ولا دليل على صفة التغني بالقنوت فكيف نتعبد الله بما لم يشرع لنا، ولو كان خيراً لسبقونا إليه ونقل إلينا.
2ـ إنّ الأمر بالتغني والترتيل إنما ورد في تلاوة القرآن لما روى البخاري في صحيحة عن أبي هريرة (ليس مِنا من لم يتغن بالقرآن) فلم يقل: يتغن بالدعاء، وإنما بالقرآن، وقال عليه الصلاة والسلام (زينوا القرآن بأصواتكم) ولم يقل: زينوا الدعاء.
3ـ ذَكَرَ شيخ الاسلام أنّ إدخال الألحان في الصلوات هي من طريقة النصارى حيث قال في الفتاوى 28/ 611: (وكذلك إدخال الألحان في الصلوات لم يأمر بها المسيح ولا الحواريون) ا. هـ، ومن ذلك مانشاهده في العصر الحاضر مما تبثه بعض القنوات والإذاعات من الأدعية البدعية و الابتهالات الملحنة.
4ـ إنك لو سألت الخطيب: هل تتغنى بالدعاء على المنبر؟ لقال: لا، ولو سألت المصلي هل يتغنى بالدعاء في سجوده؟ لقال: لا، ولو سألت المصلي الذي في المسجد ينتظر الصلاة: هل تتغنى بالدعاء؟ لقال: لا، إذن فما الذي خَصَّ دعاء القنوت بهذا التغني والتلحين والترتيل الذي نسمعه اليوم دون بقية الحالات؟؟ فإنّ الشريعة لا تفرق بين المتماثلات ولا تجمع بين المختلفات.
5ـ أنّ التغني والتطريب بالدعاء من أسباب رده وعدم قبوله لأنه اعتداء في الدعاء، قال الكمال بن الهمام الحنفي (ما تعارفه الناس في هذه الأزمان من التمطيط والمبالغة في الصياح والإشتغال بتحريات النغم إظهارا للصناعة النغمية لا إقامة للعبودية فإنه لا يقتضي الإجابة بل هو من مقتضيات الرد.ا. هـ (فيض القدير1/ 229)
ولك أخي الكريم أن تتأمل وأنت تسمع بعضهم وهو يدعو وكأنه يقرأ القرآن بالتجويد والقلقلة والإخفاء والإظهار، ويراعي المد المتصل والمنفصل. حتى إنك ترى بعض المصلين عند سماعه للقنوت لا يفرق بين القرآن وبين الدعاء.
وقد جاء في فتوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية 6/ 76 برقم (21263) وتاريخ20/ 12/1420هـ بما نصه: وعلى الداعي ألاّ يشبِّه الدعاء بالقرآن فيلتزمَ قواعد التجويد والتغني بالقرآن فإن ذلك لا يعرف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم.
قلت: ومادام أنه ليس من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام ولا صحابته الكرام فكيف يسوغ لنا أن نحدث في دين الله مالم يأذن به الله؟ ألا فليسعنا ما وسع سلفنا الصالح رحمهم الله، ولنتلزم السنة فإنها سفينة نوح من ركبها نجا ومن حاد عنها غرق وهلك، والعياذ بالله.
ثانيا: من المحدثات: رفع الصوت بالدعاء وهو فعل منكر لأمور:
¥