تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صوم شهر رجب بين المجيزين والمانعين (دراسة مقارنة)]

ـ[الصبر الجميل]ــــــــ[19 Jul 2007, 02:09 م]ـ

[صوم شهر رجب بين المجيزين والمانعين (دراسة مقارنة)]

عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وأتباعه وبعد:

فيقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن لله في أيام دهره لنفحات ألا فتعرضوا لنفحات الله) ومن حكمة الله أن فضل بعض الشهور على بضع ليغتنمها ذوو الألباب , ومن الشهور الفاضلة التي ينبغي اغتنامها شهر رجب , وهذه بحث موجز في حكم صيام شهر رجب وقد جعلته على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: أقوال أهل العلم في حكم صوم رجب

المبحث الثاني: أدلة المجيزين والمانعين

المبحث الثالث: فوائد متممة في صوم رجب

المبحث الأول:

أقوال أهل العلم في حكم صوم رجب

اختلف أهل العلم في حكم صيام شهر رجب:

- فذهب الجمهور من حنفية ومالكية وشافعية وهو قول في مذهب الحنابلة إلى استحباب صيام شهر رجب كله

- وذهب الحنابلة إلى كراهة إفراد شهر رجب كله بالصوم دون سائر الشهور , وتزول الكراهة عندهم بفطر يوم منه أو يومين أو بصيام شهر آخر إضافة إليه , واختلف الحنابلة في تخصيص الأشهر الحرم بالصيام: فذهب بعضهم إلى استحباب ذلك , ولم يذكر الأكثرون استحبابه

وهذه بعض أقوال أهل العلم من المذاهب الأربعة في ذلك:

من أقوال الحنفية:

في الفتاوي الهندية 1/ 202: (المرغوبات من الصيام أنواع) أولها صوم المحرم والثاني صوم رجب والثالث صوم شعبان وصوم عاشوراء) اه

من أقوال المالكية:

في شرح الخرشي على خليل 2/ 241 وهو يعدد الصوم المستحب: (والمحرم ورجب وشعبان) يعني: أنه يستحب صوم شهر المحرم وهو أول الشهور الحرم , ورجب وهو الشهر الفرد عن الأشهر الحرم) اه

وفي الحاشية عليه: (قوله: ورجب) , بل يندب صوم بقية الحرم الأربعة وأفضلها المحرم فرجب فذو القعدة فالحجة) اه

وفي مقدمة ابن أبي زيد مع اشرح لفواكه الدواني 2/ 272: (التنفل بالصوم مرغب فيه وكذلك , صوم يوم عاشوراء ورجب وشعبان ويوم عرفة والتروية وصوم يوم عرفة لغير الحاج أفضل منه للحاج.) اه

وفي شرح الفواكه عليه: (من المرغب في صومه شهر (رجب) اه

وفي كفاية الطالب الرباني 2/ 407: (و) كذلك صوم شهر (رجب) مرغب فيه) اه

وفي حاشية العدوي عليه: [قوله: رجب] سمي رجبا من الترجيب وهو التعظيم ... تنبيه: ظاهر كلامه أن ثواب صومه يفضل ثواب صوم غيره , ولو من باقي الحرم إذ لو لم يكن كذلك لم يكن لذكره دون باقيها وجه وليس كذلك كما أشار له الشيخ زروق بل ورد أن صوم المحرم أفضل من صوم رجب , أو غيره من الحرم عج) اه

وفي شرح الدردير على خليل 1/ 513: (و) ندب صوم (المحرم ورجب وشعبان) وكذا بقية الحرم الأربعة وأفضلها المحرم فرجب فذو القعدة والحجة) اه

وفي حاشية الدسوقي عليه: (قوله ورجب) اعترض ح رجب بما نقله عن ابن حجر بأنه لم يرد في فطر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين حديث صحيح يصلح للحجة , ولذا قال: ولو قال المصنف والمحرم وشعبان لوافق المنصوص ا هـ وبه يعلم أن قول الشارح تبعا لعبق: وندب بقية الأربعة غير المنصوص) اه

في التاج والإكليل 3/ 220: (والمحرم ورجب وشعبان) لو قال والمحرم وشعبان لوافق المنصوص. نقل ابن يونس: خص الله الأشهر الحرم وفضّلها وهي: المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة.) اه

من أقوال الشافعية:

قال الإمام النووي في المجموع 6/ 439: (قال أصحابنا: ومن الصوم المستحب صوم الأشهر الحرم , وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب , وأفضلها المحرم , قال الروياني في البحر: أفضلها رجب , وهذا غلط ; لحديث أبي هريرة الذي سنذكره إن شاء الله تعالى {أفضل الصوم بعد رمضان شهر الله المحرم) اه

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب 1/ 433: (وأفضل الأشهر للصوم) بعد رمضان الأشهر (الحرم) ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب ...

(وأفضلها المحرم) لخبر مسلم {أفضل الصوم بعد رمضان شهر الله المحرم} (ثم باقيها) وظاهره استواء البقية والظاهر تقديم رجب خروجا من خلاف من فضله على الأشهر الحرم) اه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير