[تاريخ الازهر الاغر]
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[21 Sep 2007, 03:25 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن النبى عليه الصلاة والسلام قال: (المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين (
ومن المتعارف عليه بين أهل العلم أن العالم قد يخطي وليس معنى خطأ العالم أن ترد جميع أقواله أو تسلب منه مناقبه وليس معنى وجود مدرس ضعيف في المدرسة أو طالب فاسد دليلا على سوء المدرسة واليكم تاريخ الازهر وبعضا من علمائه الاجلاء
تاريخ إنشاء الأزهر الشريف
أقام الفاطميون دولتهم الفاطمية بالمغرب وفى عهد رابع خلفائهم السلطان المعز لدين الله أمر جوهر الصقلي قائد قواته بدخول مصر، فدخلها جوهر الصقلي بدون قتال شديد عام 358هـ الموافق 969 م , وانتزع الحكم من الإخشيديين .. فلقد كان يحكم مصر ابن كافور الإخشيدي وكان عمره لا يتجاوز عدة سنوات.
ولما استقرت الأمور لجوهر الصقلى قرر تأسيس عاصمة لحكم الفاطميين وأسس مدينة القاهرة فنصب الجيش الفاطمي خيامه على منطقة جنوب الفسطاط وبدأ العمل فى بناء مدينة جديدة فى نفس العام 969م , وعنى الصقلى باختيار موقع المدينة بين خليج أمير المؤمنين والمقطم فشيد المدينة على الأرض الرملية الجافة.
وعندما أكمل جوهر الصقلى بناء القاهرة أصبحت عاصمة الفاطميين ومقرا لخلافتهم , فانتقل اليها المعز لدين الله الخليفة الفاطمى فى موكب ضخم وكبير من المغرب للقاهرة عام 973 م.
وفى نفس الوقت .. وضع جوهر الصقلى أساس مسجد كبير فى القاهرة فى اليوم الرابع عشر من رمضان 359 هـ الموافق لعام 971 م واستغرق بناؤه عامين , حيث أقيمت فيه الصلاة لأول مرة فى السابع عشر من شهر رمضان عام 360 هـ الموافق 972 م.
وسمى بالأزهر الشريف لعدة أسباب , بسبب أن الفاطميين ينتسبون إلى إبنة الرسول عليه الصلاة والسلام السيدة فاطمة الزهراء , ويقال إنه سمى بالأزهر لأنه كان محاطا بقصور فخمة التى كانت تسمى القصور الزهراء , أو أنه سمى كذلك تفاؤلا لأن يكون أعظم المساجد ضياء ونورا
.. كما يقال ان سبب هذه التسمية نسبة الى كوكب الزهرة .. وكل هذه الأسباب صحيحة ... ولقد عرف الجامع الأزهر أول الأمر بجامع القاهرة ثم باسمه الحالى .. وبالطبع نعرف جميعا أن اسم القاهرة كان الخليفة لا يرغب فيه وكان يريد تسمية المدينة باسم (المدينة الزهراء) وشيد الأزهر الشريف فى المنطقة المجاورة لقصر المعز ملك الفاطميين , وكان المبنى الأول للأزهر حوالى نصف المبنى الحالى ... وتوجه إليه فى سنة 362 هـ فى عيد الفطر الخليفة المعز لدين الله ليشهد أول صلاة رسمية له فى الجامع الأزهر.
وكان الغرض من إنشاء الجامع الجامع الأزهر أن يكون رمزاً للسيادة الروحية للدولة الفاطمية ومنبراً لنشر المذهب الشيعي بمصر. (الأزهر الشريف حالياً يُدرِّس المذهب السني وليس الشيعي).
تطور إنشاء الجامع الأزهر
كان الأزهر أول ما أقيم يتكون من صحن المسجد الحالى المكشوف , والذى تحف به العقود المدببة من كل جانب وبيت الصلاة المسقوف الذى كان يقع الى شمال الصحن الحالى وكان له جانبان: أيمن وأيسر , فيهما مبان , فكان فى كل من الجانبين الايمن والايسر ثلاثة أروقة (الرواق منطقة تجمع بين عدة أعمدة) ثم توالت الاضافات والزيادات , حتى أصبح الجامع الأساسى فى قلب الجامع الأصلى , وأضيف للمبنى أروقة جديدة - مدارس - محاريب - مآذن - ميضات (أماكن للوضوء). حتى أصبح الأزهر اليوم عصر فنونا وتوسعات وبصمات جعلت من الأزهر منارة فنية رائعة.
ويصف لنا أحد المؤرخين الجامع الأزهر .. فندخل معه: فإذا وصلت لميدان الأزهر الحالى ودخلت من الباب الرئيسى للأزهر واسمه باب المزينين تسير فى ممر طويل , فعلى يمينه مبنى المدرسة الأقبغاوية , التى بناها الأمير المملوكى علاء الدين أقبغا عبد الواحد عام 740 هـ / 1339 م , فى جزء من ساحة الأزهر وجعلها ملحقة به , وهذا الأمير كان من أكبر من اهتموا بعمارة الأزهر الشريف , فلقد أنشأ لمدرسته تلك بيت صلاة وقبلة ومنارة , وقد استعملت هذه المدرسة إلى عهد قريب مكتبة للأزهر.
¥