ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[27 Nov 2009, 12:36 ص]ـ
الشيخ عبد الفتاح اليافعي له منهج غريب جداً بالنسبة إليَّ بحسب ما تيسَّر لي من الوقوف على بعض كتابته في بعض المنتديات، وبحسب معرفتي ببعض من جلس إليه، أو بعض من تأثر به، وبعض من يعرفه قبل أن ينتهج هذا المنهج، فقد كان من أهل السنة، وبعد ذهابه إلى قطر لا أدري كيف تغيَّر، وقد اطلعتُ على مقال لأحد الإخوة بعنوان (شهادتي على الشيخ عبد الفتاح اليافعي) للأخ خالد الحدرمي، وهاك هو:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه .. وبعد
فقد كثُر الكلامُ بين طلبة العلم وغيرهم عن حقيقة منهج الشيخ عبد الفتاح اليافعي وعقيدته، بين نافٍ أن يكون صوفيّاً أشعرياً ومثبتٍ لذلك، حتى آل الأمرُ إلى حدّ التكذيب بين الطرفين، ويعود السبب في نظري إلى إفراط الشيخ في استخدام التورية، وامتناعه عن التصريح بحقيقة دعوته ومنهجه بقولٍ فصلٍ يقطع التخرّص والخصومة.
وقد طلب مني بعضُ الإخوان أن أدليَ بشهادتي في تلك المسائل؛ بحكم علاقتي به، وموافقتي السابقة له، فرأيتُ ذلك واجباً عليّ لا يجوز لي الإخلال به، غير أنّي راسلت الشيخ مخبراً له بواقع الحال، وطالباً منه أن يقطع هو في المسألة ببيانٍ صريحٍ واضحٍ يوضِّح فيه منهجَه وعقيدتَه. فأجابني بقوله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ / خالد الحدرمي رعاكم الله
السلام عليكم وبعد:
فقل ما ترى أنه يقربك إلى الله لا إلى خلقه
وأرجو أن تنقل الصورة متكاملة من غير زيادة أو نقص أو تبديل وتذكر أنها شهادة ستسأل عنها بين يدي الله (ستكتب شهادتهم ويسألون)
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والرشاد
أخوكم /عبد الفتاح اليافعي
فاستعنت اللهَ تعالى في كتابة هذه الشهادة التي لستُ معنيّاً فيها بذكر بما يراه من مآخذ آرائه وأدلتها، أو الردِّ عليها وإبطالها، ولا ما قد ذكره في أبحاثه المنشورة في النت (إلا ما رأيته على خلاف الواقع)؛ بل غاية هذه الشهادة: ذكرُ حقيقة أقواله مجرّدة؛ فصلاً للمهاترات الكلاميّة، وقطعاً للتخرّص، وإبراءً للذمة، ونصحاً للأمة، فيحيى بعدها من حيّ عن بيّنة، ويهلك من هلك عن بيّنة.
فأقول والله على ذلك شهيد:
أما الأشعرية؛ فهو أشعريٌّ يوافق الأشاعرة في أصول العقائد المشهورة، ولا يخرج فيها عن أحد أقوالهم، فهو يصحّح القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ويجوِّز تأويلاتهم للصفات، وإن كان يختار لنفسه التفويض، ويقول بالكلام النفسي، وبخلق القرآن الذي بين أيدينا على نحو ما يقرره ويفصّل فيه أكثر الأشاعرة في هذه المسألة، وينفي الصفات الاختيارية التي يسمونها بحلول الحوادث، ويوافقهم في مسائل الإيمان، والتحسين والتقبيح، والكسب .. وغير ذلك.
وأما الصوفية؛ فهو صوفيٌّ على طريقة من يراهم (أهل الاعتدال) منهم، وينكر القول بالوحدة، والحلول والاتحاد، ويوافق الصوفيةَ في أغلب ما عدا ذلك أو يصحّح لهم، ويدافع عنهم؛ خصوصاً في المسائل الفقهية الخلافية، أو مسائل البدع والمحدثات، كالتّوسل بالذوات، أو التّبرك بالصالحين وبقبورهم، أو الموالد والسماع الصوفي، أو الأذكار والأوراد الخاصة بهم .. ونحو ذلك.
وأما الاستغاثة بالنبيّ أو الوليّ الميت ودعاؤه ونداؤه والطلب منه على الصفة المعروفة المشهورة بين الصوفية وغيرهم، والتي عليها مدار كلام العلماء؛ فهي جائزة عنده، ولا يكون منها شركاً إلا ما كان ملازماً لاعتقاد أن يكون المدعو إلهاً من دون الله أو شريكاً معه.
وأما الموالد والسماع؛ فهو يجيز ذلك ويشارك في فعله ومزاولته.
وأما علاقته بعمر بن حفيظ؛ فتربطه به علاقةُ احترامٍ ومودةٍ وزيارة، وقد اتخذه شيخاً له في التربية والسلوك على الطريقة المعروفة عند الصوفية بين المريد وشيخه، ويشاركه زيارة نبي الله هود عليه السلام في حضرموت.
¥