ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[24 Jul 2010, 11:26 ص]ـ
والآن قد قرب رمضان بلغنا الله إياه وإياكم المسلمين ونحن بأمن وأمامان وصحة وعافية
فأعدول له العدة واستعدوا فهو شهر الله ويوفى فيه الصابرون أجرهم بغير حساب
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Jul 2010, 12:00 م]ـ
وقد كتب الدكتور ناصر العمر تحت نفس العنوان هذه المقالة:
إننا في كل عام نودع رمضان ونستقبل بعده آخر, فهل علمنا من قدره ما علمه سلفنا الصالح فعملنا فيه بمثل عملهم, وخرجنا فيه بمثل ما خرجوا؟
أترانا نخرج كل عام من رمضان وقد حققنا الغاية التي من أجلها شرع الله جل وعلا - الصيام كما قال عز وجل من قائل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة/ 183). أم أن صيام رمضان أصبح عادة من العادات, فلا نخرج منه إلا بتغيير في أوقات طعامنا وشرابنا ونومنا, ثم نودعه بعد ذلك كأن شيئاً لم يكن؟
إن هذا الشهر مدرسة جامعة لا ينبغي للعبد أن يتخلف عنها, فهو مدرسة إيمانية, ومدرسة تربوية, ومدرسة أخلاقية, ومدرسة اقتصادية فيحق لنا أن نقف مع هذا الشهر وقفات, لنأخذ الدروس والعبر من جامعة الصيام العريقة الضاربة في أعماق التاريخ كما أخبر ربنا سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}: (البقرة/ 183).
أي أنه فرض علينا كما فرض على من قبلنا من الأمم السابقة.
· رمضان شهر التربية
يأتي رمضان والقلوب قد تهيأت للإقبال على الله, والنفوس قد عقدت العزم على بذل المستطاع لبلوغ مرضاة الله, فيعيد المرء حساباته وينظر في معاملاته مع خالقه فيبدأ أولى خطواته على طريق الجهاد في سبيله بأن يبدأ في مجاهدة نفسه الأمارة بالسوء, فينهاها عن ويحجزها عما يباعد بينها وبين بارئها وولي فإن عصمه الله فانتصر عليها فما أهون أن يتعين بربه على مجاهدة عدوه فينصره الله كما وعد {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} محمد: 7 فإذا استقام له أمر صومه نظر في حال قلبه وماران عليه بسبب الذنوب والمعاصي طوال العام, فسعى في طهارته من فساد النيات ومن الغل والحسد ومن الميل إلى ما حرم الله تماماً كما يسعى في طهارة ثوبه من الأذى والدنس مصداقاً لقوله تعالى {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} {74/ 4} المدثر: 4
قال سعيد بن جبير رحمه الله (وقلبك ونيتك فطهر) تفسير ابن كثير 4/ 566 أي كما أنك تطهر ثوبك فطهر قلبك, فينبغي للعبد أن يطهر قلبه من الأدناس والأمراض ومما يجل به من الآفات كي لا يكون سبباً في هلاكه, إذ أمر هذا القلب عجيب.
فإن أعان الله عبده على القيام بإصلاح قلبه أمن من الخزي يوم القيامة