ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[25 Aug 2007, 01:54 م]ـ
= يتبع: سهيلة والحصن المنيع
مفكرةالإسلام: 3 - الطفولة المبكرة هى أفضل الفترات لبناء الطفل عقدياً وإيمانياً:
إن السنوات الأولى .. بل لا نبالغ إذا قلنا اللحظات الأولى من عمر الطفل هي أفضل وأهم الفترات لتربية الطفل إيمانياً وترسيخ عقيدة التوحيد ومعرفة الله تعالى فى نفسه.
ولذلك أوصي النبي صلي الله عليه وسلم بأن يكون أول ما يقرع سمع المولود هو كلمات الأذان التي تحمل معاني التوحيد الخالص وإفراد الله تعالي بالعبودية والتبرؤ من كل معبود سواه .. يقول ابن القيم رحمه الله تعالي: أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام , فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا كما يلقن كلمة التوحيد من عند الخروج منها وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر ومع ما في ذلك من فائدة أخرى: وهي هروب الشيطان من كلمات الآذان وهو كان يرصده حتي يولد: فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلقه به.
وفيه معنى آخر: وهو أن يكون دعوته إلى الله وإلى دينه – الإسلام – وإلى عبادته سابقة على دعوة الشيطان كما كانت فطرة الله التي فطر الله فطر الناس عليها , سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها إلى غير ذلك من الحكم " ... أ. هـ
ولأهمية هذه الفترة من عمر الطفل في تلقيه لأصول الإيمان أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح على الغلام (الولد) بكلمة لا إله إلا الله.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله ".
والسر في هذا: لتكون كلمة التوحيد وشعار الدخول في الإسلام أول ما يقرع سمع الطفل وأول ما يفصح بها لسانه وأول ما يتعلقها من الكلمات والألفاظ كما أمر صلى الله عليه وسلم الآباء والمربين أن يأمروا أبنائهم بالعبادات وهم في سن السابعة , فعن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين , واضربوهم عليها وهم أبناء عشر, وفرقوا بينهم في المضاجع ".
ويقاس على الصلاة الترويض على بعض أيام الصوم إذا كان الولد يطيقه وسائر العبادات.
4 - أهمية ربط الأبناء بالقرآن الكريم منذ نعومة أظفارهم:
وذلك في وقت مبكر جداً منذ أن يشرع الطفل بالنطق , فهذه هي المرحلة الذهبية للحفظ والتلقي والتعامل النفسي مع ما يتعلمه الطفل ويحفظه.
لذلك أوصي نبينا صلي الله عليه وسلم الآباء يتعاهد ذلك فقال عن على رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم: " أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم , وحب آل بيته ,وتلاوة القرآن , فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفائه " .. رواه الطبراني.
وعلى ذلك سار الصحابة رضوان الله عليهم , فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
" كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله كما نعلمهم السورة من القرآن" وكأن اهتمامهم بتعليم أبنائهم سور القرآن كان في المرتبة الأولي حتي يضربونه به مثلا في شدة الاهتمام والعناية , وأوصي الإمام الغزالي في إحيائه.
" بتعليم الطفل القرآن الكريم وأحاديث الأخبار, وحكايات الابرار "
وأشار ابن خلدون في مقدمته إلى أهمية تعليم القرآن للأطفال وتحفيظه وأوضح أن تعليم القرآن هو أساس التعليم لأنه يؤدي إلى تثبيت العقيدة ورسوخ الإيمان.
5 - القرآن يبني شخصية الطفل:
إن تعليم الطفل القرآن يعمل بقوة على بناء شخصيته إيمانيا، كما يربي في نفسه قيم الأخلاق العالية والسلوك المستقيم ويشكل شخصيته وطريقه تفكيره تشكيلا يتسم بالنقاء والأصالة كما يمنحه فصاحة اللسان وسلامة المنطق ويزوده بالوعي والمعرفة وقوة الذاكرة.
وقد ورد في هذا المعني " من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعل الله مع السفرة الكرام البررة ".
كما أن حفظ الأبناء وتعلمهم بالقرآن وتعلقهم به وارتباطهم به , يجعل نفوسهم هادئة مطمئنة مرتبطة بالخالق سبحانه وتعالي – مما يجعلهم ينعمون بمعية الله تعالي وحفظه لهم كما يجعلهم في حصن منيع يحميهم من تسلط الشياطين عليهم أو إيذائهم.
حتي يصير فعلاً مخالطا للحمهم ودمهم , يرتلون آياته مع والديهم أو مؤدبيهم لا يطيقون بعداً عن مصاحفهم أو شرائطهم المرتلة وحتي في ساعات المرض والحمي ينطق لسانهم بما اختلج في قلوبهم الخضراء من محبة كلام الله تعالي وشدة الارتباط به فيطلبون سماعه كما فعلت سهيلة.
والآن قد عافاها الله تعالى من الحمى وعادت تواصل مع محفظتها حفظ وترتيل آيات القرآن الكريم.