(من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء). (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح). مبتعدين فيما يفعلونه عن السمعة والرياء والكبر فتراهم في حلقة واحدة الكبير والصغير والغني والفقير يتجلى في اجتماعهم عظمة الإسلام وترفرف فوقهم رايات الكرم والجود والألفة والمحبة تجمعهم أخوة الإسلام العظيم.
فإذا رفع المؤذن صوته بالنداء لهجت الأصوات بإجابته وترديد ألفاظ الأذان ثم يبدأ إفطار الناس على تمرات أو حبات رطب وهناك من يقدم التمر المعجون بالسمن مضافا إليه الدقيق على نار هادئة ويسمونه: الحيسة، ويتناول الناس أكؤسا من ماء زمزم (وهي متوفرة في الحرمين طيلة العام من فضل الله عز وجل جزى الله القائمين على ذلك كل خير) وتعجيل الإفطار إن هو إلا امتثال لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) (رواه البخاري ومسلم) وتناولهم الرطب والتمر ومشتقاتها ما هو إلا للعمل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور) (رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن).
وعن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات فإن لم تكن رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء) (رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن).
ثم بعد لحظات من انتهائهم من الإفطار يهبون هبة رجل واحد إلى الصلاة كل ذلك لا يستغرق نصف الساعة الأولى بعد أذان المغرب، ثم يذهب الناس بعدها إلى بيوتهم لتناول طعام الإفطار ـ إلا القليل منهم ـ ومن ثَمَّ العود بعدها إلى صلاة العشاء والتراويح؛ والأئمة جزاهم الله خيرا يتناوبون في قراءة جزء أو يزيد قليلا من كتاب الله الكريم في العشرين ركعة التراويح من كل ليلة، فيختمون ختمة ونيف في التراويح خلال شهر رمضان المبارك عدا ما يقرؤونه في القيام في العشر الأخير من رمضان ..
المدينة المنورة: صباح الأحد / 1 رمضان 1408هـ.
استدراك
فيالها من أيام بشر وسرور تقرؤه في وجوه المؤمنين .. وهذا المشهد متكرر في الحرمين الشريفين من كل عام بلغنا الله عز وجل وإياكم والمسلمين رمضان وأعاننا جميعا فيه على الصلاة والصيام والقيام وتلاوة القرآن وغض البصر وحفظ اللسان وبلغنا وإياكم جنة الرضوان وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والحمد لله رب العالمين.
28/ 8 / 1428 هـ. ويتقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير
وكتب: أبو الخير صلاح كرنبه
ـ[النجدية]ــــــــ[12 Sep 2007, 07:46 ص]ـ
بسم الله ...
بارك الله بكم أستاذنا؛ على هذه المقالة الطيبة ......
فرج الرحمن كربكم، و رفع قدركم، و رضي عنكم، و أرضاكم .....
و كل عام و أنتم من الرحمن أقرب!!
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Sep 2007, 12:15 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[13 Sep 2007, 09:42 ص]ـ
أختي الفاضلة: النجدية
أخي الفاضل: فهد الوهبي
بارك الله فيكما، وشكرا لمروركما وتعليقاتكما
يتقبل الله طاعتنا وإياكم في هذا الشهر المبارك
جعلنا الله جميعا من عتقاءه من النيران وأعادنا الله
تبارك وتعالى لأمثاله، وكل عام وأنتم بألف خير