ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[05 Oct 2007, 06:05 م]ـ
القنوت في صلاة الوتر
أحكام وتنبيهات
مستل من كتاب «تصحيح الدعاء»
للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيدبسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
القنوت في صلاة الوتر (1)
القنوت في تعريف الفقهاء هو: «اسم للدعاء في الصلاة في محل مخصوص من القيام».
وهو مشروع في صلاة الوتر بعد الركوع على الصحيح من قولي العلماء.
ومشروع للنوازل قبل الركوع في الركعة الأخيرة من الفريضة أو بعده، وهل هو في جميع الفرائض، أم في الجهرية منها، أم فيها سوى الجمعة؟ فيه خلاف.
والصحيح أنه بعد الرفع من الركوع في آخر ركعة، من كل فريضة من الصلوات الخمس، حتى يكشف الله النازلة، ويرفعها عن المسلمين.
وأما القنوت في صلاة الصبح دائماً في جميع الأحوال، فكان مشروعاً، ثم نسخ، فلا يُشرع في قول جماعة من العلماء، منهم الحنفية، والحنابلة، وقال الحنفية، وجماعة من المحققين: هو بدعة؛ لأن حديث: أن النبي r ما زال يقنت حتى فارق الدنيا، ضعيف لا تقوم به حجة.
إذا عُلِمَ ذلك فالكلام هنا في القنوت في صلاة الوتر، وفيه مبحثان:
المبحث الأولفي المشروع
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: المشروع في دعاء قنوت الوتر وضوابط الزيادة فيه:
وهو على النحو الآتي:
1ــ على الإمام القانت في: «صلاة الوتر» التزام اللفظ الوارد عن النبي r الذي عَلَّمه سبطه الحسن بن علي ــ رضي الله عنهما ــ فيدعو به بصيغة الجمع مراعاة لحال المأمومين، وتأمينهم عليه، ونصه: «اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يَذِلُّ من واليت، ولا يَعِزُّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت. لا منجا منك إلا إليك».
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ــ t ــ أن النبي r كان يقول في آخر وتره:
«اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، لا نُحْصي ثَنَاءً عليك. أنت كما أثنيت على نفسك».
ثم يصلي على النبي r كما ثبت عن بعض الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ في آخر قنوت الوتر، منهم: أُبي بن كعب، ومعاذ الأنصاري ــ رضي الله عنهما ــ.
وَلْيُتَنَبّه فإن ضبط لفظ: «ولا يَذِلُّ» بفتح الياء، وكسر الذال. وضبط لفظ: «ولا يَعِزُّ» بفتح الياء وكسر العين.
2ــ ليحرص الإمام على أداء الدعاء بالكيفية الشرعية، بضراعة، وابتهال، وصوت بعيد عن التلحين والتطريب.
3ــ إن زاد على الوارد المذكور، فعليه مراعاة خمسة أمور:
أن تكون الزيادة من جنس المدعو به في دعاء القنوت المذكور.
وأن تكون الزيادة من الأدعية العامة في القرآن والسنة.
وأن يكون محلها بعد القنوت الوارد في حديث الحسن، وقبل الوارد في حديث علي
ــ رضي الله عنهما ــ.
وأن لا يتخذ الزيادة فيه شعاراً يداوم عليه.
وأن لا يطيل إطالة تشق على المأمومين.
4ــ قد يحصل من الأمور العارضة ما يأتي لها داعي من إمام وغيره بدعاء مناسب لها، كالاستغاثة حَالَ الجَدْبِ، لكن لا يجعلها راتباً لا يتغير بحال. ومن أعمل هذا الفرق بين الدعاء الراتب، والدعاء لأمْرٍ عارض؛ كسب السنة، وانحلت
عنه إشكالات كثيرة.
ومن ذلك دعاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ــ t ــ وهو: «اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ولا نكفرك، ونؤمن بك، ونخلع من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونَحْفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجِدَّ بالكفار مُلْحِق.
اللهم عَذَّب الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك،
ولا يؤمنون بوعدك، وخالف بين كلمتهم، وألق في قلوبهم الرعب، وألق عليهم رجزك
وعذابك، إليه الحق.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأصلح ذات بينهم، وألف بين قلوبهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة، وثبتهم على ملة رسول الله r، وأوزعهم أن يوفوا بعهدك، الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوك وعدوهم، إله الحق، واجعلنا منهم».
ومن العلماء من قال بعمومه في الوتر، وهو مذهب الحنابلة.
المطلب الثانيذكر بعض الأدعية الجامعة من القرآن والسنة لمن رغب الزيادة في القنوت
¥