تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كلام أهل العلم مهما علت رتبتهم في العلم وبلغت منزلتهم في الفضل لا يقاس عليه بمجردة ما لم يرد إلى هذا الأصل،لأنه كلامهم ليس شرعا منزلا ولا بيانا محكما ..

فكلام شيخ الإسلام في ابن عربي وفي من ادعى الإلهية في علي رضي الله عنه وكذا كلام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وعلماء الدعوة في طواغيت الخرج وغيرهم إذا تأملته وجدت ما ذكروه يتفاوت ظهورا وخفاءا وأغلبه كفر صريح واضح لا إشكال فيه لا مجال لمتأول ان يتأوله او يتوقف فيه .. يقول رحمه الله:

" فهؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم، من أهل الخرج وغيرهم، مشهورون عند الخاص والعام بذلك، وأنهم يترشحون له ويأمرون به الناس .. "

ومع شناعة ما حكى شيخ الإسلام من حال ابن عربي وابن سبعين وغيرهم فقد قال:

" ولكن هؤلاء الْتَبَس أمرهم على من لميعرف حالهم، كما الْتَبَسَ أمر القرامطة الباطنية لما ادعوا أنهم فاطميون، وانتسبواإلى التشيع، فصار المتبعون مائلين إليهم، غير عالمين بباطن كفرهم ... " ا. هـ

ومع ذلك فلا يقاس على كلام أهل العلم في هؤلاء غيرهم بل يكون المنطلق في التكفير في كل حاله هو الكتاب والسنة وإجماع الأمة ..

سابعا:

من لم يكفر الكافر إذا تحقق انه يكذب النص أو يرده أو يصحح الكفر أو يرضى به فهوكافر .. ليس لأنه لم يكفر الكافر أو يشك في كفره! بل لأنه كذب النص أو رده أو صحح الكفر أو رضي به،وكل هذا كفر دل عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة ...

ثامنا:

أهل الغلو لما جعلوا تكفير الكافر من أصل الدين وجعلوه بمعنى البراءة من المشركين لم يقبلوا بهذه الأعذار لأن أصل الدين الذي قرروه لا يقبل فيه العذر بالجهل أو بالتأويل أو غيره إلا الإكراه ... ومع ذلك فقد جاء عن الشيخ محمد ابن عبد الوهاب ما يهدم هذا الأصل الفاسد حيث قال:

" ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفّرهم، أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلاً فلا يخرجهم إلى الكفر، فأقلّ أحوال هذا المجادل أنه فاسق لا يقبل خطه ولا شهادته، ولا يصلى خلفه"

هذا مع بينه رحمه الله من ظهور حال هؤلاء الطواغين للعام والخاص وأنهم يترشحون لذلك الكفر ويأمرون الناس به ويقاتلونهم على ذلك .. فاين اصل الدين يا اهل الغلو ام أن الشيخ لم يكفر المشركين بزعمكم ولم يحقق أص الدين؟! ...

ولكنه الخلط بين التقرير من جهة العموم وبين تنزيل هذا على الواقع شان أهل البدع جميعا ...

تاسعا:

تكفير الكافر ليس هو البراءة منه لا لغة ولا شرعا وليس هو الكفر بالطاغوت وإن ذكر في كلام أهل العلم في بعض المواضع فينبغي رده إلى أصله في الشريعة كما سبق، والقوم يركزون جهدهم عليه وكأنه هو الأصل الأوحد (أقصد تكفيرالكافر) .. ولذا حاروا لما ذكرنا لهم تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية للإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله، وليس فيه الكفر بالطاغوت ولا تكفير المشركين ولا غير ذلك .. فزعموا أني أتكلم في خيال لا واقع له!

ولم يفقهوا أن هذا واقع كل عامي عبد الله وحده ولم يشرك به شيئا ومات على ذلك فهو مؤمن بالله كافر بالطاغوت .. ولم يردوا على ذلك ولن يردوا! لأنهم جعلوا أنفسهم بوابة التوحيد والإسلام .. فمن يرد أن يكون موحدا لابد أن يبحث عن أحدهم أولا ليدله على طاغوت زمانه الذي لا يكون مؤمنا إلا بتكفيره والكفر به ...

عاشرا:

البراءة من المشركين تثبت بعد الحكم عليهم بأنهم مشركون ومن لم يثبت لهم حكم الكفر لخطا أو تأويل أو جهل فلا يقال عنه أنه لم يتبرأ من المشركين أو أنه يكذب النصوص أو أنه يصحح الكفر ويرضى به ..

ومنشأ الخلل اعتبارهم التكفير للمشركين هو نفس البراءة منهم،والبراءة منهم هي أصل الدين وركن التوحيد ومن لم يحققه لأي سبب كان فهو كافر ولا يعذر بما سبق ..

وكل من يقرر هذا يلزمه التكفير بالتسلسل لا محالة حتى يعود الكفر على كل من على هذه الأرض بما فيهم أهل الغلو أنفسهم ...

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير