هنا قاطعتها فقلت لها: (ألا تحسين بغيرة بينهما عندما يفوز الأصغر بالجائزة وليس الأكبر؟)).
قالت: ((على العكس يكون همّ الاثنين الحفظ فقط، وليس الفوز. ألم أقل لك إنني زرعت فيهما مراقبة الله عزّ وجل؟ فكل عمل يقومان به يعتبرانه لله. وإن حاد أحدهما قليلا عن الطريق سرعان ما يعود لجادة الصواب .. ليس لهذا الشعور السلبي مكان بينهما)).
فقلت: ((كم مرة يختمان القرآن؟)).
قالت: ((في حال وجود مسابقة: تقريبا كل يومين أو ثلاثة أيام، وفي الوقت العادي: ليس لهما برنامج معين ولكن لا يزيد الأمر عن أسبوع)).
وهنا استغربت، إذ كيف يتيسر لهما الوقت؟
فقالت: ((إن مراجعة وختم القرآن عن ظهر قلب وليس بوجود المصحف معهما، لذا فطوال الوقت لسان كل واحد منهما يلهج بالقرآن)).
طيب، ألا يؤثر القرآن على تحصيلهما العلمي؟
فأجابت: ((أبدا بل كان هو السبب في تميزهما؛ لأن الدماغ كالعضلة، عندما تستعمله يزيد في النشاط .. فكونهما يحفظان منذ الصغر أصبح لديهما مقدرة على الحفظ بصورة كبيرة)).
قالت لي: ((تصوري لو قرآ صفحة يحفظانها فورا))، وأكدت بأن القرآن لم يكن ليؤخر شخص عن تحصيله العلمي بل هو العون له، هذا بالإضافة للبركة التي تحل على حامل كتاب الله وعلى بيته، وذكرتني بأن ابنها الأكبر صالح حاليا تم تنسيبه لكلية الطب البشري نظرا لتفوقه الدراسي وسيبدأ الدراسة قريبا، أما محمد فهو في التعليم الثانوي وأيضا متميز، وكلاهما لا يرضى سوى الترتيب الأول في الدراسة، علما بأنها أتما القرآن بثلاث روايات (حفص وورش وقالون)، وفي طريقهما للروايات العشر وهما الآن يكادان يختمان متن الشاطبية حفظا، طبعا هذا إلى جانب المسابقات والدراسة والهوايات.
سألتها: ((هل لديهما هوايات؟))، فقالت: نعم، صالح يحب الرماية والكمبيوتر والرياضة، أما محمد فيحب حمل الأثقال وألعاب القوى والكمبيوتر والرياضة عامة.
ما هي طموحاتهما؟ أن يتما دراسة الطب وفي نفس الوقت الشريعة.
هل يوفقان بين الدراسة والهوايات والقرآن؟ قالت: عند حضورهما من المدرسة يتمان واجباتهما فورا بعد الغذاء وعند آذان العصر ينطلقا للمسجد وبعد المغرب لو تيسر لهما ممارسة بعض الهوايات أو الدراسة بحسب الأولويات. وليلا يقضيان الوقت في المنزل أو في زيارة الأهل أو أحيانا الدراسة.
كيف تقيمينهما سلوكيا؟ قالت: ((سلوكيا هما متميزان كما هو حالهما في حفظ القرآن، ولكل واحد منهما شخصيته وأسلوب التعامل معه، ولكن التعامل معهما يسير جدا، (هنا ذكرتها بموقف وأنا أعرفه سابقا) حين تم تكريم محمد بعد عودته من دبي (كان لم يتم 14 سنة) أهداه أحد المسئولين لدينا موبايل غالي الثمن جدا، وشفرتين لأرقام متميزة. وحين عودته للمنزل أعطى الموبايل لوالده ومعه شفرة، وأخذ الأخرى، فقال له أبوه: ألا تحب أن يكون لديك جهاز موبايل غالي جدا؟ لم أعطيتني إياه؟ فقال: كيف يكون لدي مثله وأنت لا؟ فاشترى جهازعادي وأعطى والده الجهاز الغالي ..
هنا سألتها: ألا تخافين عليهما من الحسد والعين؟
قالت: كيف أخاف على من حياته القرآن؟! وإن حدث أمر ما، فهذا قدر من الله سبحانه وتعالى، فهما محصنان بالأذكار والقرآن.
طيب، هما الآن في سن مراهقة، هل تعانين من متاعب معينة؟
قالت: ((لا تخلو الحياة اليومية من متاعب، فكل واحد أصبح لديه شخصية مستقلة، لكن كما قلت لك زرعت فيهما مراقبة الله عزّ وجل منذ الصغر، لذا لا أخاف الآن، وهما صديقاي يحكيان لي ما يحدث معهما، وأنا أرشدهما الإرشاد السليم ولا يخجلان مني، أو يخفيان عني شيء، ويحبان أن يستقيا المعلومات مني وليس من مصدر آخر .. ))
قلت: ما دور الأب هنا؟
قالت: ((يستحيان منه ولا يفاتحانه في مثل هذه الأمور .. وعلى كل حال هما دائما محاطان برفقة صالحة، وهذا يجعلني أكثر ارتياحا. كما إني أرغب بتزويجهما في سن صغيرة لأن هذه رغبتهما)).
...
وهذا هو فيديو لقراءة محمد علي فضيل في مسابقة دبي، وهو القارئ الثالث أو الرابع في التسجيل:
http://streaming.eim.ae/ramgen/eim/quran/2004/14.rm