تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من يسلب أبناءنا الشعور بالطمأنينة؟]

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[22 Jan 2008, 03:22 ص]ـ

مفكرة الإسلام

الاثنين6 من محرم1429هـ 14 - 1 - 2008م الساعة 11:36 م مكة المكرمة 08:36 م جرينتش الصفحة الرئيسة > المستشار > أطفالنا

[من يسلب أبناءنا الشعور بالطمأنينة؟]

لا تستقيم حياة الإنسان بدون الشعور بالأمن كباراً كانوا أو صغاراً، حتى عدّه النبى صلى الله عليه وسلم ثلث الدنيا حينما قال: " من بات آمناً في سربه، معافاً في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها"، وإذا افتقدها الإنسان ظهرت عليه سلوكيات سلبية كالسرقة والقلق المرضى وانعدام الثقة بالناس.

و من الحاجات الأساسية للأطفال: حاجتهم للشعور بالأمان والطمأنينة، والمصدر الأساسى لمنحهم هذا الشعور هو الوالدين، ولكن في كثير من الأحيان يتسبب الوالدان وبدون قصد في سلب أبنائهما الشعور بالأمن والطمأنينة؛ من خلال بعض التصرفات التى قد لا يفطن الوالدان إلى مردودها على طفلهما الحبيب.

ونعرض هنا لأهم أسباب انعدام الطمأنينة في حياة الطفل

غياب الوالدان واستقالتهما من مهامهما تجاه الأبناء:

فقد يأخذ الإنشغال بالعمل ومواجهة ظروف الحياة الوالدين لدرجة أن يستقيلا من دورهما التربوى، ويحيلان هذا الدور الخطير إلى الخادمة فتفوض في رعاية الأبناء أو إلى جهاز التلفزيون فيفوض لتعليم الأبناء، وكذلك إلى الألعاب الألكترونية فتفوض للترفيه عن الأبناء، والوجبات السريعة تأخذ دورها في قائمة التفويضات .. وهكذا حتى انحصر دور الآباء والأمهات في جلب المال وتوفير المصروف اللازم ومتابعة الأبناء في رءوس أقلام حياتهم فقط، والنتيجة هى دخول الأبناء في دوامة الشعور بقلة الأمن والطمأنينة.

الخلافات والنزاعات السرية بين الأب والأم

إن من أكبر الآثار السيئة لكثرة النزاع والشجار بين الوالدين، هى أنها توفر جواً مملوءاً بالتوتر والقلق والمخاوف للطفل مما يحول بينه وبين الإستمتاع بالشعور بالأمن، ولا يوجد زوجين لا يحدث بينهما خلاف أو نزاع، فهذا من طبائع البشر، وإنما الخطأ في ألا يعرف الزوجان كيف يختلفان، وكيف يديران الخلاف بطريقة صحيحة، فيعطيا أبنائهما مثلاً جيداً في فن التعامل ومواجهة النزاعات، ويجنباهما شر القلق وافتقاد الشعور بالأمن.

قلق الوالدين:

يعتبر الشعور الداخلى للوالدين وما يحسانه، هو أول و أكبر مصدر للبرمجة الشعورية للطفل، فما يسيطر على الوالدين من مشاعر أو مخاوف أو خبرات حزينة أو سعيدة عن الماضى أو تجاه شخص معين، كل ذلك ينتقل أوتوماتيكياً إلى الطفل وينطبع بداخل نفسه تماماً، فمثلاً قد ينتاب الأبناء الشعور بالقلق والخوف كلما أحسوا أو سمعوا من الوالدين إيحاءات بذلك، كالخوف من المستقبل، والخوف من مواجهة الناس، والخوف من ارتفاع الأسعار، ومن أشهر الأمثلة خوف بعض الأهل المرضى من الإمتحانات التى يجتازها الأبناء.

عدم ثبات أساليب الوالدين التربوية

إن ثبات الوالدان في الأسلوب التربوي الذي ينتهجانه مع أبنائهما من شأنه أن يكوم أكثر نجاحاً وأقدر- مع الوقت- على تحسين سلوكيات الطفل، بينما نجد أن التذبذب بين أساليب تربوية متعددة من شأنه أن يفقد الأبناء الثقة فيما يتلقونه عن والديهم ويجعلهم يتحيرون ويفقدون الشعور بالطمأنينة.

قلة الحدود والقواعد والضوابط التربوية الموضوعة للأبناء

إن تساهل الوالدان مع أبنائهما وعدم القيام بواجب ضبط السلوك ووضع الحدود وبيان الحق والباطل واللائق وغير اللائق من السلوكيات، يجعل الطفل يضيع في عالم لا يعرف بوضوح الحدود والمعايير التى يضبط بها سلوكه، وبالتالى يفتقد كثيراً الشعور بالأمان، فالحدود والضوابط توفر إحساساً بالطمأنينة إذ هى رسالة اهتمام من الأب لأبنائه.

غياب المشاعر الإنسانية الجميلة

يحتاج الطفل لهذه المشاعر أكثر من حاجته للهدايا واللعب، والمفترض أن الوالدين هما مصدر هذه الشحنات العاطفية الدافئة من إظهار الحب والعطف والمشاركة الوجدانية للأبناء في أحزانهم وأفراحهم.

والآن .. لعل الوالدان العزيزان في شوق لمعرفة السبل والوسائل التربوية التي نستطيع من خلالها أن نمنح أبنائنا الشعور الدائم بالأمن والطمأنينة. فتابعوا معنا الحلقة القادمة إن شاء الله.

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Jan 2008, 03:36 ص]ـ

جزاك الله خيراً

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير