[قصيدة: إليكم يا أحبائي وصايا]
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[24 Apr 2008, 03:57 م]ـ
إليكم يا أحبائي وصايا
قضيناها ليال لا نبالي=بما مرت وما تلد الليالي
قضيناها بلهو والمعالي=تركناها لمن طلب المعالي
فإن نمنا عن الأسحار قلنا=نصلي الفجر في وسط الرحال
فمن سهر الليالي يا رفاقي=على الأقدام يلهج باللآلي
من الآيات يتلو بينات=ينال الوصل يسمو للكمال
والاستغفارُ في الأسحار وردٌ=تقوم به صناديق الرجال
ومن في القانتات لها مكان=فتحيي الليل في طلب الوصال
وهاك من النساء أُخَيَّ صنف=تعيش مع الإله بكل حال
وتوقظ زوجها لقيام ليل=فما أحلى التواصل في المعالي
فما أحلى القيام على صفاء= يضيء الدرب للرجل المثالي
وما أحلى المودة إن علاها=وصال الحِبِّ في عقد حلال
حياة المرء في جوف الليالي=مع الرحمن خير في المآل
فهل تصفو الحياة لمن قضاها=مع الرائي يقلب في الليالي
فيلهو عن دروب الخير تسمو=ويرقد في الحضيض وفي الوحال
فلا والله ما نقضت عهود=وساد القوم أرذال الرجال
وغيِّبت الحقائق واستبدت=عقولَ الناس جهلاءُ الخصال
فلا والله ما قد حل هذا=بقوم واستداموا في الوصال
ألا فاربأ بنفسك يا أخانا=عن الأوضار والمحن العضال
ولا تركن لدنيا تبتغيها=تضيع العمر فيها بالجدال
وتترك نعمة القرآن تُنسى=وفيها الأجر مثقال الجبال
فكن يقظا أُخَيَّ بكل أمر=ونهي من حرام أو حلال
ولا تنسى الفقير من العطايا=ولو نزرا يسيرا لا تبالي
فقد تنجو إذا أنفقت شقا=لتمرةَ من بساتين العوالي
وقد تنجو بسقيا الكلب ماء=على عطش ففكر في المآل
فلا تحقر من المعروف شيئاً=لأن الله أكرم في النوال
إليكم يا أحبائي وصايا=خذوها من محب للوصال
وصلوا في مجالسكم دواما=على خير البرية في المآل
ختمت عند باب السلام في ساحات المسجد النبوي الشريف
بعد عشاء يوم الأربعاء: 17/ 4 / 1429 هـ