تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[منابع النور]

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[31 Dec 2007, 11:15 ص]ـ

مفكرة الإسلام: الاثنين8 من ذو الحجة 1428هـ 17 - 12 - 2007م الساعة 12:18 م مكة المكرمة 09:18 ص جرينتش الصفحة الرئيسة > المستشار > زهرة

[منابع النور]

أخيتي ... أهلًا وسهلًا بك، أرأيت أختي إلى النهر كيف ينبع من مصادر شتى ... ، ما بين بحيرات وهضاب وجبال تصب فيها الأمطار، ثم يتجمع بعد ذلك ليشق له أودية في الأرض، يروي من خلالها العطاش.

فكذلك نور الإيمان الذي يعيش المسافر حياته في ظلاله، ينبع من حقائق إيمانية ثابتة راسخة، تنفجر في قلب المؤمن ثم تشق أودية النور في حياته، فتغدو لحظات أيامه ولياليه كلها مغمورة في نور الإيمان، فلا يخطو خطوة أو يسكن لحظة، إلا وذلك النور معه، يوجهه ويرشده للتي هي أقرب إلى ربه تعالى.

((أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) [الزمر:22].

فتعالِ بنا الآن أيتها الوافدة الجديدة إلى حياة النور، نمر على تلك الحقائق الإيمانية؛ لترسخ جذورها في قلبكِ الطاهر، ولتعرفي إسلامك كما أراده الله تعالى منك، فخذيها يا أختي بقوة، وأمري نفسكِ تأخذي بأحسنها، وعضي عليها بالنواجذ، لنقبس منها ذلك النور، والذي من لم يجعل الله له منه نصيبًا فما له من نور، فنعيش حياة النور كما أمر الله رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يعيش:

((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) [الأنعام:162].

المنبع الأول ـ سمعنا وأطعنا

((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض))، هكذا يرسم لنا النبي صلى الله عليه وسلم معالم أول وأهم نبع، يستقي منه المسافر إلى ربه في رحلته نحو استكمال ولادته الجديدة.

لوحة إيمانية

وتأملي تلك اللوحة النبوية التربوية التي يصف لنا معالمها عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ حين قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًا، وقال: ((هذا سبيل الله))، ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن يساره، وقال: ((هذه سبل، على كل سبيل شيطان يدعو إليه) ثم قرأ: ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) [الأنعام:153].

وكأن رسولنا صلى الله عليه وسلم يترجم لنا عبر هذه اللوحة، تلك الآية العظيمة، التي يقول فيها الله تعالى: ((اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) [البقرة:257].

فإن منهج الله تعالى متمثلًا في كتابه وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو النور الوحيد المؤهل للعباد، بما فيه رشدهم وصلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وأما ما عداه من المناهج؛ فهي ظلمات كالحة، لا يأخذها الحصر، ولكنها تلتقي كلها عند الشرود عن طريق الله، والتلقي من غيره، والاحتكام لغير منهجه سبحانه وتعالى.

كيف نستقي من هذا النبع؟

إنما الاستقاء من هذا النبع يعني أمرين بالتحديد، بهما يتم للمسافر الهمام تصحيح خطوبه في حياة النور، ليعيشها كما عاشها جيل الصحابة الأفذاذ رضي الله عنهم أجمعين:

أولًا ـ توحيد الاستقاء

وهو أول درس ربى عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه الميامين، وينبغي كذلك أن يكون أول درس يتعلمه الوافد الجديد إلى حياة النور، أن المؤمن أبدًا لا يتلقى من شئون حياته وأمره كله إلا من هذا النبع الصافي الرقراق، نبع كتاب الله تعالى وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير