تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حكمة كلنا في حاجة إليها]

ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Jan 2008, 01:46 م]ـ

أخي الحبيب أهديك موضوعا برجاء الاطلاع عليه، واستلهام شيء من الصبر لأن فيه الخير الكثير لك ولكاتبه قبلك، والموضوع نقلته من ملتقى السلفيين برمته لمزيد نفعه فدونكه كما ورد:

التسامي على النقد و الضيق به ليس من أخلاق العلماء"

جمعت علاقة أخوية وطيدة طويلة بين الشيخ أحمد شاكر و بين الأستاذ السيد أحمد صقر، و توطد العلاقة بينهما لم تمنع السيد أحمد صقر من نقد تحقيق الشيخ أحمد شاكر لكتاب " الشعر و الشعراء " لابن قتيبة حين صدوره حيث صدرت الطبعة الأولى بين سنتي 1364 - 1369 هـ عن دار إحياء الكتب العربية، و نشر النقد في مجلة " الكتاب ".

و لم ينزعج الشيخ احمد شاكر من صنيع صديقه، و لم يتعالى على النقد، و لم يفزع منه ـ كما نراه في هذه الأوقات ـ، و لم يضق به ذرعا، بل رحب به، و احتفى به، بل طلب من صديقه الاستمرار في نقده لكتابه الذي حققه، متعاونا معه في إخراجه في أحسن طبعة؛ ضاربا بهذه الأخلاق أجمل صور التواضع، و أبهى صور أداء الأمانة العلمية، و أروع الدروس في الاعتراف بالحق و الرضوخ له، و قبول النقد ـ رحمه الله تعالى ـ، و أضاف إلى ذلك قوله: " بل إني لأرى أن الضيق بالنقد و التسامي عليه ليس من أخلاق العلماء، و ليس من أخلاق المؤمنين".

فانظروا يا أهل الحديث و السنة إلى أخلاق العلماء العاملين، و لا تفزعوا من أهل الورع الكاذب البارد الذين يريدون الوصول إلى القمة على ظهور العميان، و استغفال الصبيان ...

و إفادة للقارئ الكريم، أحببت أن أنقل ما كتبه العلامة الشيخ احمد شاكر، حينما وصلته بعض المزاعم من إخوانه: أنه ضاق بنقد الأستاذ السيد صقر.

صدَى النقد

تعقيب على نقد و درس للمنقود قبل الناقد

قال الشيخ احمد شاكر ـ رحمه الله تعال ـ:

[[أعتذر للأخ الأستاذ السيد صقر عن تأخير التحية له بمناسبة نقده إياي. و كلنا طالب علم، و كلنا طالب حقيقة رائد معرفة، و نرجو أن يكون ذاك خالصًا لوجه الله وحده. و ليس بعد الاعتراف اعتذار.

و الأستاذ السيد أحمد صقر مني بمنزلة الأخ الأصغر، نشأ معي، و عرفته و عرفني، و تأدبنا بأدب واحد في العلم و البحث، و في فقه المسائل، و الحرص على التقصي ما استطعنا.

فإذا ما نقد كتابي فإنما يقوم ببعض ما يجب عليه نحو أخ أقدم منه سناًّ، يراه هو كثر منه خبرة، أو أوسع اطلاعًا، و ما أدري: أصحيح ما يراه، أم هو حسن الظن فقط؟ فإن له مدى مديداً في الاطلاع و التقصي، و نفذات صادقة في الدقائق و المعضلات، و يندر أن توجد في أنداده، بل في كثير من شيوخه و أستاذيه.

و قد نقد الكتاب الذي أخرجته بتحقيق " الشعر و الشعراء لابن قتيبة" في مقالين بمجلة " الكتاب " الغراء في عدد يونية سنة 1946، بعد ظهور الجزء الأول، ثم في عدد ديسمبر سنة 1950، بعد ظهور الجزء الثاني.

و ما أحب أن أدير مناظرة أو جدالا حول المآخذ التي أخذها عليّ. فما زعمت قط و ما زعم لي أحد أني لا أخطئ، و كلنا نخطئ و نصيب. ثم هو قد يكون أنفذ بصراً مني في "الشعر " و ما إليه، بل هو كذلك فيما أعتقد. و ليس وراء الجدال من فائدة إلا الماء، و قد نهينا عنه أشد النهي.

و قد عتب عليّ الأستاذ السيد صقر، أن لم أف بوعدي له بنشر نقده للجزء الأول في آخر الثاني. و له العتبى في ذلك. و قد أشار هو إلى بعض عذري: أن مشاغلي حالت دون الوفاء بما وعدت، و قد صدق؛ فإني وعدته و حرصت على الوفاء بوعدي، ثم أنسيته حين رجوت أخي الأستاذ عبد السلام هارون أن يتم الكتاب في أواخر الجزء الثاني، إذ اعتزمت السفر مع أهلي إلى الحج، فشغلني ذلك عن كل شيء، حتى أنساني ما وعدته به.

و وعدٌ بوعد: فكما وعدت الأستاذ صقر بنشر نقده الجزء الأول في آخر الجزء الثاني، وعدني هو ـ بعد رجائي ـ أن يقابل النسخة المطبوعة بتحقيقي على النسخ المخطوطة التي أشار إليها في مقاله الأول، و على ما قد عساه يوجد من مخطوطات أخر من الكتاب، و يثبت ما يجده من تصويب أو اختلاف، تمهيداً لتحقيق الكتاب مرة أخرى، لنخرجه في الطبعة القادمة إن شاء الله متعاونين مشتركين. حتى نؤدي الأمانة حقها. و لعله حريص على الوفاء إن شاء الله [1].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير