تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما بال أقوام]

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[10 Apr 2008, 06:48 م]ـ

مابال أقوام

إن الحمد لله نحمده ونشكره ونتوب إليه من جميع الذنوب والخطايا ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئآت أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا أما بعد:

إيها الناس: إن منهج نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في النصيحة وتقويم الاعوجاج لا تعتمد التشفي والفضيحة مسلكا لها بل المهم هو التصحيح والعود بالمخطئ إلى الجادة فلذا كان عليه الصلاة والسلام لا يذكر في نصيحته أشخاصا بعينهم إلا إذا كانوا على غير الملة مثل قزمان وغيره من الكافرين الذين حسبهم الناس من المؤمنين.

ولقد ورد في بعض كتب التفسير: [حدثنا نصر بن علي الجهضمي. حدثنا عبد الأعلى. حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال: - صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصحابه. فلما قضى الصلاة أقبل على القوم بوجهه فقال (مابال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء). حتى اشتد قوله في ذلك (لينتهن عن ذلك أو ليخطفن الله أبصارهم)

(لينتهن) أي أولئك الأقوام. (عن ذلك) أي رفعهم أبصارهم إلى السماء في الصلاة. (أو ليخطفن) أي ليسلبنَّ الله بسرعة. أي أن أحد الأمرين واقع لا محالة. إما الانتهاء منهم أو خطف أبصارهم من الله تعالى عقوبة على فعلهم]. (قال الشيخ الألباني: صحيح)]

وورد أيضا: عدم التصريح بالأسماء أثناء التوبيخ

غالباً ما يكون التوبيخ له أثر في نفس الموبخ، ويعظم هذا الأثر إن كان التوبيخ بحضور جماعة من الناس، فإنه حينئذ يتضاعف. والنبي صلى الله عليه وسلم كانت له طريقة فريدة من نوعها في معالجة الأخطاء الظاهرة التي تحدث من صحابته، إذ إن الغاية من تشهيره عليه الصلاة والسلام بالخطأ ليس التشفي من المخطئ، بل هو تحذيرٌ من الوقوع في الخطأ، وذمٌ للخطأ نفسه. وقصة الثلاثة الذين تقالوا عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم مشهورة:

@عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر؟ فقال بعضهم: لا أتزوج النساء. وقال بعضهم لا آكل اللحم. وقال بعضهم: لا أنام على فراش. فحمد الله وأثنى عليه (أي: بعد أن علم بمقالتهم، صعد على المنبر وخطب بالناس، وهذا جاء مصرحاً به في روايات أخرى لهذا الحديث).

فقال: " مابال أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام.وأصوم وأفطر وأتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني» (رواه البخاري في كتاب النكاح / ومسلم في النكاح واللفظ له / وأحمد في باقي مسند المكثرين / والنسائي في النكاح).

والمتتبع لكتب الحديث والتفسير والفقه يجد من ذلك الكثير الكثير في مجال العلم والتعليم وفي مجال حدود الله التي يتلاعب بها البعض وفي غيرها من أمور الشريعة السمحة وعليه فلا بد من الحدز الشديد في مجال التعامل مع الإخوة في تأدية النصيحة وفي محال الأمر بالمعروف يكون بمعروف والنهي عن المنكر بالحسنى من غير تشهير ولا ذكر أسماء وأن يكون ذلك بعيدا عن الفضيحة والتشفي أو إظهار شماتة

بارك بكم أيها الأحبة: فالقضية إذا هي قضية الدعو إلى الله وبيان الحق والتنكر للباطل بالحكمة والموعظة الحسنة.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وجعلنا جميعا من المتمسكين بسنة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وعلى سائر النبيين وآل كل وصحب كل أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[10 Apr 2008, 08:35 م]ـ

جزاك الله خيرا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير