ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[18 Feb 2008, 03:49 ص]ـ
نزولا على رغبتك أخي الحبيب:
إن أسعدك الزمان أن تلقى تابعيا ضل الزمان .. فهو هذا الرجل ولا إطراء رحمه الله ورفع درجته في المهديين
كان قليل الكلام جدا جدا.
من أحرص الناس على العمل والتعلم والمحافظة على الوقت بدرجة لا يتصورها أحد فهو إما في صلاة أو مكبا على مراجع العمل كتب التخريج والجرح والتعديل يدور مع الآثار والعلل علامة في علم الرجال والترجيح. كأنه ليس من زماننا ربما تحدث بنظره أكثر من لسانه لمن أحبه .. وكان هذا شأنه الخاص معي.
إن أحبك وجدته قريبا منك كالطيف ربما طرح عليك سؤلا لا لجهل ولكن ليقدح زناد فكرك فتعمل على حل اللغز فتتعلم منه وتتخرج عليه لا بالجلوس بين يديه فحسب بل بإرشاده لك بالرجوع لمعلومة عن فلان بن فلان من الرواة فتجد نفسك في بحر إما أن تعجز فتغرق فيه فتسقط من نظر الشيخ وإما أن تحاول وتجهاد وتجهاد فتتعلم الكثير وربما أخرجت نصف الإجابة فلا يرضا ويرشدك ويعضدك حتى تتخرج عليه في الحديث.
وكان أعسرا رحمه الله خطه نقاش أقرب من الكتابة
له مدرسة خاصة في تحسين الحديث لا يحسن بالمجموع إلا ما صح له أراء عن أقوال متسريع الخطى في الجرح والتعديل والمتساهلين حق أن تكتب بالذهب الخالص.
أما عن علمه فمن أنا لأحدثك عن ذلك فلا مكان لي في هذا لكن اثني عليه علامة اليمن هادي بن مقبل الوادعي رحمه الله ويعرف اليمنيون حقه فعلا .. وقد زارني أخ منهم فلما رأى عندي رسالة البدلائل المستحسنة للشيخ رحمه الله وعلى هامشها بعض الفوائد بخط الشيخ والأوهام التي وقعت له فيها ومجهود أخوك عليها موافقة الشيخ وجدته ضمها لقلبه وسألني إياها وكانت هدية خاصة من الشيخ فاستحييت أن أرد طلبه فأعطيتها إياها.
له إيجازة من الشيخ محمد نجيب المطيعي صاحب العناية بالمجموع.
وهبه الله تعالى ذاكرة فولاذية قابلته بعد سبعة عشر عاما فقال لي أبو فاطمة .. كنيتي بإبنتي الكبرى فاطمة فضحكت وتعجبت وقلت سبحان الله.
كنا نناديه الشيخ عمرو فاسمه مركب وعبد اللطيف اسم أبيه
كان مزحه جاد:
سألته عن الأخ الأزهري وفيما رفعه من شرائط له في ملتقى أهل الحديث
قال هو ذراعي هناك وهو أزهري فعلا
يوم لقيته في دار التأصيل غاب التيار الكهربائي فصاح الشيخ عمرو:
فيه انقطاع ..................
فضحك الجميع ولم يعقب
وكفاني سطر هذا يا أخي الحيبيب فقد أثرت شجوني وحزني سامحك الله