تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول: ما حكم السَّعي بالمَسْعَى الجَدِيدْ، وإذا كان لا يجُوز، فهل نُحجم عن الاعتمار، ريثما يُعاد فتح القديم؟

المَسْعَى الجديد الآن ليسَ سِرًّا أنَّ كلام أهل العلم مُؤدَّاهُ إلى اختلاف، يعني يختلفون، منهم من يقول السَّعي صحيح، ومنهم من يقول السَّعي باطل؛ لأنَّ المسعى الجديد ليس في حدود المسعى الذي سَعى فيهِ النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، لا سِيَّما وأنَّ تواريخ مكة تقول إنَّ عرض المسعى قالوا: سبع وثلاثين ذراع تقريباً، خمس وثلاثين ذراع، يعني بقدر القديم، وعلى كل حال ما دام هذا الخلاف موجُود فأُسُّ المسألة لا يُدْرَك من خلال النُّصُوص، فالاجتهاد ليس للصِّغار والمُتوسِّطين من طُلاَّب العلم الذين لم يُدْرِكُوا مكان السَّعي قبل العِمَارة، أما الذِّين أدركُوا مكان السَّعي قبل أنْ يُعمر، ورأوا المسعى على حقيقته، وأنَّهُ أوسَع من القديم، فهؤُلاء لهم أنْ يُفتُوا، ومعروف كلام الشيخ ابن جبرين -حفظهُ الله- قال بمثل هذا، أنَّهُ حجّ سنة تسعة وستِّين قبل عمارة المسعى وكان أوسع من هذا، فلا مانع حينئذ من السَّعي في الجديد، على كُلِّ حال هذه المسألة من المسائل الكبار التِّي لا يُفتي فيها إلا الكبار، فيُنتظر ما يقُولُهُ المُفتي وما تقُولُهُ اللجنة الدَّائِمَة وما يقوله أعضاءُ الهيئة – نسألُ الله -جلَّ وعلا- أنْ يُعينهم ويُسدِّدهم؛ وإلاَّ فالمسألة من عُضل المسائل رُكْن من أركان النُّسُك هذا، يحتاج إلى تحرِّي، ويحتاج إلى تأكُّد وتحقُّق، بعضُهم يقول أنت مُحْصَر، تَحلَّل بِدَمْ! لا تسْعَ تحلَّل بدم! وبعضُهُم يقول حُكم الحاكم يرفع الخِلاف، والمشايخ اختلفُوا وولي الأمر رأى أنَّ الرُّجحان مع من يُجيز، وأُحْضِر شُهُود يَشْهَدُون أنَّ المَسْعَى أعْرَضْ من المَسْعَى القائم، ورأى وليُّ الأمر، ولا يُشك يعني في إرادة المصلحة في مثل هذا؛ لكنَّ الإرادة والنِّيَّة وحدها لا تكفي؛ بل لا بُدَّ من الصدور عن أقوال أهل العلم؛ لأنَّ العبادات محضة ما تخضع للاجتهاد، يعني لو رأى راءٍ مثلاً إنَّ عرفة ضاقت بالنَّاس وقال نبي نوسعه، نُوسِّع عرفة، يُمْكِنْ؟! ما يُمكن؛ لأنَّ هذا رُكن من أركان الحج، والسَّعي رُكن منْ أركان الحج، على كلِّ حال نسأل الله -جلَّ وعلا- أنْ يَدُلُّهُم على الحق -أعنِي وُلاة الأمر- سواءً كانُوا من أهل الحلِّ والعَقْد والأمر والنَّهي أو أهل العلم، ومثل ما قلت الذِّي يصغر سِنُّهُ عنْ إدراك المسعى القديم ليسَ لهُ أنْ يُفتي في هذه المسألة؛ لأنَّ المسألة مبنِيَّة على نَظَر في نُصُوصٍ شرعِيَّة، والنُّصُوص مبنِيَّة على واقع، فهل المَسْعَى بالفعل الذِّي سعى فيه النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وتتابعت عليهِ الأُمَّة، وتواتر تواتُراً عَمَلِيًّا بالعمل والتَّوارُثْ، هل هو أوْسَع من القائم أو بِمقدارِهِ؟ يحتاج إلى نظر؛ مِمَّنْ أَدْرَكَهُ قبل العِمَارة.

ـ[ NIFE] ــــــــ[28 Mar 2008, 10:40 ص]ـ

هؤلاء هم العلماء اينما وقعوا نفعوا .....

ـ[الشبلي]ــــــــ[30 Mar 2008, 10:37 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

عندي تساؤلات أرجو الإجابة عليها ممن يهتمون بهذا الموضوع وهي:

1 - هل تحديد المسعى هو أمر اجتهادي أم أنه حدد بواسطة الوحي طولا وعرضا؟

2 - وإذا أقرت التوسعة فما الذي يقيدني بعد ذلك بالمسعى الجديد؟ بمعنى أنني أستطيع أن أخرج خارج المسعى لأداء السعي محتجا بالازدحام. وهذا يفتح بابا للفوضى

3 - ثم ماهي الحدود التي سيتفق عليها المسلمون بعد ذلك؟ وهل سيظل يوسع حتى يغطي الساحة الشرقية برمتها؟

4 - وهل يجوز أن نحتج بالازدحام أو بغيره من أمور التطوير بالحرم فنصغر من حجم الكعبة لتسهيل الطواف للناس؟؟ علما أنه لما حدث ذلك في الكعبة في الماضي لم يجز الفقهاء رحمهم الله تعالى للذي يطوف بالكعبة أن يمر من حجر اسماعيل (أو حجر الكعبة) وإذا فعل بطل طوافه أو شوطه وعليه الإعادة، فهل هذا حاصل بالمسعى أم لا؟

5 - ثم لماذا أزيل الصفا وحطم؟ وهل سيأتي بعد زمن أحد ليقول إن طول المسعى ليس هذا وإنما رأيت قديما وأنا صغير أن الجبل كان قبل هذه النقطة أو بعدها وأن بيته كان عليه ويشهد على ذلك؟

أرجو أن تلاقي هذه الأسئلة اهتماما ممن أفتوا بالتوسعة. وجزاكم الله خيرا وسدد خطاكم لما يحبه ويرضاه، وأسأله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص لوجهه الكريم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير