ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[28 - 08 - 06, 11:07 ص]ـ
سألت الشيخ القارئ عبد المحسن القاسم -امام المسجد النبوي- عن زيادة المد الطبيعي عن الحركتين فقال
لا بأس اذا لم يغير المعنى
والشيخ لايرى وجوب التجويد
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:15 م]ـ
الذي توصلت إليه بعد طول بحث في هذه المسألة هو:
حكم التجويد: فرض كفاية على عامة المسلمين من جهة العلم به. وأما من جهة التطبيق والعمل فحكمه يحتاج إلى تفصيل:
فالتجويد الذي يتوقف عليه صحة النطق بالحرف، ويترتب على الإخلال به تغيّر مبنى الكلمة أو فساد معناها؛ فتطبيقه واجب على كل من يقرأ القرآن الكريم. ويدخل في هذا القسم إخراج الحروف من مخارجها، وتحقيق صفاتها اللازمة التي تتميز بها. فمن أخل بشيء من ذلك فقد أخل بالواجب، وهو آثم إذا كان قادراً ولم يجوّد.
وعلى هذا يحمل قول الإمام ابن الجزري- رحمه الله- في نظمه:
[والأخذ بالتجويد حتم لازم]
من لم يصحح القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا
وهكذا منه إلينا وصلا
ودليل هذا من القرآن الكريم: قول الله تعالى: ? وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ?.فأمر الله تعالى هنا بالترتيل، وأكد الأمر بالمصدر: {تَرْتِيلاً} تنبيهاً لأهميته، وأنه مما لا بد منه للقارىء.
وأما ما زاد على ذلك من التجويد الذي لا يترتب على تركه إخلال بالنطق، ولا تغيير للمعنى، كبلوغ الغاية في تحقيق الصفات والأحكام، وضبط مقادير الغنة والمدود ضبطاً دقيقاً ونحو ذلك؛ فتطبيقه مستحب، ولا يأثم تاركه. والله أعلم.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 03:02 م]ـ
حفظ الله للقرآن
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
فإخواني في الله .. هذا البحث من سلسلة بحوث تشمل التأصيل الصحيح لهذا العلم العظيم.
وبداية أقول:إن أعظم ما وهبه الله للعباد أنه أوكل لنفسه حفظ كتابه بعيدا عن أيدي البشر، حيث حرفت الأمم السالفة كتبها وغيروا أحكامها ولذلك خص الله هذه الأمة بهذه المزية قال تعالي: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون} وقال أيضا: {لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} وقال: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً} إذن هو محفوظ من قبل رب العالمين ولكن ما هو المحفوظ من القرآن؟ وكيفية حفظه؟ وما حكم الاختلاف في أحكام التجويد؟ وهل الاختلاف في هذه الأحكام ـ أي أحكام التجويد ـ ينافي حفظ الله للقرآن؟ فهذه الأسئلة سوف أحاول الإجابة عليها ـ بحول الله ـ مدعما قولي بأقوال علمائنا وسلفنا الصالح ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ.
والسبب الذي دعاني لهذه السلسلة في التأصيل اعتقاد بعض البسطاء ممن دخلوا في هذا العلم أن الاختلاف في مسائل التجويد قد يصل إلي حد تبديع المخالف،وكل يجعل من نفسه إماما وعالما وهو فقير لا يعلم أنه يضع نفسه في مخالفة الأئمة أخذا منه بظاهر أقوال بعض علماء التجويد،ولما وجدت أن الجميع يستدل بقوله تعالي:" {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون} قلت أبحث عن تفسير هذه الآية وما هي أقوال المفسرين وأيضا الأصوليين في الآية،وأعلم أن النتيجة التي وصلت إليها ـ تبعا لكثير من العلماء ـ ستكون صدمة للبعض خاصة أدعياء العلم،ومن قالوا بالتغير الصوتي في القرآن بمجرد أن نطقوا حكم الميم أو النون والتنوين مع الباء بفرجة، ومجرد الخلاف في كلمة "نذر" هل الراء مرققة أو مفخمة وهكذا سائر أحكام الخلاف فيمن هو من قبيل الهيئة، ولنبدأ بسرد أقوال المفسرين في قوله تعالي {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون}.
قال الطبري:" قوله تعالى ذكره: (إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ) وهو القرآن (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه، والهاء في قوله: (لَهُ) من ذكر الذكر."
¥