أَيْ مَعَ الْقُرْآن، وَالْمُرَاد بِالصَّاحِبِ الَّذِي أَلِفَه، قَالَ عِيَاض: الْمُؤَالَفَة الْمُصَاحَبَة، وَهُوَ كَقَوْلِهِ أَصْحَاب الْجَنَّة، وَقَوْله أَلِفَه أَيْ أَلِف تِلَاوَته، وَهُوَ أَعَمّ مِنْ أَنْ يَأْلَفهَا نَظَرًا مِنْ الْمُصْحَف أَوْ عَنْ ظَهْرِ قَلْب، فَإِنَّ الَّذِي يُدَاوِم عَلَى ذَلِكَ يُذَلّ لَهُ لِسَانه وَيَسْهُل عَلَيْهِ قِرَاءَته، فَإِذَا هَجَرَهُ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة وَشَقَّتْ عَلَيْهِ، وَقَوْله " إِنَّمَا " يَقْتَضِي الْحَصْر عَلَى الرَّاجِح، لَكِنَّهُ حَصْرٌ مَخْصُوص بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحِفْظ وَالنِّسْيَان بِالتِّلَاوَةِ وَالتَّرْك."
وهل بعد هذا الفضل لأحد أن يهمل تعلم القرآن لينال الأجر والثواب العظيم؟؟
واختم بحثي بهذه الرؤيا التي ذكرها لي أخي الشيخ إيهاب عمر ـ من مقرئي معهد العزيز بالله بالقاهرة ـ عن صاحب كتاب (تهذيب الكمال) مع علمنا أن الرؤيا لا يبني عليها حكم ولكنها من باب الاستئناس والبشري لأهل القرآن مع ما قد مضي من الفضل العميم لهم،جعلنا الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته:"
" وقال أبو الطيب عبد المنعم بن عبدالله بن غلبون المقرئ: أخبرنا أبو بكر محمد بن نصر السامري، قال: حدثنا سليمان بن
جبلة، قال: حدثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال: حدثنا
خلف بن هشام البزاز، قال: قال لي سليم بن عيسى: دخلت على حمزة بن حبيب الزيات فوجدته يمرغ خديه في الارض ويبكي، فقلت: أعيذك بالله.
فقال: يا هذا استعذت في ماذا؟ فقال: رأيت البارحة في منامي كأن القيامة قد قامت، وقد دعي بقراء القرآن، فكنت فيمن حضر، فسمعت قائلا يقول بكلام عذب: لا يدخل علي إلا من عمل القرآن.
فرجعت القهقرى، فهتف باسمي: أين حمزة بن حبيب الزيات؟ فقلت: لبيك داعي الله لبيك.
فبدرني ملك فقال: قل لبيك اللهم لبيك.
فقلت كما قال لي، فأدخلني دارا، فسمعت فيها ضجيج القرآن، فوقفت أرعد، فسمعت قائلا يقول: لا بأس عليك، ارق واقرأ.
فأدرت وجهي فإذا أنا بمنبر من در أبيض دفتاه من ياقوت أصفر (1) مراقته زبرجرد أخضر فقيل لي: ارق واقرأ.
فرقيت، فقيل لي: اقرأ سورة الانعام.
فقرأت وأنا لا أدري على من أقرأ حتى بلغت الستين آية فلما بلغت * (وهو القاهر فوق عباده) * (2) قال لي: يا حمزة ألست القاهر فوق عبادي؟ قال: فقلت: بلى.
قال: صدقت، اقرأ.
فقرأت حتى تممتها، ثم قال لي: اقرأ.
فقرأت " الأعراف " حتى بلغت آخرها، فأومات بالسجود، فقال لي: حسبك ما مضى لا تسجد يا حمزة، من أقرأك هذه القراءة؟ فقلت: سليمان، قال:
صدقت، من أقرأ سليمان؟ قلت: يحيى.
قال: صدق يحيى، على من قرأ يحيى؟ فقلت: على أبي عبد الرحمان السلمي.
فقال: صدق أبو عبد الرحمان السلمي، من أقرأ أبا عبد الرحمان
السلمي؟ فقلت: ابن عم نبيك علي بن أبي طالب.
قال: صدق علي، من أقرأ عليا؟ قال: قلت: نبيك صلى الله عليه وسلم.
قال: ومن أقرأ نبيي؟ قال: قلت: جبريل.
قال: من أقرأ جبريل قال: فسكت، فقال لي: يا حمزة، قل أنت.
قال: فقلت: ما أجسر أن أقول أنت.
قال: قل أنت.
فقلت: أنت.
قال: صدقت يا حمزة، وحق القرآن لاكرمن أهل القرآن سيما إذا عملوا بالقرآن، يا حمزة القرآن كلامي، وما أحببت أحدا كحبي لاهل القرآن، ادن يا حمزة.
فدنوت فغمر يده في الغالية ثم ضمخني بها، وقال: " ليس أفعل بك وحدك، قد فعلت ذلك بنظرائك من وفوقك، ومن دونك ومن أقرأ القرآن كما أقرأته لم يرد به غيري، وما خبأت لك يا حمزة عندي أكثر، فأعلم أصحابك بمكاني من حبي لاهل القرآن، وفعلي بهم، فهم المصطفون الاخيار، يا حمزة وعزتي وجلالي لا أعذب لسانا تلا القرآن بالنار، ولا قلبا وعاه، ولا أذنا سمعته، ولا عينا نظرته.
فقلت: سبحانك سبحانك أبي رب! فقال: يا حمزة أين نظار المصاحف؟ فقلت: يا رب حفاظهم.
قال: لا، ولكني أحفظه لهم حتى يوم القيامة، فإذا أتوني رفعت لهم بكل آية
درجة ".
أفتلو مني أن أبكي، وأتمرغ في التراب ".ا. هـ تهذيب الكمال
وهذا هو البحث الأول من هذه السلسة والبحث القادم ـ إن شاء الله ـ هو "حجية التلقي"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبوعمر عبد الحكيم
ـ[الأشقر]ــــــــ[30 - 08 - 06, 06:33 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فتوى سماحة الشيخ العلامة ابن باز - رحمه الله - في حكم التجويد
وقد رأيت تصويرها وإرفاقها في ملف وورد من باب التوثيق وهي:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ــــــــــــــــــــــــ حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ـــــــــــــــــــــــ وبعد:
نحن مجموعة مدرسين رشحنا لدورة في القرآن الكريم ودراسة علم التجويد وقد أفادنا مدرس التجويد [أن التجويد ينقسم إلى قسمين علمي - وعملي أما العلمي فرض كفاية، وأما العملي واجب على كل قارئ من
مسلم ومسلمة] أي: أن تطبيق أحكام التجويد واجب على كل مسلم ومسلمة.
أرجو بيان الحق في ذلك على ضوء من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلم أنه يستدل
بقوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلاً).
وجزاكم الله خيرًا
وكانت إجابة سماحته - رحمه الله -:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. بعده.
لا أعلم دليلاً شرعيًا يدل على وجوب الالتزام بأحكام التجويد.
أما قوله تعالى: ((ورتل القرآن ترتيلاً)) فهو يدل على شرعية التمهل بالقراءة وعدم العجلة.
وفق الله الجميع لما يرضيه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
13/ 11/1415هـ ــــــــ
الختم
أسأل الله أن ينفع بها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥