تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

) وكانوا أعلم بالله من أن توجل قلوبهم قال الفراء: يعني به الزكاة. تقول: فكانوا أتقى لله من أن يؤتوا زكاتهم وقلوبهم وجلة

قلت: والمنقول عن الفراء كما في تفسير القرطبي في غاية الغرابة وذلك في الوجه الثاني تحديدا لأنه أولا: يستدعي حذفا لا داعي له. وثانيا: ما هي علاقة الملائكة بهذا الموضوع

وأما الأثر الذي في تفسير الفراء فهو أثر ضعيف كما مضى بيان ذلك في نهاية المبحث الثاني ومن جهة أخرى يتعارض مع حديث آخر فقد أخرج الترمذي عن سعيد بن وهب عن عاثشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت

سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية (والذين يؤتون ما آتوا) قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لايا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون قال ابن كثير رحمه الله تعالى في بيان الفرق بين القراءة المتواترة والشاذة في هذه الآية: (الذين يؤتون ما آتوا) أي: يعطون العطاء وهم خائفون وجلون أن لا يتقبل منهم؛ لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء. وهذا من باب الإشفاق والاحتياط ... ثم ذكر حديث عاثشة المتقدم عند الترمذي " ... وقد قرأ آخرون هذه الآية (والذين يأتون ما أتوا) أي يفعلون ما يفعلون وهم خائفون .... والمعنى على قراءة جمهور القراء أظهر لأنه قال أولئك يسارعون في الخبرات وهم لها سابقون) نجعلهم من السابقين ولو كان المعنى على القراءة الأخرى لأوشك أن لا يكونوا من السابقين بل من المقتصدين أو من المقصرين والله أعلم

قلت: ورأي ابن كثير رحمه الله رأي وجيه

وبعد فهذه هي الآيات موضع الطعن في هذه الآثار الهالكة , وليس في هذه الآيات أي موضع من مخالفات العربية أو مخالفة المعنى الصحيح , وليس للقول بتخطئة هذه القراءات أي وجه وجيه. والله تعالى أعلم.

الخاتمة

بعد أن من الله تعالى بإتمام هذا البحث، ودراسة قضاياه بالشكل اللائق علميا – إن شاء الله – لا بد أن نقف عند أهم النتائج التي توصلت إليها:

أولا: إن ما عزي إلى أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها من تخطئة كتاب المصاحف كله أحاديث باطلة لا يصح منه شيء.

ثانيا: إن أمة الإسلام منذ تلقت المصحف قد حافظت عليه بعد أن تكفل الله تعالى بحفظه، ولهذا سلم المصحف من أي خطا أو عارضة خطأ.

ثالثاً: إن دراسة متون الأحاديث من الأمور اللازمة وأنه ينبغي الاعتناء بها كما يعتنى بأسانيد تلك الأحاديث.

التوصيات

يوصي الباحث بعد الانتهاء من البحث بما يلي:

أولاً: ضرورة أن يهب العلماء الغيورون للدفاع عن القرآن دفاعاً عن دينهم وعقائدهم

ثانياً: ضرورة التأني في الحكم على المسائل الشرعية.

ثالثاً: الحذر من المسارعة في قبول الأحاديث لظاهر أسانيدها.

رابعاً: عدم الاغترار بما في بعض الكتب من تسرع في الأحكام.

خامساً: ضرورة قيام الباحثين المعاصرين بتحرير أقوال المتقدمين ودراستها من حيث أسانيدها وواقعها وتاريخها.

المراجع

1 - القرآن الكريم

1 - الأصبهاني، أبو نعيم، كتاب الضعفاء،دار الثقافة، المغرب،ط1،1984م تحقيق د0 فاروق حمادة

2 - الألوسي، محمود، روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت

3 - ابن الأنباري، أبو البركات، البيان في غريب إعراب القرآن، الهيئة المصرية،1980م تحقيق د0 طه عبد الحميد

4 - الأنصاري،أحمد مكي، الدفاع عن القرآن، دار المعارف،مصر 1973م

5 - الباقلاني، أبو بكر، الانتصار للقرآن، دار الفتح،عمان، ط1،2001م تحقيق د0 عصام القضاة

6 - البخاري، محمد إسماعيل، صحيح البخاري، دار ابن كثير،بيروت،ط3، 1987م تحقيق د0 مصطفى البغا

7 - البخاري، محمد بن إسماعيل، الكنى (ضمن التاريخ الكبير)، دار الفكر،بيروت 198م

8 - البخاري،محمد بن إسماعيل،الضعفاء الصغير، دار الوعي،حلب،ط1،1396هـ محمد إبراهيم زايد

10 - البخاري، محمد بن إسماعيل،التاريخ الكبير،دار الفكر، بيروت 1986م

11 - البستي،محمد بن حبان،التقات،دار الفكر،بيروت ط1،1975م تحقيق شرف الين أحمد

12 - البستي،محمد بن حبان، مشاهير علماء الأمصار، دار الكتب العلمية،بيروت،1959م تحقيق م0 فلايشهر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير