تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واتفق العلماء أن قول الصحابي أولى من غيره، وإن اختلفوا في حجيته. واتفقوا على أن ما أجمع عليه الصحابة من تفسير فهو ملزم لمن بعدهم. ولكن إثبات إجماع الصحابة عسيرٌ وصعب. ومن الأمثلة عليه أن عمر بن الخطاب كان ينهى الإماء عن تغطية رؤوسهن ويضربهن على ذلك لأنهن يتشبهن بالحرائر. وفرض مثل هذا على الناس لا يكون في مسألة اجتهادية. بل لو كان كذلك لعارضه أحد الصحابة ممن يأبون ذلك على إمائهم ولكان وصلنا هذا. فلما لم يصلنا قول مخالف له ثبت الإجماع على أن آية الحجاب خاصة بالحرائر لا بالإماء.

4 - أسباب نزول الآيات:

قلنا أن هناك خلاف مشهور في حجية قول الصحابي في المسائل الفقهية، أما في أسباب النزول فقول الصحابي حكمه حكم الحديث المسند المرفوع

إلى رسول الله (ص). و إجماع الصحابة على تفسير آية هو حجةٌ قاطعة. و لذلك احتج ابن العباس بهذا على الخوارج.

قال الحاكم أبو عبد الله في التفسير، من كتاب المستدرك «ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين (أي

البخاري ومسلم): حديثٌ مُسند». وقال في موضع آخر من كتابه: «هو عندنا في حكم المرفوع». وهو لا يقصد التفسير بالرأي بل

يقصد أن قول الصحابي في سبب النزول حجة قاطعة لا يجوز العدول عنها. لأنه لا يحدِّث في ذلك إلا إذا صح عنده حديثاً مرفوعاً أو شهد سبب النزول بنفسه.

هذا كله عن تفسير الصحابة. أما تفسير التابعين فما بعدهم فلا ريب أنه ليس بحجة في دين الله. جاء في كتاب الإرشاد لأبي يعلى (1\ 396): قال شعبة:

رأي التابعين من قبل أنفسهم ريح لا يعتمد عليه، فكيف في كتاب الله؟!

**الرواية عن أهل الكتاب**

كانت الرواية في أول الإسلام منهي عنها، ثم أذن رسول الله ص بالنقل عنهم فيما لا يتعارض مع ما عندنا. ولذلك لا نصدقهم ولا نكذبهم. والأفضل عدم النقل عنهم. لأننا نعلم يقيناً أنه إذا كان ما ننقله عنهم فيه هدى فعندنا خير منه. وما كان من ضلالة فنحن بغنىً عنه. وأما التفاصيل الدقيقة كعدد أهل الكهف ولون كلبهم وغير ذلك، فليس من وراءه أي فائدة تذكر. وقد قال الله تعالى {ولا تستفت فيهم أحداً}.

أهم الذين رووا عن أهل الكتاب:

الصحابي الجليل عبد الله بن سلّام: وكان حبر اليهود وأعلمهم كلهم وكان صحابياً جليلاً لا ينقل باطلاً. ولكن النقل عنه قليلٌ جداً.

كعب الأحبار: تابعي أصله يهودي، ينقل كثيراً عن أهل الكتاب. وعليه إشارات استفهام كثيرة.

وهب بن منبه: شبيه بكعب الأحبار.

ابن جريج: من أتباع التابعين، أصله من أبيه رومي نصراني. ولا يبدو أنه كان عالماً أصلاً بكتب أهل الكتاب.

وهؤلاء كلهم ما عدا عبد الله رضي الله عنه كانوا يسكنون البادية مع العرب، ولا يعرفون من ذلك الا ما تعرفه العامة من اهل الكتاب، ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك. فكم من مقولة قيل أنها في الإسرائيليات أو في الإنجيل ولم نجدها. وقد يختلفون عليها أيضاً.

**كتب السلف في التفسير**

أهم الكتب التي كتبت في تفسير السلف (أي التفسير بالمأثور):

في البداية كان كل مؤلف يكتب ما وصله إما في مصنف مستقل كتفسير عبد الرزاق، وتفسير ابن أبي حاتم، وتفسير مجاهد. وإما يكتبه ضمن كتابه، كقسم التفسير عند البخاري في صحيحه، وقسم التفسير عند الحاكم في مستدركه. ولكن هؤلاء لا ينقلون إلا تفسير آيات معينة. حتى جاء الإمام الطبري وجمع أكثر أقوال وتفاسير السلف في مصنف واحد، فأضاف له تفسير كل الآيات، مع ذكر كثير من بيان إعرابها وتفسير الغامض من مفرداتها.

وتبعه الكثير من المؤلفين. وأحسن ما جاء في تفسير السلف كتاب ترجمان القرآن للسيوطي الذي استوعب به كل ما جاء عن السلف من التفسير. واختصره في كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي.

وهذه الكتب كلها تحتاج إلى تخريج شامل لأن أكثر ما فيها ضعيف لا يصح. وهذا نص عليه عدد من أئمة السلف. قال الإمام أحمد بن حنبل، كما في لسان الميزان (1\ 12): .

قال ((التميري))

اخواني الفضلاء بارك الله لكم في هذه الفوائد، وجزاكم الله خيرا

أخي الحبيب: محمد الأمين:

أبارك لك هذا الجهد، ولي ملاحظتان لمسترشد:

الأولى: الإكثار من قولك، ومذهب الصحابي في حجيته خلاف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير