ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 08 - 04, 04:27 م]ـ
إلى الأخ الشيخ: أبي الحسن:
ليست المشكلة في دلالة " ثم " بل نسألهم أولا:
1 - من فسر من الصحابة والتابعين استوى بمعنى " استولى " هذا بداية النقاش بل أبو الحسن ا\لأشعري رحمه الله قال: أول من قال ذلك بعض الجهمية والمعتزلة "
2 - من فسر من أرباب اللغة استوى بمعنى استولى وقد طعن أئمة اللغة على هذا المعنى وقد قال الخليل لما سئل هل وجدت في اللغة استوى بمعنى استولى؟ فقال: هذا مالا تعرفه العرب ولا هو جائز في لغتها
3 - بهذا المعنى يكون الله قد استولى على جميع المخلوقات ولماذا غير العرش يقول الله عنه " خلق " والعرش يقول عنه " استولى " ولم يقل استوى على السماء والبحار وغيرها وهم لا يجيزون مثل هذا الإطلاق
3 - ليس من قال إنه يلزم من هذا التفسير أن يكون لم يستول عليه قبل بمدل " ثم "
وإنما قالوا هذا الكلام لمدلول استولى
قلو قيل " خلق السموات واستوى على العرش " وثيل إنهال بمعنى استولى @ أيضا يبقى هذا الإشكال فلم نأت بهذا الإشكال من أجل مدلول " ثم " بل بمدلول " استولى "
لأن مدلول استولى اللغوي: لا يكون إلا بما فيه منازعة أو كان قبل عاجزا ثم ظهر
والغريب أنهم لا يفسرون " استوى " في القرآن إلا ما كان فيه من صفات الله وأما ما عدا ذلك فيرجعون إلى دلالاتها اللغوية لهوى في النفوس أو لجهل بالنصوص
وقد أطال شيخ الإسلام ابن تيمية وكتب في أكثر من كتاب في هذا المعنى وما سبق فهم من كلامه فراجعه
المقرئ
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 06:50 ص]ـ
ملاحظة: لا يقرأ هذه الشبهة إلا من عنده إلمام بالنحو وبشرط إتمام الإجابة حتى لاتعلق الشبهة في قلبه والعياذ بالله.
يستدل أهل وحدة الوجود بدليل غاية في الخطورة وتحريف النصوص:
وهو قوله تعالى: (وهو الله في السموات وفي الأرض) ووجه استدلالهم: هو وجود الله في الأرض وفي السماء , لأن في تدل على الظرفية!!
والجواب:
أن الجار والمجرور عند العرب لابد له من متعلق , ومتعلقات الجار والمجرور , على أربعة أنواع لايخرج من ذلك:
الأول: الفعل كقوله تعالى: (صراط الذين أنعمت عليهم)
الثاني: المصدر كقوله تعالى: (لايستطيعون ضرباً في الأرض ... )
الثالث: مايشبه الفعل (المشتقات) كقوله تعالى: ( ... الصابرين في البأساء ... )
الرابع: الإسم الجامد المؤول بمشتق كقولك: زيدٌ أسدٌ في القتال.
فـ (أسد) اسم جامد لايتعلق به الجار والمجرور , ولكن لما كان بمعنى (شجاع) تعلق به الجار والمجرور.
إذا علم ذلك:
فإن الآية التي معنى من أي الأنواع تكون؟
الجار والمجرور في الآية متعلق بلفظ الجلالة لأنه مؤول بمشتق أي (معبود) فيكون المعنى وهو معبود في السموات وفي الأرض.
ومع فائدة أخرى إن شاء الله.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[10 - 08 - 04, 07:18 ص]ـ
وقد ردت المعتزلة على قولك فقال أبو على لا يجوز أن تتعلق (فى) باسم الله تعالى لأنه صار بدخول الألف واللام والتغيير الذى دخل عليه كالعلم قالوا ولهذا قال الله تعالى ((هل تعالم له سميًا)).
وفى الآية الكريمة وجوه أخرى للإعراب هى أولى مما ذكرته تؤيد قول أهل السنة وفيها وجه يثبت صفة العلو.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 05:03 م]ـ
إذن لا تبخل علينا يا شيخنا الدرعمي بارك الله فيك:)
ـ[الدرعمى]ــــــــ[10 - 08 - 04, 05:22 م]ـ
الإعراب الأول:
(هو) مبتدأ، ولفظ الجلالة خبر و (فى السموات) جار ومجرور متعلق بالفعل يعلم،والواو حرف عطف وفىالأرض معطوف على فىالسماء فهما ظرفان ويكون المعنى يعلم سركم وجهركم فى السموات والأرض.
الإعرلب الثانى:
(هو) مبتدأ ولفظ الجلاله بدل ويعلم خبر وفى السموات والأرض متعلق به وهو أولى من الإعراب الأول من حيث المعنى.
الإعراب الثالث:
(هو) مبتدأ ولفظ الجلالة بدل (وفى السموات) متعلق بفعل محذوف خبر وتتم بذلك الجمله وفيه إثبات صفة العلو لله تعالى، و (فى الأرض) متعلق بالفعل يعلم والعطف هنا يكون من عطف الجمل.
وهناك إعراب آخر للجهمية وهو باطل لا يحسن ذكره.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 10:55 م]ـ
أخي الدرعمي:
أولاً: جزاك الله خيراً على إثراء الموضوع.
ثانياً: لا يخفى على اللبيب مثلك أن الإحتجاج بكلام أهل البدع في النحو الذي يرتبط بمسألة عقدية مردود , وهذا يحتاج إلى تكملة المقال في هذا الموضوع يسر الله إتمامه , مع أني لم أعرف أبا علي هذا (هل هو أبو علي الدينوري؟ أرجو الإجابة).
ثالثاً: الإعراب يبنى على المعنى , وهو مايفهمه العربي الذي سلمة فطرته من العجمة , فأنا ذكرت الإعراب الذي تدل عليه الآيه و يؤيدها قوله تعالى في سورة الزخرف: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) وهذا ظاهر جداً لمن تأنى في فهم المعنى , وإذا نظرت إلى دلالة السياق والسباق تبين لك الخطأ في رد الإعراب والمعنى , فإن المعلوم أن الله يخاطب مشركين يفصلون بين آلهة الأرض وآلهة السماء.
وهذا الوجه قال عنه ابن كثير: " الأصح ".
فلايرد قول ابن كثير بقول معتزلي.
واختار ابن جرير أن لفظ الجلالة (الله) تعلق بها الجار الأول: " في السموات " والجار والمجرور الثاني " في الأرض" تعلق بما بعده.
ولكن الأول أولى فقد دلَّ عليه كتاب الله فلا يحاد عنه.
رابعاً: أوجه الإعراب التي ذكرت فيها نوع بُعْد , من ناحية تقديم المتعلق على المتعلق به , ومن ناحيه فصل جملتين (إسمية وفعلية) فصلاً معنوياً ركيكاً, وإلا ما الفائدة من جعل جملة إسمية (وهو الله) ثم الإستئناف بجملة فعلية لا علاقة بلاغية بها (يعلم سركم وجهركم) , أظن هذا ركيك في الصنعة الإعرابية وفي المعنى.
ومع ذلك قد يعرب بعض أهل اللغة بما ذكرت ولكن أظن أنه لن يلتفت للمعنى وما تدل عليه الآيات الأخر.
وأخيراً رزقنا الله وإياكم تدبر كتاب الله عز وجل , وعدم التلاحي فيه.
¥