وأخرجه أبو الشيخ بن حيَّان ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (1/ 276) عن أبى العباس البزار، وابن الأثير ((أسد الغابة فى معرفة الصحابة)) (5/ 3) من طريق البغوى، كلاهما عن داود بن رشيد عن يعلى بن الأشدق به نحوه.
وأخرجه ابن الأثير (5/ 3) من طريق أيوب بن محمد الوزان ثنا يعلى بن الأشدق به وسمَّى النابغه ((قيس بن سعد بن عدى بن عبد الله بن جعدة)).
وأخرجه ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (50/ 132) من طريق تمام الرازى أنبأنا الحسن بن حبيب حدثنا أحمد بن كعب بن خريم حدثني أبي حدثنا يعلى بن بشر الخفاجي عن نابغة بني جعدة قال: أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا عن يمينه:
نحلي بأرطال اللجين سيوفَنَا ... ونعلو بها يوم الهياج السنورا
عَلَونَا العِبَادَ عِفَّةً وتَكَرُّمَا ... وَإِنَا لَنَرْجُو فَوقَ ذلكَ مَظْهَرَا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى أين لا أم لك؟، قال: إلى الجنة ...... وذكر الحديث بنحوه.
وقال أبو القاسم بن عساكر: ((كذا وقع في هذه الرواية، والصواب يعلى بن الأشدق، وقد وقع لي عاليا على الصواب من طرق)).
قال أبو محمد الألفى: وهذا إسناد واهٍ بمرة، آفته يعلى بن الأشدق أعرابى معمِّر ادَّعى رؤية جماعة من الصحابة لم يروى عنهم أحد غيره: عبد الله بن جراد ورقاد بن ربيعة وجرى بن كليب والنابغة الجعدى وغيرهم، لا يحل كتابة حديثه إلا للتحذير منها، والكذب بيِّن على رواياته، فقد روى عن عبد الله بن جراد نسخة كلها أباطيل ومناكير.
ومن مناكير رواياته عن عبد الله بن جراد مرفوعاً ((إذا ابتغيتم المعروف فابتغوه في حسان الوجوه، فو الله لا يلج النار إلا بخيل، ولا يلج الجنة شحيح، إن السخاء شجرة في الجنة تسمى السخاء، وإن الشح شجرة في النار تسمى الشح)).
قال البخارى فى ((التاريخ الصغير)) (2/ 179/2218): ((يعلى بن الأشدق لا يكتب حديثه)).
وقال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 303): ((يعلى بن الأشدق العقيلى. روى عن: عبد الله بن جراد، ونابغة بنى جعدة. روى عنه: الوليد بن عبد الملك بن مسرح، وعمرو بن قسيط، وداود بن رشيد، ومحمد بن سفيان بن وردان الكوفى. وسمعت أبى يقول: قال أبو مسهر: قدم يعلى بن الأشدق دمشق، وكان أعرابيا فحدث عن عبد الله بن جراد سبعة أحاديث، فقلنا: لعله حق، ثم جعله عشرة، ثم جعله عشرين، ثم جعله أربعين، فكان هو ذا يزيد، وكان سائلا يسأل الناس. وسألت أبى عنه فقال: ليس بشيء ضعيف الحديث. وسئل أبو زرعة عنه فقال: هو عندي لا يصدق ليس بشيء قدم الرقة، فقال: رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يقال له عبد الله بن جراد فأعطوه على ذلك، فوضع أربعين حديثا، وعبد الله بن جراد لا يعرف)) اهـ.
وقال ابن حبان ((المجروحين)) (3/ 141): ((كان شيخا كبيرا، اجتمع عليه من لا دين له، فدفعوا له شبيهاً بمائتي حديث نسخة عن عبد الله بن جراد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطوه إياها، فجعل يحدث بها وهو لا يدري!. لا يحل الرواية عنه بحال)) اهـ بتصرف.
وللحديث طرق أخرى كلها ضعاف، وفيما ذكرناه غنية، ولعل الطريق المذكورة آنفاً هى أصلها.
[إيضاح وتنبيه] مع القول ببطلان الحديث المذكور، لا يُستبعد ثبوت الصحبة للنابغة الجعدى. ولهذا ذكره فى الصحابة: أبو الشيخ بن حيان فيمن نزل أصبهان من الصحابة فى ((طبقان المحدثين بأصبهان))، وابن عبد البر النمرى فى ((الاستيعاب))، وابن الأثير فى ((أسد الغابة فى معرفة الصحابة))، وابن حجر فى ((الإصابة فى معرفة الصحابة)).
اختلف فى اسمه، وفى سياق نسبه، فقال ابن عبد البر: حيَّان أو حبان بن قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن أبو ليلى الجعدى الشاعر المعروف بالنابغة، وقيل غير ذلك.
وإنما قيل له النابغة، لأنه قال الشعر في الجاهلية، ثم أقام مدة نحو ثلاثين سنة لا يقول الشعر، ثم نبغ فيه بعد فقاله، فسُمِّي النابغة، وكان شاعرا مخضرماً أدرك الجاهلية والإسلام، وعمَّر فى الإسلام طويلاً، وهو عندهم أسنُّ من النابغة الذبياني وأكبر.
وقصيدته الرائية من روائع الشعر وأحسنه، ومما يُستجاد وينتقى، ومنها:
¥