ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[23 - 05 - 05, 06:05 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبد المعز
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[23 - 05 - 05, 08:05 م]ـ
لا النافية للجنس ولا النافية للوحدة:
لا بد من التمييز بين لا النافية للجنس ....... و"لا" النافية للوحدة ...
قال عباس حسن فى "النحو الوافي":
حين نقول:"لا كتاب فى الحقيبة" (بإدخال "لا" على جملة اسمية فى أصلها ,ورفع كلمة "كتاب" التي للمفرد) يكون معنى التركيب محتملا لأمرين:
أحدهما:
نفي وجود كتاب واحد فى الحقيبة, مع جواز وجود كتابين أو أكثر فيها.
الآخر:
نفي وجود كتاب واحد: وما زاد على الواحد [منفي أيضا] ,فليس بها شيء من الكتب مطلقا.
فالتركيب محتمل للأمرين, ولا دليل فيه يعين أحدهما , ويمنع الاحتمال.
"لا" هنا تدل على نفي فرد واحد فقط ..... مع احتمال نفي الافراد الاخرى.
ولذلك سماها النحويون:"لا" التي لنفي الوحدة" (أي: لنفي الفرد الواحد).
وهي إحدى الحروف الناسخة التي تعمل عمل "كان الناقصة": ترفع المبتدأ وتنصب الخبر كما عند الحجازيين .......
- لا رجل غائبا .... (لا لنفي الوحدة عملت عمل" ليس "رفعت ثم نصبت)
-لا رجل غائب .... (لا لنفي الجنس عملت عمل "إن" نصبت ثم رفعت)
المقارنة بينت ان "لا" النافية للفرد تعمل على عكس ترتيب عمل "لا "النافية للجنس.
ومن حيث الدلالة "لا" النافية للجنس نص فى نفي كل الافراد.
أما "لا "النافية للفرد فهي نص فى نفي الواحد فقط .... مع احتمال نفي الباقي.
ومن الناحية التداولية ... فجملة"لا رجل فى الدار" (بالرفع) جواب على سؤال مقدر هو:"هل هناك رجل فى الدار؟ " فجاء الجواب على قدر السؤال ... لأنك سألت عن فرد فجاءت "لا" لنفيه ......
أما "لا رجل فى الدار"فسبق الكلام فى تقدير سؤاله ...... ولا باس من تكرار الكلام لتقريره قال ابن السراج فى اصول النحو:
وأنت إذا قلت: لا رجل [بالنصب] فيها’ إنما نفيت جماعة الجنس وكذلك إذا قلت: هل من رجل لم تسأل عن رجل واحد بعينه إنما سألت عن كل من له هذا الإسم ولو أسقطت (من) فقلت: هل رجل لصلح لواحد والجمع فإذا دخلت (من) لم يكن إلا للجنس ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 - 05 - 05, 02:45 م]ـ
إله .......
منصوب ب"لا" ...
ولكي تقوم "لا" بعمل النصب لا بدمن توفر شروط ستة مجتمعة:
1 - أن تكون "لا" نافية. فإن لم تكن نافية لم تعمل مطلقا.
وقد يسال سائل:وهل تنفصل "لا" عن النفي؟
نعم, عندما تكون زائدة. وقد سبقت الاشارة اليها في بعض الآيات الكريمة ونزيد هنا آية أخرى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} (12) سورة الأعراف .....
[وجل النحاة على زيادة "لا".وقرينة الزيادة: فساد المعنى أن لم تكن زائدة ... لأن نفي السجود ب"لا"مسبوق بنفي آخر معنوي هو المنع .... فيتحصل نفي للنفي وهو إثبات ... وهذا لم يقع من ابليس ... فلزم الغاء نفي "لا".]
ولا تعمل"لا"ايضا إذا كانت اسمابمعنى "غير" أو "دون"كقولنا:"ذهب بلا رجعة" .. و"صام بلا نية".
2 - أن تكون "لا"نافية للجنس ... بمعنى ان يكون حكم النفي منصبا على كل فرد من أفراد ذلك الجنس. وإن لم تكن كذلك لم تعمل عمل "إن"نحو:"لا كتاب واحد كافيا" إذ ان كلمة"واحد" قد دلت دلالة قاطعة على ان النفي ليس شاملا افراد الجنس كله, وإنما هو مقصور على فرد واحد ..
3 - أن يكون المقصود بها نفي الحكم عن الجنس نصا-لا احتمالا-وهذا الشرط قريب من سابقه ... الاختلاف فى الاعتبار: الشرط الثاني يعتبر الاستغراق فى نفي العموم ...... الشرط الثالث يعتبر القطع فيه ... وبعبارة أخرى ... الشرط الثاني كمي والثالث كيفي.
4 - ألا تتوسط بين عامل ومعموله. كقولنا:"حضرت بلا تأخير".
يرى عباس حسن -رحمه الله- أن أوضح إعراب للمثال هو:
لا: اسم بمعنى "غير" مجرور ب"الباء" والكسرة مقدرة على الالف. و"لا" مضاف و"تأخير" مضاف اليه مجرور.
كما يحتمل الاعراب التالي:
"لا"حرف نفي ... باقية على حرفيتها. وقد تخطاها حرف الجر"الباء" وعمل الجر مباشرة فى كلمة"تأخير" التي بعدها. و"لا" في هذه الصورة ليست زائدة -بالرغم من أن العامل تخطاها-لأن الحكم بزيادتها يؤدي الى فساد المعنى.
ومن ذلك قول الشاعر:
متاركة السفيه بلا جواب------أشد على السفيه من الجواب.
"جواب" مجرورة بالباء.
"لا"متخطاة ومهملة: لم تعمل ولم يعمل فيها, لان الحرف لا يعمل فى الحرف.
5 - عدم وجود فاصل بينها وبين اسمها. فإن وجد فاصل (أجنبي او غير أجنبي) لم تعمل شيئا مثل قوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} (47) سورة الصافات.
الملاحظ ان "فيها"فصلت بين "لا" واسمها"غول"فترتب عن ذلك اهمالها مع ان "فيها"خبرها أو متعلق بخبرها ... فيستفاد منه انه لا بد من ترتيب المعمولين فلا يجوز تقديم الخبر على الاسم فإن تقدم لم تعمل "لا" مطلقا.
6 - أن يكون اسمها وخبرها نكرتين. وهذا مفهوم من اعتبار"لا" للنفي الجنس لأن نفي الجنس معناه نفي بغير تحديد ولا تعيين والتعريف فيه تحديد وتعيين.
[فائدة: اسم الجنس الذي دخلت عليه "ال"يعتبر معرفة لفظا لكنه نكرة معنى.]
ان لم يكونا نكرتين لم تعمل"لا" مطلقا. اي لا تعمل عمل "إن" ولا عمل "ليس".كقول الشاعر:
لا القوم قومي ولا الاعوان أعواني-----إذا ونا يوم تحصيل العلا واني.
ملاحظة: خبر "لا"ان كان شبه جملة لا يمنعها من العمل فشبه الجملة نكرة. وكذلك ان كان جملة فعلية ...
"-لاخير فيهم".مثال الاول.
"-لا صبر ينفع معهم".مثال الثاني.
¥