ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[07 - 06 - 05, 04:09 ص]ـ
ياكوكبا في سماء الحسن مطلعه - - وشادنا في سواد القلب مرتعه
صبا يروم المنى والدهر يمنعه - - لا تعذليه فإنّ العذل يولعه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
نعم أيها الفاضل قد علمتُ قبل حين أن الثعالبي في يتيمته 1/ 277 [طبعة الشيخ محي الدين عبد الحميد] قد نسب بعض أبيات القصيدة للوأواء الدمشقي.
وفي ذهني أن آخر نسبها لغيره.
غدا - إن شاء الله -أو بعده أذكر شيئا من أمر هذه القصيدة.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[08 - 06 - 05, 12:06 ص]ـ
في طبقات الشافعية للسبكي 1/ 308 (طبعة الحلبي أولى) قال: (وروى الحافظ أبو سعد [السمعاني] < تـ 562 هـ> في الذيل: أن الإمام أبا محمد بن حزم، قال: من تختم بالعقيق وقرأ لأبي عمرو، وتفقه للشافعي، وحفظ قصيدة ابن زريق؛ فقد استكمل ظَرْفَه).
ثم قال العلامة السبكي: (وقصيدة علي ابن زريق الكاتب البغدادي غراء بديعة).
قلت: هذه القصيدة مشهورة في كتب الأدب، وجل الأدباء والمؤرخين ينسبونها لأبي الحسن علي بن زريق المذكور، وخالف في ذلك – كما ذكر الأخ السدوسي – أبو منصور الثعالبي (تـ 429هـ) في يتيمة الدهر1/ 277 فنسب بعض أبياتها للوأواء الدمشقي محمد بن أحمد الشاعر المعروف (تـ395 تقريبا).
وذكر أحد الباحثين أن بأحد مخطوطات المستنصرية ببغداد – فك الله أسرها، وحفظ أهلها من السنة – نُسبت القصيدة للشاعر حسام الدين الحاجري (ابن الوكيل).
قلت: وكلا النسبتين مخالف لما اشتهر في أواسط الأدباء منذ زمن، ولذا لا تجد أثرا لكلام الثعالبي – رحمه الله – فيمن جاء بعده من الأدباء والمؤرخين؛ فتتابعوا على نسبتها لابن زريق أو الزريقي – رحمه الله -.
فمن ذلك ما ذكره السبكي 1/ 308 بسنده إلى محمد بن أبي نصر الحميدي، صاحب [جدوة المقتبس] قال الحميدي: (أنشدني أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي الواسطي المعروف بابن بشران بواسط، أنشدني الأمير أبو الهيجاء محمد بن عمران بن شاهين، أنشدني على بن زريق أبو الحسن الكاتب البغدادي لنفسه:) وذكر القصيدة ...
ثم قال 1/ 311: (وذكر ابن السمعاني لهذه القصيدة قصة عجيبة، فروى بسنده، أن رجلا من أهل بعداد قصد أبا عبد الرحمن الأندلسي، وتقرب إليه بنسبه، فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره، فأعطاه شيئا نزرا، فقال البغدادي: إنا لله وإنا إليه راجعون، سلكت البراري والقفار، والمهامه والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء النزر، فانكسرت إليه نفسه، فاعتلّ ومات، وشغل عنه الأندلسي أياما، ثم سأل عنه، فخرجوا يطلبونه، فانتهوا إلى الخان الذي هو فيهن وسالوا الخانية عنه فقالت: إنه كان في هذا البيت، ومذ أمس لم أبصره، فصعدوا فدفعوا الباب، فإذا هو ميت وعند رأسه رقعة، فيها مكتوب:
لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
وذكر أبياتا من القصيدة غير تامة.
قال: فلما وقف أبوعبد الرحمن على هذه الأبيات بكى حتى خضب لحيته، وقال: وددت أن هذا الرجل حي، وأشاطره نصف ملكي.
وكان في رقعة الرجل: منزلي ببغداد في الموضع الفلاني، المعروف بكذا، والقوم يعرفون بكذا، فحمل إليهم خمسة الآف دينار، وعرفهم موت الرجل).
وقال قبل ابن السمعاني الحافظ أبو نصر بن ماكولا < تـ 475 هـ> في الإكمال 4/ 152: ( ... وأما الزريقي: بتقديم الزاي وضمها وفتح الراء، فهو شاعر شامي!! يعرف بالزريقي مشهور بأبيات منها:
وكم تشفع لي أن لا أفارقه - - وللضرورات حال لا تشفعه).
ومن ذلك ما جاء في وفيات الأعيان لابن خلكان 5/ 338 عند ذكر أحد أبيات القصيدة، وقد غنته إحدى الجواري في قصة مشهورة ذكرها الحميدي في الجذوة 71 - 72:
أستودع الله في بغداد لي قمرا - - بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
فقال ابن خلكان: (وهذا البيت لمحمد بن زريق الكاتب البغدادي من جملة قصيدة طويلة).
ونسبها للزريقي أيضا: العلامة الزبيدي في تاج العروس مادة (زرق) وذكر بيتها الأول.
يتبع – إن شاء الله -.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[08 - 06 - 05, 02:42 ص]ـ
ونسيتُ أن أذكر لك من القدماء أيضا ممن نسبها لابن زريق؛ ابن حجة الحموي في ثمرات الأوراق، والعاملي في كشكوله.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 09:55 م]ـ
عفا الله عنكم فد كان يصير لنا من جراء هذه القصيدة مثل ما جرى لابن فهم الصوفي
¥