تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ينهض صريع وجوده على ساق ولا قدم، لأنه لم توجد منه نسخة صحيحة الترتيب، سالم (ة) من من المحو والبتر والتشطيب، إما هي أوراق قد ذهبت أجزاؤها، او رزمة أخلاق قد تناثرت أشلاؤها، وقد قيل إن نسخة منه كاملة ببعض الخزائن السلطانية، وهذا إن صح فهي أعز من بيض الأنوق، وأبعَدُ منالا من العَيُّوق،

وكنت أيام شبيبتي قد أولعت بهذه المنظومة، العديمة المثال،العزيزة المنال، الغريبة المنوال، إلا أني كنت إذا عزمت على ضبطها وتحصيلها،وتخليص إجمالها من تفصيلها، أعوزني وجود نسخة صحيحة أهتدي بمعالمها، أو راوية واعية ينص لي أبياتها ويسندها إلى ناظمها، واختلفت علي النسخ حتى كاد يتعذر اتفاقها، وكثر فيها النقص والتحريف حتى اختلَّ مساقها و اتساقها، فظهر لي أن سبب هذا الاختلال، والموجب لهذا الانحلال، هو أن بعذ الحسدة فعل بها ذلك قصدا، أو رام تقويض منارها وإطفاء نارها عمدا، وذلك أنه يوجد فيها من الحذف والتغيير، والتقديم والتأخير، ما لا يرتكب مثله من له أدنى علم بالأدب، فضلا عن الناظم الذي نسلت إليه علومه من كل حَدب، وهذا الذي قلناه من أمر هذا الحسود الظالم، قد دل عليه غيرما موضع من كلام الناظم، مثل قوله فبشرن ذاك الحسود ..... البيت، وقوله حصنتها بسورة النجم ... البيتإلى غير ذلك من كيت وكيت، ثم إني تطلبت الوقوف على ما بقي من شرخ أبي عبد اللهالجريري عند بعض حفدته، فلم أظفر منه غلا بنحو بعض العشرورقات، فرأيته رخمه الله قد شرح على نسخة بتراء، تنقص عن النسخة التي شرحنا عليها نحو الثلث، مع ما انضم إلى ذالك من تقديم أبيات وتأخير أخرى، وتحريف كلمات غيرها بالمقام أحرى، فعلمت أن سهمه رحمه الله قد وقع من الهدف خارجه وأنه أرادا عَمْرً (و) ا وأراد الله خارجه، فهو لعمري معذور في عدمى إصابة عمر (و)،إذ تبك النسخة هي التي وصلت إلى سلا في أول الأمر، فحينئذ شمرت عن ساعد الجد في تنقيحها، وبذلت غاية الجهد في تصحيحها، بعد أن اجتمع إلي منها نحو سبع نسخ من جهات مختلفة، فجردت من مجموعها نسخة صحيحة، مؤتلفة يغلب على الظن أنها الأصل الذي أنشأه الناظم أولا، والمنوال الذي لا يبغي الأديب به بدلا، ولا عنه متحولا، فقلت إن فاتتنا في هذه المنظومة الرواية، لم تفتنا والحمد لله الدراية، ولا بدع في هذا المذهب الذي اقتفيناه والمقصد الذي انتحيناه، فهذا معرب كليلة ودمنهْ،قد اجتزأ من أصلها بشبه الطلل والدمنة، وهذا شارح الحازكية يقول إنه لم يكتبها من أصل صحيح، ولا رواها عن راوية عقول، ثم لم يصده ذلك عن تناولها بالشرح والكتابة، وما تضمنته من المعاني المستطابه. بعد أن أعمل في تصحيحهافكره، وأتى بما أمكنته يد القدرة، وإذا فات الحازم من مناه إحراز الجميع فعلام يترك البعض منها يضيع؟،وقديما قيل:

إذا لم تستطع شيئا فدعه=وجاوزه إلى ما تستطيع

فلذا عولنا على ما صححناه من هذه المنظومة، وسلكنا في ذلك والحمد لله طريقة لمن قبلنا معلومة، ففضت ختامها، وسهلت مرامها، وشرحت معانيها، وشيدت مبانيها، فعادت والحمد لله الأرجوزة الونانية إلى شبابها، وظهرت محاسنها لطلابها، وسهل عليهم الولوج في غابها، بما ذللته من من صعابها، وخف مهرها على خطابها، بما حططته من نقابها، وكشفته من جلبابها، فجاء هذا الشرح والحمد لله شرحًا حفيلاً جامعا، لفنونهاوبأغراضها كفيلا، وسميته ب: زهر الأفنان من حديقة ابن الونان،

ومن الله أستوهب القبول، في حصول النفع وبلوغ المأمول، آمين وهذاأوان الشروع في المقصود، فنقول:

ـ[البوني الشنقيطي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 01:59 ص]ـ

للرفع

ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[01 - 12 - 08, 03:30 ص]ـ

جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم

ـ[عبد]ــــــــ[01 - 12 - 08, 12:36 م]ـ

جزاك الله خيرا، صنعت حسناً وأسديت معروفاً، ونقول لمن يعذلك (من الشمقمقية):

سر فلا نعِم عوفك ولا = = = أمن خوفك ولا تدرنفق (!!)

ـ[البوني الشنقيطي]ــــــــ[11 - 12 - 08, 01:06 م]ـ

-يتواصل -

اعلم أن كل كلام مركب فالنظر فيه من أربعة أوجه، الأول شرح معاني ألفاظه، الثاني في حكم تركيبها على نهج تركيب ألفاظ العرب، الثالث في شرح معانيه التي أفادها ذلك التركيب، الرابع في شرح كيفية تلك الإفادة في مراتب الوضوح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير