تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(لمّا جاءني هذا الكتابُ خاطبتُ الشيخ عبدالرحمن البرقوقي – رحمه اللهُ – في أن تتولّى مكتبةُ البيانِ طبع " كتابِ المساكين " على نفقتها ولم يكن في ذلك من عاب، وعلى أن البرقوقي صهرٌ لشيخنا الرافعي وبينهما من الصلاتِ الأدبيةِ غير ذلك ما بينمها، فقد تأثّر جداً وبعثَ إلي بهذا الخطابِ):

طنطا في 19 ديسمبر سنة 1915

أيّها الأخُ

السلامُ عليكَ، وبعدُ،

فإنّي شاكرٌ لكَ أدبكَ وغيرتكَ ومروءتكَ، غيرَ أنّي أعتبُ عليكَ إذ كتبتَ للشيخِ البرقوقي ما كتبتَ، فإنّي في كتابي الآخر إنّما اعتذرتُ عن عدمِ طبعِ كل كتبي لأنّي لا أملأ السوقَ ويدي خالية ٌ لا أستطيعُ أن أملأها، وفرقٌ بينَ عدم ِ امتلاءِ اليدِ، وبين ضيقها، فإنّي – والحمدُ للهِ – في يُسرٍ وإن لم أكنْ في سعةٍ.

على أنّي كنتُ مريضاً يومئذٍ فكتابتي كانت مريضة كذلكَ، والحمدُ للهِ على العافيةِ، أسأله تعالى أن يدمها لي ولكم .......... ،

....... وأختمُ بالشّكرِ لكَ مرّة أخرى والسلامُ.

مصطفى صادق الرافعي

5 – رأيّهُ في كتابِ ذكرى أبي العلاء

(كتبنا إليهِ أن أحد الأدباءِ يقولُ: إن كتبَ الرافعي أكثر ثمناً من غيرها – وطلبنا منه أن يبيّن رأيهُ في كتابِ " ذكرى أبي العلاءِ " للدكتور طه حسين – وكذلكَ ذكرنا لهُ خطأ استعمال ِ لفظةِ " المستلم " التي جاءت في إيصالاتِ اشتراكِ " كتابِ المساكين " فجاءَ منهُ هذا الجوابُ):

طنطا في 30 ديسمبر 1915

أيّها الأخُ

السلامُ عليكم، وبعدُ،

... وذكرتم في كتابكم أنّ قائلاً يقولُ ... إنّ الغبنَ أن تكونَ 426 صفحة ً من ذكرى أبي العلاءِ بعشرةِ قروشٍ، و 250 صفحة من كتابِ المساكين ِ بمثلها – أو كما قالَ -، فهذا – ويحفظكَ اللهُ – سببٌ من أكبرِ أسبابِ سقوطِ الأدبِ عندنا، إذ يُريدُ الناس ألا يعرفوا التأليف وكدّ العقول ِ إلا تجارة الورق ِ .... ، كما يصنعُ أصحابُ المكاتبِ الذين يشترونَ ورقاً أبيضَ ويبيعونهُ ورقاً أسود، وكما يصنعُ سقاط المؤلفين الذينَ يصنعون هذا الصنيع لأنّه لا فرقَ بين صاحب مكتبةٍ يطبعُ كتابَ رجل ٍ ماتَ، وبين مؤلّفٍ ينقلُ عن رجالٍ ماتوا، كلاهما لا عملَ لهُ إلا نقلٌ وتصحيحٌ وما أهونهُ عملاً!.

لقد قيلَ لي – مراراً – إن كتبي أكثر الكتبِ العربيّةِ رواجاً - ولعلّها كذلكَ -، ولكنّي مع هذا لا أبيعُ حياتي بالثمن ِ البخس ِ، وأنا واثقٌ أنّ لي عدداً من القرّاءِ يشترونَ كتبي بأي ثمن ٍ وجدوها به، فما ضرّني أن أجعل القاريء منهم بخمسةٍ من مثل ذلك القائل ..... !.

إنّها أسطرُ ضائعة ٌ أخطّها في هذا المعنى .... !.

لم أقرأ " ذكرى أبي العلاءِ " ولا أعرفُ ما هي، ولكن أخبرني أحدُ الذينَ ساعدوا في تأليفها – وهم ثلاثةٌ غيرَ صاحبها – أنّها ليست ممّا يُقالُ إنّهُ هناكَ، ولا علمَ لي بالغيبِ وأستغفرُ اللهَ ولعلها من الكتبِ الممتعةِ.

غيرَ أنّ ثمنها ليس في تسعيرةِ أثمان ِ الموادِ الغذائيةِ، فكيف يُريدُ صاحبكم أن يوجبَ على المؤلفينَ أن يبيعوا كل 42 صفحة بقرش ٍ واحدٍ!.

أمّا لفظة ُ " المستلم ِ " فقد وقعتْ خطأ، وقد طلبَ أحدهم إلى أبي عبيدة َ أن يكتبَ له كتاباً يستشفعُ بهِ إلى رجل ٍ من الأمراءِ، فأملى أبو عبيدة على كاتبٍ وقال لهُ: اكتبْ والحن، فإنّ اللحنَ مجدودٌ – أي محفوظٌ – صاحبهُ ... !.

لا أعرفُ موعدَ صدورِ الكتابِ فللمطابعِ المصريةِ مواعيدُ غير معروفةٍ ..... وساعةُ المواعيدِ في مصرَ لا ضبطَ لها ولا يمكنُ أن تضبطَ إلا في يدِ نبيٍّ مصريٍّ – إن ظهرَ في مصرَ نبيٌّ آخرُ .... !.

أختمُ كتابي بالشكرِ لكَ ... والسلام عليك.

من الداعي مصطفى

6 – يُثني علينا ويدعو لنا

طنطا في 2 يناير سنة 1916

أيّها الأخُ

السلامُ عليكَ،

وإنّي شاكرٌ همّتكَ مُثن ٍ على مروءتكَ، وأنتَ من أهل ِ الثناءِ والشكرِ، وإن إخلاصَ مثلكَ لمن يُعاني الأدبَ لخليقٌ أن يكونَ ثواباً يغتبطُ بهِ الأدباءُ.

أسألُ اللهَ أن يسرّني بنبوغكَ، وأن يجعلَ هذه المسرّةَ دانيةً قريبةً فإنّي أرى فجركَ قد بدأتْ تباشرهُ.

وسلامهُ تعالى ورحمته وبركاتهُ.

الداعي مصطفى صادق الرافعي

7 – رأيهُ في طريقةِ الجاحظِ في دراسةِ الأدبِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير