الحروف الثمانية وهي (لا) التي لنفي الجنس فانها بعد نصبها للاسم ترفع الخبر مثل:لا طالبَ علم محرومُ, ثم قال:
14 - وما ولابمعنى ليس ترفعان**اسما وتنصي المتم فاستبان
يعني ان (ما) النافية و (لا) النافيةالمشبهتان بليس ,ترفعان الاسم وتنصبان الخبر مثل عمل ليس , ولكن (لا) لاتعمل الا في الاسماء النكرة مثل قول الشاعر:
تعز فلا شيءٌ في الارض باقيا**ولا مما قضى الله وافيا
فرفع (شيءٌ) وهو نكرة على انه اسم لها و نصب (باقيا) وهونكرة كذلك على انه خبر لها.
واما (ما) فانها تعمل عمل ليس باربعة شروط , وهي: كونها لاتزاد بعدها (ان) لانها لاتزاد بعد (ليس) وما لايقبل في المشبه به فوجوده مع المشبه ببعده عن المشبه به , و الثاني: ان لا يبطل النفي عن خبرها , والا فلا تعمل مثل: ما زيد الا كريم , فخبرها بطل عنه النفي فبقيت هي بدون عمل , وصارت الجملة من مبتدا و خبر قبلهما حرف نفي وبينهما حرف حرف حصر , والشرط الثالث: لا يتقدم خبرها على اسمها فلا بد لصحة عملها من ان يكون اسمها قبل خبرها مثل: ما زيد لئيما , فلو قدم الخبر على الاسم بطل عملها , و الشرط الرابع: ان لا يتقدم معمول خلرها على اسمها , الا اذا كان معمول خبرها ظرفا او جارا او مجرورا, ثم قال الناظم:
15 - احرف نصب للمضارع كأن**ولن وكي ومع هذه اذن
16 - وجزمه بكلمات مثل لم**لما ولام الامر ثم لا وثم
17 - فعلين ان مهما ومن كذاك ما **اين متى ثم انىواي حيثما
18 - اذما اذا ما شرطها مقدم**وبعده الجزا بذا قد جزموا
لقد كان المصنف في السابق يتكلمعلى عوامل الاسماء السماعية, و الان شرع يتكلم على العوامل لبتي تعمل في الفعل المضارع , وبدأ بعومل نصبه فذكر منها اربعة , وهي (ان) بفتح الهمزة و سكون النون و (لن) و (كي) و (اذن) مثل *وان تصوموا خير لكم*و*لن يفبح قوم ولوا امرهم امرأة*و *كي تقر عينها * وماترك من نواصب الفعل المضارع فهو فرع عن الاربعة المذكورة , ومشبه بها مثل لام كي , وفاء الجواب وواوه , والواو التي بنعنى حتى ,فان كل واحد منها تقدر بعده (ان) مستترة.
واما جوازم الفعل المضارع فذكر منها خمسة عشر, وهي (لم ولما) التي لنفي الماضي مثل *لم يلدولم يولد* و (لما) النفي بها يستغرق الماضي كله بخلاف (لم) فانك يمكن ان تقول:لم يرتكب ذلك الا في اخر حياته , ولا يمكن ان تجعل محلها (لما) لشدة استغراق نفيها لما مضى الى الحالي , ولام الامر مثل *لينفق ذو سعة من سعته* و لا الناهية مثل *لا تحزن عليهم* ومثلها (لا) للدعاء مثل:*لاتواخذنا ان نسينا او اخطانا* والفرق بين (لا) التي للنهي و التعي للدعاء هو كون (لا) اذا كانت صادرة من الاعلى لعبده او من تحته فهي نهي , وان كانت صادرة من الاسفل فهي دعاء ومثلها (لام) الامر ,وهذه الجوازم الاربعة حروف , ومعها جازمان اخران من الحروف وسننبه عليها بعد, وباقي الجوازم اسماء, ثم ان الجوازم التي سبقت لا تجزم الا فعلا واحدا اما ما ياتي منها فانه يجزم فعلين , وهذا هو ما اشار اليه الناظم بقوله في اخر البيت الثاني من الابيات السابقة واول الثالث الى تمام الربع (ثم. فعلين ان مهما ومن) الخ بمعنى ان الجوازم يوجد فيهامايجزم فعلين مثل (ان) و (مهما) نحو *ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف * *ان يشأ يرحمكم* و *مهما تاتنا به من اية لتسحرنا بها *الاية, ومثال (مهما) هنا لا يظهر فيه جزم الجواب لانه جملة , وجزمها معنوي فهي في محل جزم , وهي قوله سبحانه *فما نحن لك بمومنين* و (من) مثل *من يعمل سوءا يجز به* و (ما) مثل*وما تفعلوا من خير يعلمه الله*و (اين) فثي ظرف مكان مثل *اينماتكونوا يدرككم الموت* و (متى) فهي ظرف زمان مثل قول الشاعر:
ولست بحلال التلاع مخافة**ولكن متى يسترفد القون ارفد
والشاهد في الشطر الاخير و (انى) مثل قول الشاعر:
خليلي انى تاتياني تاتيا**اخا غير مايرضيكما لا يحاول
و الشاهد في الشطر الاول منه , وهي ظرف مكان , و (اي) معناها بحسب ما تضاف اليه وهي اسم , ومثال الجزم بها , اي شيء تفعله افعله معك , بجزك فعلين ,او:اي وقت تسافر اسافر انا و (حيثما) وهي ظرف مكان نحو: حيثما تذهب اذهب معك , ومثله قول الشاعر:
حيثما تستقم يقدر لك الله ** نجاحا في غابر الازمان
¥