و (اذما) وهي حرف عند سيبويه, وقال المبرد انها اسم , وهي بمعنى (ان) مثل قول الشاعر:
وانك اذ ما تاتي ما انت امر**به تلف من اياه تامر اتيا
و (اذا ما) مثلها.
فهذه هي جوازم الفعل المضارع , و الجوازم التي تجزم فعلين, الاول منها يسمى فعل الشرط والثاني يسمى فعل الجواب او الجزاء , ثم قال:
19 - فذي عوامل سماع عد طم**وتسعة فيها القياس منحتم
يعني ان الجزء السماعي من العوامل هو الذي تقدم ذكرع وعدده يساوي عدد نقط حروف (طم) بحساب الجمل , وهو تسعة و اربعون, و القسم الثاني من العوامل اللفظية هو العوام القياسية وهو تسعة و الى تعدادها اشار بقوله:
20 - فالفعل مطلقاان تم اونقص*يرفع وقد ينصب بنسخ اواخص
21 - كذاك اسم فاعل كفعله**واسم لمفعول ركب لجهله
يعني ان العوامل اللفظية القياسية ياتي في مقدمتها الفعل سواء كان فعلا تاما او ناقصا و الفعل التام هو الذي يكتفي بفاعله المرفوع , والناقص هو الذي لا يكتفي بمرفوعه , وغالبا ما يكون من اخوات كان مثل (فتيء) و (ليس) و (زال) , فلا يكتفي واحد منها بمرفوعه فيكون تاما , وقد لا يكتفي به فيكون ناقصا , وعلى كل حال فكل فعل يعمل الرفع للاسماء سواء كان تاما او ناقصا ,وقد يعمل النصب للاسماء على وجه النسخ بالابتداء مثل ظن و اخواتها , ومثل كان واخواتها في نصبها للخبر , وقد تنصب الافعال الاسماء على وجه انها مفاعيل لها على وحه ليس فيه نسخ للابتداء , وهذا هو معنى قول الناظم (وقد ينصب بنسخ او اخص).
ثم قال: ان من العوامل اللفظية القياسية اسم الفاعل ,فانه يعمل كعمل فعله بشرطين
احدهما:ان يكون بعيدا عن الدلالة على الماضي , بان يكون دالا على الحال او الاستقبال , والشرط الثاتي:ان يستند و يعتمدعلى شيء قبله يقربه من معنى الفعل , مثل الاستفهام, او النفي , او يكون صفة , او مسندا الى اسم اخر نحو: اقائم زيد , او: ماقام زيد الان او غدا.
ومن العوامل اللفظية القياسية كذلك:اسم المفعول ,فانه يعمل عمل الفعل المسند للمجهول نحو: مكره اخوه لا بطل , برفع (اخيه) على انه مفعول لم يسمى فاعله , فهو مرفوع بالنيابة عن فاعله, وشرط عمل اسم المفعول مثل شروط عمل اسم الفاعل تماما , وهي الدلالة على الحال او الاستقبال مع الاستناد على ما يقربه من الفعل , مثل الاستفهام او النفي او كونه صفة او مسندا الى اسم اخر , ومعنى قول الناظم (ركب لجهله) يعني ان اسم المفعول بمنزلة الفعل الذي جهل فاعله فانه يركب في اللفظ مع مفعوله و يرفع به من اجل فاعله
ثم قال:
22 - وصفة مشبهة بالفاعل**وافعل التفضيل ايضا قابل
23 - الحاق مصدر بفعل نقلوا**و الاسم ان اضيف جرا يعمل
24 - ونصب التمييزاسما انبهم**وما بمعنى الفعل يعطي ماارتسم
يعني ان الصفة المشبهة باسم الفاعل تعمل عمل الفعل الذي اشتقت منه , وهي من العوامل اللفظية القياسية , وهي تفترق مع اسم الفاعل بكومها تضاف لفاعلها في الاصل مع استحسان ذلك و اسم الفاعل ليس كذلك فاضافته الى فاعله علة غير مستحسنه , واسم الفاعل يكون من الفعل المتعدي و اللازم , والصفة المشبهةبه لا تكون غالبا الا من اللازم , وشروط اسم الفاعل التي اشترطت لعمله مشترطة في الصفة المشبهة به وقد تقدمت , الاانها هي لا تعمل في المستقبل بخلاف اسم الفاعل , وهي ترفع الفاعل و تنصب المفعول و تجر بالاضافة , ولها احكام كثيرة تراجع في المطولات.
ومن العوامل اللفظية القياسية (افعل) الدالة على التفضيل , و الغالب فيها انها ترفع الضمير في لغة جميع العرب مثل قولك:زيد افضل من عمرو, واما رفعها للاسم الظاهر ففيه خلاف بين العرب , وقد حكى سيبويه عن بعض العرب كونه يرفع الظاهر ولو لم يعاقب الفعل ,اما ان عاقب الفعل وكان في موضع لو ازيل منه وجيء بفعل مكانه لكان صالحا , فانه في هذه الحالة يرفع الظاهر بكثرة مثل ,مارايت رجلا احسن في عينيه الكحل منه في عين زيد, فالكحل مرفوع بافعل التفضيل على وجه القياس لانه هنا يمكن ان ينوب عنه الفعل فنقول: مارايت رجلا يحسن في عينيه الكحل كحسنه في عين زيد , وهي تجر بالاضافة.
¥