بمعنى الإخفاء فقال كلاما عجيبا!!
إن هذا ليس إخفاء، إنما هي ميم مظهرة مصاحبة للغنة ثم انتقلت إلى مخرج الباء بانطباق الشفتين ثم فتحها لأجل حركة الباء، لأن الحركات جزء من حروف المد، فقولك انطباق الشفتين في الميم ثم فتحها على باء كلام لا يستقيم، نحن لا نقول بزوال الميم ولكن بتبعيض مخرجها وما أقوله لك ليس من تلقاء نفسى , لقد فسر المرعشى هذا النص فقال " والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها فى الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهذا كإخفاء الحركة فى قوله "لا تأمنا" إذ ذلك ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها." أ. هـ.
فلا يقول بزوال الميم ولكن بتبعيض المخرج , وقوله " بتقليل الاعتماد على مخرجه " وهو ما نعنيه بالفرجة , إذ إن إطباق الشفتين والتلاصق من غير كز لا يخرج الميم من كونه بملامسة الشفتين فلا يوجد فيها تبعيض , وهذا ظاهر.
وأمام قول المرعشي وقف أصحاب الإطباق حائرين: أجاب بعضهم فقالوا هذا يدل علي عدم الكز " ولفساد هذا القول إليك نص ممن يقول بالإطباق وهو د غانم قدوري قال بعد نص المرعشي السابق:" ولا يبدوا الفرق جليا بين إخفاء الميم وإظهارها في كلام المرعشي السابق، مع تقديرنا لدقة تحليله ولا نكاد نجد تفسيرا لقوله في أول كلامه: إن إخفاء الميم هو إضعافها بتقليل الاعتماد علي مخرجها، فالناطق لا يحتاج إلي تكلف هذا النوع من الإخفاء حين ينطق الميم ساكنة قبل الباء، ويكفيه أن يضم شفتيه ويجري النفس من الخيشوم ..... " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ393
فكما تري وقف حائرا لأن النص واضح في تبعيض المخرج وهو ما نسميه بالفرجة، ولم يتعسف مثل البعض في تأويل النص.
.
, أقول إن لفظة إطباق فى مسألتنا خرجت عن أصلها بكلمة " إخفاء " فقد عرفت الإخفاء بأنه منزلة بين الإظهار والإدغام , ونحن نقول إطباقكم للشفتين هى شبيهة بميم مظهرة مصاحبة للغنة حيث يتحدا فى إنطباق الشفتين فلا فرق لمن أمعن النظر. وأنتم تضعون لفظة " بدون كز " وهذا ما تسمونه بأنه عمل بين الإظهار والإدغام , أقول: إن معانى الكز فى اللغة تدور حول " اليبس والقبض " ارجع إلى معاجم اللغة والتعريف الذى يخص الشفتين ينافى ما تذهبون إليه , قال فى المعجم الوجيز: " التكزز " إنطباق الفكين بتقلص العضلة الماضغة فيمتنع فتح الفم. أ. هـ. فإذا كان الكز يعنى امتناع فتح الفم , فنحن متفقون على الفرجة إذن.
ولكنكم لا تقصدون " بالكز " ما هو موجود فى اللغة بالطبع وسنقول إن نيتكم عدم الضغط على الشفتين , , تعال معى ننظر إلى قول المرعشى " هذا كإخفاء الحركة فى تأمنا " فهذا يعنى عدم كمال مخرج الميم كعدم كمال حركة النون فى " تأمنا " , فكيف يكون هناك إلصاق للشفتين بأى درجة كانت ثم تقولون: هذا معنى عدم كمال المخرج فهذا الكلام يشعر بلى عنق الأدلة فالكلام ظاهر لا يحتاج إلى توضيح ,
ما معنى تبعيض المخرج كتبعيض الحركة فى لا تأمنا فإن قلنا بإطباق الشفتين بدون " كزكم " فمن نظر إلى شفة من يقول بقولكم فلا يرى تبعيضاً فالشفتين مغلقتان تماماً وهذا ظاهر , وإن قلنا بفرجة بسيطة فهذا تبعيض للمخرج وهو الموافق لقول المرعشى , وقولنا أقرب إلى قول المرعشى وهذا واضح بأقل تأمل. ونحن لا نقول بزواله ولكن بتبعيضه وهذا يدل على عدم إلصاق الشفتين
وأعلم أن إخواني لن يستطيعوا أن يأتوا بتعريف الإخفاء ويطبقونه على هذه الغنة – بدون فرجة – فإذا كان الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ أراد أن يطبق الإخفاء على ما يقرءون به فأتى بعجيبة، فما بالك بمن هو دونه؟ ثم "إذا كان معظم من قرأ عليهم الشيخ أيمن رجعوا إلى هذا الإخفاء – بالفرجة – فكان أحرى بالشيخ أن يعود مثلهم، ثم ألم يكف هؤلاء أن انتشار القراءة وذيوعها في قطر من الأقطار مثل مصر " كافية فى الأخذ بهذا الوجه؟! فالتواتر عند القراء يخالف التواتر عند أهل الحديث، فالقراءة لها شروط في القبول كما هو معلوم ولكن في موضوعنا انتشاره يكفى، وهذا أصل التواتر عند القراء. لأنك إن طبقت تعريف التواتر عند المحدثين على القراء لم يستقم لك التواتر ولكان ذلك حديثا غريبا وهو من قسم الأحاد، لأن حفصا ثم عاصما، ثم عبد الله بن حبيب السلمي ثم ابن مسعود ثم النبي (صلى الله عليه وسلم) فتجد في كل
¥