تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي المسألة الثانية؛ سبب الخلاف هو احتمال اللفظ للقولين من جهة العموم والخصوص، كما أنّ من أسباب ذلك اختلافهم في زمن نزول الآية؛ هل هي مكية أو مدنية. وبيان ذلك في التنبيه الثالث

التنبيه الثالث: لمّا كان قول من قال: "إن المراد بالذين يقرأون الكتاب في الآية المؤمنون منهم" لا يتفق مع كون هذه السورة مكية؛ ذهب بعضهم إلى أن هذه الآية مدنية، وهي مما استثني من آيات هذه السورة. ولا شك أنّ هذا لا يقبل إلا بحجة بيّنة، واستثناء بعض الآيات من سورة مكية خلاف الأصل ([24]). قال ابن عاشور تعليقاً على أقوال من استثنى بعض الآيات من سورة يونس المكية: (وأحسب أن هذه الأقوال ناشئة عن ظن أن ما في القرآن من مجادلة مع أهل الكتاب لم ينزل إلا بالمدينة، فإن كان كذلك فظن هؤلاء مخطىء.) ([25])


([1]) أخرجه ابن جرير 15/ 202، وسبق الحكم على الإسناد إلى قتادة، والحديث مرسل كما هو ظاهر.

([2]) أخرجه ابن جرير 15/ 201.

([3]) جامع البيان 15/ 200 - 201، وبين النصين اختلاف في بعض مفردات.

([4]) أخرجه ابن جرير 15/ 201.

([5]) أخرجه ابن جرير كذلك 15/ 201. وفي إسناده الحسين بن الفرج: شيخ لا يعبأ بروايته، قال فيه ابن معين: "كذاب، صاحب سكر، شاطر ". والطبري يروي عنه كثيراً بإسناد مجهل: " حدثت عن الحسين بن الفرج". انظر تعليق شاكر على الأثر رقم 2719 في تفسير الطبري 3/ 408

([6]) مثل مشهور، يضرب لمن يتكل بكلام ويريد به شيئاً غيره. انظر قصة هذا المثل والأبيات التي جاء فيها في مجمع الأمثال للميداني 1/ 69 - 70.

([7]) معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق الزجاج 3/ 32.

([8]) تأويل مشكل القرآن ص272 - 274 وقد علق ابن قتيبة على هذا التأويل بقوله: (وهذا، وإن كان جائزاً حسناً، فإن المذهب الأول أعجب إلي؛ لأن الكلام اتصل حتى قال: ? أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ?. وهذا لا يجوز أن يكون إلا لرسول الله صلى الله عليه). ويقصد بالمذهب الأول: أن تكون المخاطبة لرسول الله r ، والمراد غيره من الشكاك. وهو ما اعتمده في تفسير غريب القرآن ص199.

([9]) أحكام أهل الذمة 1/ 12 - 15، وبدائع التفسير 2/ 410 - 414.

([10]) انظر جامع البيان 15/ 200 -

([11]) انظر المحرر الوجيز 7/ 217 - 218.

([12]) انظر التفسير الكبير 17/ 128 - 130.

([13]) ضعف الألوسي تفسير الشك بالضيق، وحكم عليه بأنه بعيد جداً. انظر روح المعاني 11/ 190.

([14]) انظر الجامع لأحكام القرآن 8/ 382 - 383.

([15]) ووافقه الألوسي على هذا الحكم. انظر روح المعاني 11/ 190.

([16]) انظر البحر المحيط 6/ 105 - 106.

([17]) سبق تخريجه قريباً.

([18]) تفسير القرآن العظيم 4/ 1772.

([19]) انظر التحرير والتنوير 11/ 284 - 285.

([20]) روح المعاني 11/ 190.

([21]) انظر الوسيط للواحدي 2/ 559.

([22]) انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/ 32 - 33، وقد نص على أن هذا القول أحسن الأقوال.

([23]) انظر الكشاف للزمخشري 2/ 203.

([24]) وهذا من الأصول المهمة في هذا الباب؛ فالسورة التي يثبت نزولها بمكة تكون جميع آياتها مكية، ولا يقبل الادعاء بأن شيئاً من آياتها نزل بالمدينة إلا بدليل يجب الرجوع إليه. والأمر كذلك السور المدنية. انظر قواعد التفسير للدكتور خالد السبت 1/ 77 - 78

([25]) التحرير والتنوير 11/ 78

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 - 06 - 05, 05:53 ص]ـ
وخلاصة القول في هذه المسألة هي ما ذكره الإمام ابن تيمية بقوله: (وبهذا يبين أن قوله تعالى: ? فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ? يتناول غيره، حتى قال كثير من المفسرين: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والمراد به غيره أي: هم الذين أريد منهم أن يسألوا لِمَا عندهم من الشك، وهو لم يرد منه السؤال إذ لم يكن عنده شك.
ولا شك أن هذا لا يمنع أن يكون هو مخاطبًا ومرادًا بالخطاب، بل هذا صريح اللفظ، فلا يجوز أن يقال: إن الخطاب لم يتناوله. ولأنه ليس في الخطاب أنه أمر بالسؤال مطلقًا، بل أمر به إن كان عنده شك، وهذا لا يوجب أن يكون عنده شك. ولا أنه أمر به مطلقًا، بل أمر به إن كان هذا موجودًا، والحكم المعلق بشرط عدم عند عدمه.) [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 16/ 325 - 326.]

ـ[أحمد فاطمي]ــــــــ[22 - 06 - 05, 11:54 ص]ـ
بارك الله فيك و نفع بعلمك

ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[31 - 07 - 07, 03:04 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بعلمك.
وما ذكرت من ترجيح شيخ الاسلام هل يفيد أن "الذين يقرأون الكتاب من قبلك"ليسوا اليهود والنصارى؟ أى لو أن مثلى قصد بها فيسأل الذين يقرأون الكتاب من قبله "السلف".
وما دلالة "فلا تكونن من الممترين"؟
وهل هناك دلالة للسياق؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير