تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المنهج التاريخي عند ابن عبدالحكم في كتابه فتوح مصر]

ـ[صالح العقل]ــــــــ[16 - 08 - 06, 08:14 ص]ـ

المنهج التاريخي عند ابن عبدالحكم في كتابه فتوح مصر


أسس المنهج التاريخي عند ابن عبدالحكم:

نتتبع أسس المنهج التاريخي في كتاب "فتوح مصر و المغرب" لابن عبدالحكم من خلال المصادر التي اعتمد عليها في مادة كتابه، و كيفية معالجة هذه المادة في ضوء ثقافته العلمية و خلفيته التاريخية:

1.مصادر تاريخ الفتوح:
و تأتي مصادر هذا الكتاب على نوعين:

أ- مصادر مباشرة:
يزيد من أهمية كتاب ابن عبدالحكم اعتماده في اغلب رواياته على المصادر المباشرة التي يشكل الرواة المصريون الغالبية منهم. فقد تلقى ابن عبدالحكم مادته الشفوية من خمسة و سبعين شيخا، ليسوا جميعا متساوين في درجة اعتماده عليهم، فمنهم من أكثر الأخذ عنه بصورة واضحة و منهم من أمده ببضعة أخبار و هناك طائفة كبيرة اكتفى ابن عبدالحكم برواية خبر واحد عن كل منهم. و من ابرز من نقل عنهم مباشرة:
- أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك بن مروان ت 212هـ
- عبدالله بن يزيد المقرئ ت 213هـ
- عثمان بن صالح السهمي ت 219هـ
- النضر بن عبدالجبار بن نصير ت219هـ
- يحيى بن عبدالله بن بكير ت 221هـ
- عبدالله بن صالح كاتب الليث بن سعد ت 223هـ
- سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري ت 226هـ
بالإضافة إلى ما تلقاه عن والده و عمن اخذ عن الليث بن سعد باعتباره احد كبار علماء مصر في القرن الثاني للهجرة، كذلك عمن اخذ عن عبدالملك بن مسلمة و عبدالله بن وهب ت 197هـ.

ب- مصادر غير مباشرة:
و تشكل في مجملها الروايات التي نقلت عن راوين لم يعاصرهم ابن عبدالحكم أمثال عبدالله بن لهيعة ت174هـ، و حيوة بن شريح، بالإضافة إلى مصادر مجهولة ل يعينها و اكتفى بالإشارة إليها بكلمة "قالوا".

2.معالجة المادة التاريخية في كتاب فتوح مصر و المغرب:

اتبع ابن عبدالحكم المنهج المتعارف عليه في المدرسة المصرية في القرن الثالث للهجرة، و هو المعروف بالإسناد الذي جرى عليه رواة الحديث. و هو ما ظل بعيدا عن نقد الرواية التاريخية ذاتها في موضوعها. فنجده يورد مختلف الروايات التي قيلت بصدد حادثة ما على ذمة راويها فلا ينقد ما تحمله من أخبار، مما سمح لبعض الأساطير أن تتسرب إلى مادة كتابه.

أما عن تصنيف مادة الكتاب فهو يتبع الترتيب الحولي حيث يصنف الأحداث وفق سنواتها، بادئا بتاريخ مصر قبل الإسلام و ما ورد فيه من أخبار و أساطير، ثم أحداث الفتح الإسلامي لها و تمصير المدن و توطين العرب و ما يتبع هذا و ذاك من مظاهر عمرانية حضارية تتبعها حتى عصره. و في هذه المواضيع يبدأ ابن عبدالحكم بإيراد موجز الحدث ثم يعقب على ذلك بما ورد فيه من روايات، مما يشكل تكرارا في عرض المادة، فتفقد الحادثة تماسكها و تواترها. و مما يعيب على هذا التصنيف الحولي هو تقسيمه للحادثة التاريخية التي تطول لعدة سنوات فتاتي مجزاة غير متكاملة العناصر و المحتوى.

منقول.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير