تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيخ العلامة عبد الله التركي يصدر أفضل طبعة لتفسير أبي عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري]

ـ[ابوفهد النجدي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 01:56 ص]ـ

برعاية الأمير بندر بن عبدالعزيز

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

* بقلم: الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التركي عضو هيئة كبار العلماء والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي:

فقد يسر الله سبحانه وتعالى بتوفيقه إصداراً جديداً لتفسير أبي عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، نزيل مصر، والمتوفى بها سنة 671هـ، في طبعة محققة.

ولا يخفى ما كتب لها الكتاب من القبول لدى المشتغلين بالعلم، فقد كثر نفعه، ووسع انتشاره عامة المكتبات الإسلامية الخاصة، فضلاً عن العامة، ولا يكاد يستغني عنه طالب متدرج، ولا باحث محقق، ولا عالم متوثق.

وقبل الكلام عن مزايا هذه الطبعة من المناسب التعريف بهذا الديوان العظيم على سبيل الوجازة.

وعنوان الكتاب يعطي شيئاً من الدلالة على مضمونه، فهو - كما سماه مصنفه رحمه الله - (الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنّة وآي الفرقان).

فهو بذا كتاب جمع الأحكام الشرعية المستفادة من نصوص كتاب الله تعالى، غير أن المصنف لم يقتصر فيه على استنباط الأحكام الفقهية الخاصة ببيان الحلال والحرام في الأعيان والأفعال، والصحيح والفاسد في العبادات والمعاملات، بل تجاوز ذلك إلى أوسع مما تضمنته كلمة (الأحكام) من معنى، فأورد فيه عن كل مسألة لها صلة بدين الله تعالى، كمسائل أصول الدين ومتعلقات الإيمان، والآداب الشرعية، والأخلاق والفضائل، وأصول الفقه، ونحو ذلك من الأبواب التي يكشف عنها الفهرس الخاص بموضوعات الكتاب.

وليس كتاب القرطبي كغيره من الكتب التي صنفت تحت عنوان (أحكام القرآن)، في تناول آيات الأحكام دون غيرها، فقد استوعب الجامع لأحكام القرآن جميع آي الكتاب العزيز، فهو تفسير شامل كامل غير أن منصفه خص أحكام القرآن بالتفصيل، فبنى كتابه عليها.

وقدم القرطبي لتفسيره بمقدمة ضافية، بسط فيها الكلام على فضائل القرآن الكريم، والترغيب فيه، وفضل متعلمه وقارئه ومستمعه، والعامل به، وآداب تلاوته وحملته، وما ينبغي لهم من تعظيمه وحرمته، وغير ذلك من العلوم والآداب التي تتعلق بحفظ كتاب الله في الصدور، وكتابته في المصاحف، مما لا غنى لطالب العلم عنه.

ثم شرع في التفسر بادئاً بالاستعاذة، فالبسلمة، فالفاتحة ..

وطريقته رحمه الله في التفسير: أن يذكر الجملة من نظم الكتاب العزيز التي يريد الكلام عليها؛ فيجمعها كالترجمة الموضوعية. وقد تضم تلك الجملة آية واحدة أو أكثر حسب ما يقتضيه المعنى من الاتصال والانفصال. ثم يرسم المباحث التي اشتمل عليها ذلك النص في عدد من المسائل يسميها، قد تقل وقد تكثر، فتبلغ أحياناً أكثر من ثلاثين مسألة، وبعضها جاوز الأربعين كما في آية اليمين: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} (89) سورة المائدة، فقد رسم فيها سبعاً وأربعين مسألة، وآية الدين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} (282) سورة البقرة، فقد رسم فيها ثنتين وخمسين مسألة.

ثم يبدأ فيبين ما في السورة أو الآية من فضل، بعد ذلك يذكر أسباب النزول، ثم يبين ما في الألفاظ من وجوه القراءات والإعراب والمعاني اللغوية، معتمداً في ذلك على ما صنفه أئمة اللغة في معاني القرآن وغريبه، كأبي إسحاق الزجاج، وأبي جعفر النحاس، وأبي بكر ابن الأنباري، وأبي الحسن الأخفش، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، والكسائي، والقراء، وغيرهم.

بعد ذلك يأتي على معنى الآية وما فيها من التأويل لأهل العلم بالتفسير من الصحابة والتابعين، ويعتمد في نقل أقوالهم على الأئمة المصنفين في التفسير بالمأثور، وفي مقدمتهم أبو جعفر بن محمد بن جرير الطبري. واستكثر من النقل عن أبي محمد عبدالحق بن أبي بكر الشهير بابن عطية، الغرناطي (ت 546هـ) في تفسيره المسمى: (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) الذي يعد في جملة التفاسير بالمأثور.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير