تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فوائد من كتاب (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي) لمحمود الطناحي]

ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 08 - 06, 11:02 م]ـ

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله

هذه فوائد متناثرة من كتاب (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي) للعلامة محمود الطناحي رحمه الله.

أسأل الله تعالى أن تحصل بها الفائدة المرجوة.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 08 - 06, 11:08 م]ـ

ذكر المؤلف - رحمه الله - شيئا من تاريخ التأليف في موضوع تحقيق التراث، فقال (ص 6 - 7):

(من تمام الفائدة أن أشير إلى من كتبوا في فن تحقيق النصوص. فأول من ارتاد الطريق شيخنا الأستاذ عبد السلام هارون، في كتابه '' تحقيق النصوص ونشرها''، وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1374 هـ = 1954 م، وهو كما قال بحق: '' أول كتاب عربي في هذا الفن يوضح مناهجه ويعالج مشكلاته''. وكان المستشرق الألماني برجستراسر قد ألقى محاضرات في أصول نقد النصوص ونشر الكتب على طلبة قسم اللغة العربية – الدراسات العليا – بكلية الآداب (جامعة القاهرة) سنة 1931 – 1932 م، ولكن هذه المحاضرات لم تطبع إلا عام 1969م، بدار الكتب المصرية، بعناية الدكتور محمد حمدي البكري. ثم كتب الدكتور صلاح الدين المنجد، في ذلك شيئا نشره في العدد الثاني من مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة، ثم نشره بعد ذلك مستقلا ببيروت. وتحدثت الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) في المبحث الثالث، من كتابها ''مقدمة في المنهج'' عن توثيق المخطوطات والمصادر، وتحقيق المتن، ودراسة النص. وتكلم الدكتور شوقي ضيف، في الفصل الثالث من كتابه ''البحث الأدبي'' على التوثيق والتحقيق. والجديد في هذا البحث – كما يقول الصديق الدكتور أحمد مطلوب – '' أن المؤلف استفاد من تجاربه في تحقيق الكتب، وضرب الأمثلة من كتبه، وبذلك كان أكثر دقة ممن لم يعانوا مصاعب التحقيق''. وأخرج الدكتور نوري حمودي القيسي والدكتور سامي مكي العاني كتاب '' منهج تحقيق النصوص ونشرها''، واعتمدا على القواعد العامة التي وضعها السابقون، وعلى تجاربهما في هذا الميدان. وكان المرحوم الدكتور مصطفى جواد، قد ألقى سنة 1965م، على طلبة الدراسات العليا (دائرة اللغة العربية) بجامعة بغداد، محاضرات في تحقيق النصوص، وقد قام أحد طلابه النجباء، وهو الأستاذ عبد الوهاب محمد العدواني بنشرها، في مجلة المورد البغدادية – العدد الأول من المجلد السادس، 1397 هـ = 1977م، بعنوان '' أمالي مصطفى جواد في فن تحقيق النصوص''. راجع '' نظرة في تحقيق الكتب – علوم اللغة والأدب'' للدكتور أحمد مطلوب. مجلة معهد المخطوطات. المجلد الأول – العدد الأول. الكويت 1402 هـ - 1982م. ثم كتب الدكتور عبد الهادي الفضلي، كتابا في هذا الفن، نشره منذ سنتين بجدة، بعنوان: تحقيق التراث.)

قلت: يمكن استدراك جماعة ممن ألفوا في هذا الموضوع بعد هذا التاريخ ..

ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 08 - 06, 11:48 م]ـ

- قال في ص 8 - 9:

( .. وليت الأمر وقف عند حد جهالة الطلبة بفرق ما بين الطبعات، بل إنه تعداه إلى ما هو أكثر فظاعة وأشد نكرا، وهو ما تراه من تلك المذكرات والمختصرات التي يمليها أساتذة الجامعات على طلبتهم، أو يطبعونها ويضعونها بين أيديهم، ويكون ذلك هو سبيلهم الوحيد لتحصيل العلم والمعرفة، وبذلك حيل بين طلبة العلم وبين الكتاب القديم بمرة واحدة، وضرب بينهم وبين جهود الأقدمين بسور له باب، ظاهره الرحمة بهم والتيسير عليهم، وباطنه التضييق عليهم وتفريغ عقولهم. ولم يبق للطلبة من معرفة بالكتب ومدارستها إلا باب الدراسات العليا، وهو باب ضيق كما عرفت.

وحتى هؤلاء الذين وصلوا إلى الدراسات العليا، وسلكوا سبيلها، لم يتح لهم أن يتصلوا بالمكتبة العربية، ذلك الاتصال الواعي، الذي يعينهم على جمع مادتهم العلمية من أوثق مصادرها وأضبطها. ولن يتم هذا إلا بمعرفة مسار التأليف العربي، وإذراك العلائق والوشائج بين فنون التراث المختلفة، ثم بين المصنفات داخل الفن الواحد.

ولم يحدث هذا، وإنما شغل طلبة الدراسات العليا بذلك الحديث العام الغامض، عن التفكير الموضوعي، ومناهج البحث العلمي، والفرق بين المنهج التأريخي، والمنهجح الوصفي، والمنهج المعياري، والمنهج الاستردادي، والعمق في التناول، والبعد عن الأفكار المسطحة، وما تبع ذلك من ألفاظ: المعاناة، وتعصير (1) التراث، إلى آخر هذه القائمة التي يصدق عليها ما قاله ابن الطراوة الأندلسي، في وصف تآليف أبي علي الفارسي النحوي: (ترجمة تروق بلا معنى، واسم يهول بلا جسم) (2).

وصارت غاية طالب الدراسات العليا، أن يستظهر هذه المصطلحات، ويديرها في فمه، ثم يحسن استحضارها، ويلقي بها في وجه من يخالفه أو ينقده، أما قراءة كتاب واحد قديم من أوله، والأخذ فيه إلى نهايته، فهذا مما لم يخطر له على بال.

---

(1) أي جعله معاصرا. وهذه الألفاظ إنما جرت على أفواه أحلاس المقاهي من زعانف الأدباء ثم انتقلت إلى درس الأدب في الجامعات، وصار لها هناك مكان ومكانة.

(2) انظر: ابن الطراوة النحوي ص88، للدكتور عياد الثبيتي. ولا يخفى أن أبا علي أجل مما قاله فيه ابن الطراوة، ولكني استجدت عبارته، إذ كانت مطابقة لحال القوم.

قلت: من عاشر القوم علم أن العلامة الطناحي لم يَحِد عن وصف حقيقة حالهم قيد أنملة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير