11 - وجاء في نهح البلاغة،كتاب علي رضي الله عنه إلى الأمصار يذكر فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين (وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله، والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، والأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء) [42].
إن علياً رضي الله عنه لم يكفر أحداً ممن قاتله حتى ولا الخوارج، ولا سبا ذرية أحد منهم، ولا غنم ماله، ولا حكم في أحد ممن قاتله بحكم المرتدين كما حكم أبو بكر وسائر الصحابة في بني حنيفة وأمثالهم من المرتدين، بل كان يترضى. عن طلحة والزبير وغيرهما ممن قاتلهم، ويحكم فيهم وفي أصحاب معاوية ممن قاتلهم بحكم المسلمين، وقد ثبت بالنقل الصبحيح أن مناديه نادى يوم الجمل لايتبع مدبر، ولا يجهز على جريح ولا يغنم مال [43]. واستفاضت الآثار أنه كان يقول عن قتلى معاويه: إنهم جميعا مسلمون ليسوا كفارا ولا منافقين [44]. وهذا ثبت بنقل الشيعة نفسها، فقد جاء في كتبهم المعتمده عندهم (عن جعفر عن أبيه أن عليا - عليه السلام - لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه يقول: هم بغوا علينا) [45].
ثالثا: - علي رضي الله عنه يذم الذين ادعوا التشيع له وخالفوا أوامره من شيعة الكوفة:
وقد وردت في نهج البلاغة نصوص كثيرة نذكر بعضها:
1 - (لو ددت أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم، يا أهل الكوفة منيت منكم بثلاث واثنتين صمٌ ذوو أسماع وبكم ذوو كلام وعمي ذوو إبصار) [46].
2 - وفي النهج قوله: (اللهم إني مللتهم وملوني وسئمتهم وسئمونى فأبدلني بهم خيرا منهم، وأبدلهم بي شرا مني .... ) [47].
3 - وفي النهج قوله يذم أهل الكوفة: (يا أشباه الرجال ولا رجال! حلوم الأطفال، وعقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة - والله - جرَّت ندماً، وأعقبت سدما. قاتلكم الله لقد ملأتم قلي قيحا، وشحنتم صدري غيظا، وجرعتمونى نغب التًّهمَام أنفاساً، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان) [48].
إن سيرة علي رضي الله عنه وأفعاله وأقواله الثابتة عنه تختلف عن أقوال وأفعال بعض المدعين محبته، لقد خالفوا أوامره حتى قال فيهم مثل هذا الكلام مرات عدة، ولا زال المدعون التشيع له يفعلون ما يغضب علي، وهو براء مما يفعلون.
رابعا: - علي رضي الله عنه ينهى عن الغلو:
1 - وفي نهج البلاغة: (وقال علي رضي الله عنه بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، مخاطبا إياه: لولا أنك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الشؤون) [49].
2 - وذكر في نهج البلاغة أيضا أن عليا رضي الله عنه قال: (من ضرب يده على فخذه عند مصيبته حبط أجره) [50].
قال تعالى: {والصابرين في السراء والضراء وحين البأس}. وقال تعالى: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنالله وإنا إليه رأجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
هل أئمة الشيعة يرضون ويقبلون ما يفعله عوام والمنتسبون للعلم منهم؟؟ وهل الأئمة أمروا بالأحزان في أيام عاشوراء وغيرها؟
3 - وجاء فى نهج البلاغة أن علي بن أبي طالب قال: (وسيهلك في صنفان: محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق، وخير الناس في حالا النمط الأوسط فالزموه، والزموا السواد الأعظم بأن يد الله على الجماعة، وإياكم وا لفرقة) [51].
4 - وجاء في نهج البلاغة - ما يخالف، اعتقادهم في عصمة الأئمة - حيث قال أمير المؤمنين -كما يروي صاحب النهج: (لا تخالطوني بالمصانعة، ولاتظنوا بي استثقالا في حق قيل لي، ولا التماس إعظام النفس، بأنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي) [52]. وفي نهج البلاغة أيضا كان علي رضي الله عنه يوصي ابنه الحسن رضي الله عنه حيث قال: ( ..... فإن أشكل عليك من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنك أول ما خلقت جاهلا ثم علمت وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحير فيه رأيك ويضل فيه بصرك ثم تبصره بعد ذلك) (نهج
¥