تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نحن، أنتم، علينا، عليكم!!).تأمل معي كذلك في زمننا أحد الأخوة يقول:ما ذهبنا نناقش في موضوع زواج أحد الأقارب، لما جلسنا مع الرجل وأبيه كان نقاش عجيب قال حتى إن أباه قال: البيبسي على من؟!! فقال له لأخ مستغرباً لمثل هذه الشروط الببسي على من؟!! قال: لا بد لكل شيء من أن يكون واضحاً! قال ربيعة: فأخذنا الكبش أنا وأناس من أسلم فذبحناه وسلخناه وطبخناه، فأصبح عندنا خبز ولحم، فأولمت ودعوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فلو قلنا ما علاقة هذه القصة بموضوعنا الأصلي؟ وهو كيف يتعامل الإخوان مع بعضهم إذا حصل بينهم سوء تفاهم، واختلاف في أي أمر من الأمور؟! وكيف يمكن تدارك الخطأ، وطلب المسامحة والاعتذار؟ فنقول: إنه جاء في القصة هذه أن ربيعة الأسلمي قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أعطاني أرضاً بعد الزواج، جاءه الخير وفتح الله عليه ([9])، وأعطاني أبو بكر أرضاً وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة. (المشكلة إذا جاءت الدينا!!) ويبدوا أن بعض الشراح قال: إن كلمة (أعطاني) خطأ من بعض النساخ وأن الصحيح (أعطاني أرضاً وأعطى أبو بكر أرضاً) فقلت أنا: هي في حدي وقال أبو بكر: هي في حدي .. فكان بيني وبين أبي بكر كلام فقال: أبو بكر كلمة كرهها وندم أثناء المحاورة. فقال لي يا ربيعة: رد علي مثلها حتى تكون قصاصاً، فالآن أبو بكر - رضي الله عنه - قال كلمة في الحوار غليظة فندم مباشرة على أن قالها. وهذه هي العظمة في هذا الشخصية المباركة أنه ندم على الكلمة فوراً، وفي مثل هذه الحالة الكلمة قد خرجت منه ولكن ما هو الحل؟ قال أبو بكر لربيعة الأسلمي: رد علي مثلها حتى تكون قصاصاً. أي يقول له اقتص مني فقل لي مثلما قلت لك، فمثلاً لو قلت لك: يا غبي! فلا بد أن تقول لي يا غبي، حتى تصير قصاصاً واحدة بواحدة، ولو قلت لك:يا طماع فلابد أن تقول لي يا طماع، فتصير واحدة بواحدة. فأبو بكر يصر على القصاص؛ لأن القصاص في الدنيا أهون من القصاص في الآخرة. قال ربيعة قلت: لا أفعل، فقال أبو بكر: لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله – صلى الله عليه وسلم- اشتكيت فقلت: ما أنا بفاعل، قال: ورفض الأرض – أي أبو بكر ترك العذق – وقال: خذ النخلة وترك الأرض التي فيها العذق المتنازع عليه- تركها لربيعة تكرماً منه- وبقيت الكلمة التي أسأته والتي قالها لأخيه هي المشكلة الوحيدة؛أما الأرض فتركها لربيعة وانطلق أبو بكر - رضي الله عنه- إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- قال ربيعة: وانطلقت أتلوه - يعني أتبعه- فجاء ناس من أسلم من قبيلة ربيعة الأسلمي فقالوا لي: رحم الله أبا بكر في أي شيء يستعدي عليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو قال لك ما قال؟! يعني يشتكيك على ماذا؟ وهو المخطئ؟!! فقلت: أتدرون ما هذا؟ هذا أبو بكر الصديق، هذا ثاني اثنين، وهذا ذو شيبة المسلمين، إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب، فيأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيغضب لغضبه، فيغضب الله - عز وجل- لغضبهما فيهلك ربيعة!، قالوا: ما تأمرنا؟ قال: ارجعوا، جاءوا لينصروا صاحبهم فقال لهم ارجعوا. قال: فانطلق أبو بكر - رضي الله عنه- إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فتبعته وحدي - بدون جماعة- حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم- فحدثه الحديث كما كان، فرفع إلي رأسه - صلى الله عليه وسلم- فقال لي: يا ربيعة مالك وللصديق؟! قلت: يا رسول الله كان كذا وكذا، قال لي كلمة كرهها فقال لي: قل كما قلت حتى يكون قصاصاً فأبيت فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"أجل فلا ترد عليه، ولكن قل غفر الله لك يا أبا بكر" فقلت: غفر الله لك يا أبا بكر، قال الحسن: فولى أبو بكر - رضي الله عنه- وهو يبكي" ([10]).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير