المبارك بن المبارك بن سعيد ابن الدهان أبو بكر الضرير النحوي المعروف بالوجيه من أهل واسط، قدم بغداد مع أبيه في صباه فأقام بها إلى أن مات
وكان الوجيه قد التزم سماحة الأخلاق وسعة الصدر، فكان لا يغضب من شيء ولم يره أحد قط حردان وشاع ذلك عنه، وبلغ ذلك بعض الحرفاء
فقال: ليس له من يغضبه ولو أغضب لما غضب وخاطروه على أن يغضبه،
فجاءه فسلم عليه، ثم سأله عن مسألة نحوية،
فأجابه الشيخ بأحسن جواب ودله على محجة الصواب
فقال له: أخطأت،
فأعاد الشيخ الجواب بألطف من ذلك الخطاب، وسهل طريقته وبين له حقيقته
فقال له: أخطأت أيها الشيخ، والعجب ممن يزعم أنك تعرف النحو ويهتدي بك في العلوم، وهذا مبلغ معرفتك?
فلاطفه وقال له: يا بني لعلك لم تفهم الجواب، وإن أحببت أن أعيد القول عليك بأبين من الأول فعلت،
قال له: كذبت، لقد فهمت ما قلت، ولكن لجهلك تحسب أنني لم أفهم،
فقال له الشيخ وهو يضحك: قد عرفت مرادك ووقفت على مقصودك، وما أراك إلا وقد غلبت، فأد ما بايعت عليه، فلست بالذي تغضبني أبداً.
وبعد يا بني فقد قيل: إن بقة جلست ظهر فيل فلما أرادت أن تطير قالت له: استمسك فإني أريد الطيران،
فقال لها الفيل: والله يا هذه ما أحسست بك لما جلست، فكيف استمسك إذا أنت طرت? والله يا ولدي ما تحسن أن تسأل، ولا تفهم الجواب، فكيف أستفيد منك?
اسم الكتاب: معجم الأدباء
(إنما يخرج الدجال)
من دجل البعير طلاه بالقطران طلياً كثيفاً سمي به لستره الحق بباطله أو من دجل الشيء طلاه بالذهب موهه به لتمويهه على الناس أو من دجل في الأرض إذا ضرب فيها لكونه يطوفها كلها في أمد قليل أو من الدجل وهو الكذب وهو أعور كذاب (من غضبة) أي لأجل غضبة يتحلل بها سلاسله (يغضبها)
قال الطيبي: قيل يغضبها في محل صفة غضبة والضمير للغضبة وهو في محل نصب على المصدر أي أنه يغضب غضبة فيخرج بسبب غضبه والقصد الإشعار بشدة غضبه حيث أوقع خروجه على الغضبة وهي المرة من الغضب ويحتمل جعله مفعولاً مطلقاً على رأي من يجوز كونه ضميراً.
% - (حم م) في الفتن (عن حفصة) بنت عمر استشهد عنها خنيس بن حذافة السهمي يوم أحد ماتت سنة إحدى وأربعين أو غيرها ولم يخرجه البخاري
اسم الكتاب: فيض القدير
(حدّثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ. حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: لَقِيَ ابْنُ عُمَرَ ابْنَ صَائِدٍ فِي بَعْضِ سكك المَدِينَةِ. فَقَالَ لَهُ قَوْلاً أَغْضَبَهُ. فَانْتَفَخَ حَتَّى? مَلأَ السِّكَّةَ. فَدَخَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى? حَفْصَةَ وَقَدْ بَلَغَهَا. فَقَالَتْ لَهُ: رَحِمَكَ اللّهُ مَا أَرَدْتَ مِنِ ابْنِ صَائِدٍ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: «إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا».
اسم الكتاب: صحيح مسلم
وقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضب فليسكت يدل على أن الغضبان مكلف في حال غضبه بالسكوت فيكون حينئذ مؤاخذة بالكلام وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر من غضب أن يتلافى غضبه بما يسكته من أقوال وأفعال وهذا هو عين التكليف له بقطع الغضب فكيف يقال إنه غير مكلف في حال غضبه بما يصدر منه.
وقال عطاء بن أبي رباح ما أبكى العلماء بكاء آخر العمر من غضبة يغضبها أحدهم فيهدم عمر خمسين سنة أو ستين سنة أو سبعين سنة ورب غضبة قد أقحمت صاحبها مقحما ما استقاله خرجه ابن أبي الدنيا.
ثم إن من قال من السلف إن الغضبان إذا كان سبب غضبه مباحا كالمرض أو السفر أو الطاعة كالصوم لا يلام عليه إنما مراده أنه لا إثم عليه إذا كان مما يقع منه في حال الغضب كثيرا من كلام يوجب تضجرا أو سبا ونحوه كما قال صلى الله عليه وسلم إنما أنا بشر أرضى كما يرضي البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما مسلم سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة.
اسم الكتاب: جامع العلوم والحكم
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=342897
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[14 - 02 - 07, 07:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
تفسير ابن عرفه لغضب الله فيه تأويل و تحريف.
أنه الإنكار و العقاب!
فلينتبه له.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[14 - 02 - 07, 08:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
تفسير ابن عرفه لغضب الله فيه تأويل و تحريف.
أنه الإنكار و العقاب!
فلينتبه له.
ارجو التوضيح ..
هل في تفسير ابن عرفة .. في قوله (وأَما غَضَبُ الله فهو إِنكاره على من عصاه، فيعاقبه) تأويل و تحريف؟
وما هو الصواب؟ اي ما يجب ان يقال في غضب الله على عصاته؟
ـ[ابن حسن الصيرفي]ــــــــ[16 - 02 - 07, 05:18 م]ـ
بارك الله فيكم،موضوع مفيد من أوله لأخره،
قصد أخينا أبي فالح عبد الله أن الواجب أن يقال،:: والله يغضب غضبا يليق بجلاله وجبروته ـ أعاذنا الله من غضبه ـ وهي صفة فعليه له سبحانه، يغضب إذا وجد المقتضى لغضبه، كما قال سبحانه:" فلما آسفونا انتقمنا منهم"، فآسفونا هنا معناها أغضبونا،
وليس يقال أن غضبه أنكاره على من عصاه، ففرق في المعنيين، وحتى في التأثير على الإنسان.
والله أعلم،
وهي لفتة جميلة من أبي فالح،
¥