مناظرةٌ بين العقل و الحلم، يرويها العلامة الشنقيطي.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[21 - 02 - 07, 12:18 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و بعد.
قرأت في الكتاب الماتع (العذب النمير من مجالس التفسير) أبياتاً
نقلها الشيخ العلامة محمدالأمين الشنقيطي
عن بعض الأدباء؛ في حاشية الجزء الأول منه.
هذه الأبيات مناظرة بين العقل و الحلم، و هي:
حلمُ الحليمِ وعقلُ العاقلِ اختلفا ** مَن ذا الذي منهما قد أكملَ الشَّرفا
فالعقلُ قال: أنا أحرزتُ غايتَهُ ** لأنَّني بيَ ربُّ الناسِ قد عُرِفا
فأفصحَ الحلمُ إفصاحاً و قال له: ** بأيِّنا اللهُ في تنزيلهِ اتَّصفا؟
فبانَ للعقلِ أنَّ الحلمَ سيِّدُهُ ** فقبَّلَ العقلُ رأسَ الحلمِ و انصرفا
مناظرتهما جميلة ..
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[21 - 02 - 07, 12:58 ص]ـ
و الظاهر أنَّ الناظم فيه أشعرية، فالربُّ سبحانه لم يعرف بالعقل وحده!
معرفة الله حاصلة بالفطرة لأنه من أعرف المعارف، و بالشرع فلأجلها أرسل الرسل و أنزل الكتب، و بالعقل تزيد هذه المعرفة و تقوى، وذلك بالنظر و التفكر في خلقه و بديع صنعه.
ـ[طالب شريف]ــــــــ[21 - 02 - 07, 01:27 ص]ـ
و الظاهر أنَّ الناظم فيه أشعرية، فالربُّ سبحانه لم يعرف بالعقل وحده!
جزاكم الله خيراً على الفوائد.
ولكن ما الذي دلَّ على الحصر في قوله:
فالعقلُ قال: أنا أحرزتُ غايتَهُ ** لأنَّني بيَ ربُّ الناسِ قد عُرِفا
؟
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[21 - 02 - 07, 02:18 ص]ـ
بارك الله فيك.
التعليل يفيده بوضوح، فكأنه تمدّح بما هو خاصٌّ به .. !
ألا تراه ادعى غاية الشرف.
ولا يمكنه التمدح بما يشترك فيه غيرُهُ معه، فلا مزية له حينئذ.
ـ[صخر]ــــــــ[21 - 02 - 07, 10:36 ص]ـ
حفظتها ب"علم العليم" بدل "الحلم" فهل من مفيد؟
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[22 - 02 - 07, 01:58 ص]ـ
هلا أفدتنا بمصدرك أخي الفاضل؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 02:31 ص]ـ
وأنا أيضا حفظتها هكذا من مشايخي (علم العليم)، ولم أقرأها في كتاب.
ثم بحثت فوجدتها في (إعانة الطالبين) للبكري بلفظ (علم العليم)
فيبدو أنها من نظم بعض المتأخرين جدا؛ لأنني لم أجدها في الموسوعة الشعرية.
والله أعلم
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 08:49 ص]ـ
وأنا كذلك حفظتها علم العليم وهي كذلك في حواشي بعض المتأخرين كالباجوري الشافعي.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[23 - 02 - 07, 05:44 م]ـ
الأخوة الأفاضل: حنبلي، صخر، أبو مالك العوضي، الحنبلي السلفي.
جزاكم الله خيراً و شكراً لمروركم.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[23 - 02 - 07, 06:20 م]ـ
و ما أثرتموه جدّد لي تساؤلاً طالما روادني و ضايقني .. أود طرحه للمناقشة.
فأقول: بقطع النظر عن هذه الأبيات المنقولة في المشاركة .. فإن كتاب العذب النمير (و أصله دروس الشيخ محمد الأمين الصوتية في التفسير) ملآنُ بالشواهد الشعرية المتنوعة القديمة و الحديثة ..
و المطالع فيه يلحظ ثروة شعرية هائلة ما بين شعر إسلامي و جاهلي و مولد ... وقد نقرأ أحياناً اختلافاً في الرواية لهذه الأبيات المنقولة بخاصة إذا كانت من قبيل الشواهد التي تعوّد الناس على سماعها و حفظها.
و اختلاف الروايات في الشعر لا جديد فيه وما هو بغريب، فالنسخ تختلف و الرواة يختلفون أحياناً.
و لكن المزعج في الحقيقة:
هو عندما يتجاهل المحقق أو المعتني بالطبع هذه الحقيقة الواضحة، فيتجرأ على التصرف في الشواهد و الأشعار بدعوى: (إنها خلاف ما في المطبوع) أو (هذه اللفظة لم ترد في ديوان الشاعر)!!!
و من عجائب ما وقفتُ عليه، أن الإخوة المعتنين بتفريغ الأشرطة غيّروا الرواية التي حكاها الشيخ -في أحد الأبيات- بلفظة توافق المطبوع تصويباً ... لكن الوزن ينكسر بها بشكل قبيح!
هل هذا هو علم التحقيق الحديث و تصحيح النسخ .. ؟
فما قدسيةُ مطبوعاتِ الدواوين هذه؟! التي تجعلنا نطرح الرواية الشفهية من أجلها؟
مع كونها غير مأمونة التحريف و التصحيف من النساخ و الناشرين النصارى ..
و من باب البيان أنبه على أمرٍ أهم؛ يغفل عنه البعض:
أن بلاد شنقيط و التكرور و المغرب العربي إلى عهد قريب .. الرواية العلمية لم تنقطع أسانيدها عندهم.
و أن تلك المجتمعات العلمية كانت تتلقى العلم تلقياً كابرا عن كابر .. فالدواوين محفوظة إلى من كان يرويها مصححة متقنة مضبوطة من جهة العلماء في العربية.
فالتقميش كان ديدنهم .. يعرف هذا من اخلتط بالقوم، و سمع أخبارهم.
إذاً لما يأتي عالمٌ مثل الشنقيطي برواية ما لأحد الشواهد الشعرية تخالف المعهود، ينبغي أن يُعضّ عليها حفظاً و تدويناً و درساً .. لا أن نقوم بطمسها و موحها بدعوى التصحيح و ادعاء الذكاء في التحقيق.
بل إن لأبيات ألفية ابن مالك روايات تناقلها العلماء .. هي كلها في نطاق العلم و الدرس.
و لا أريد أن يفهم أحد من كلامي أن العالم إذا أخطأ و تفرد عن بقية العلماء أن نأخذ بقوله مسلّمين .. فهذا موضوع آخر.
و إنما بحثنا في دراية اختلاف الأوجه المروية للشواهد و العناية بها، كما كان يفعل الإمام السكري بتراثنا النفيس.
فهل من تعقيب؟ بارك الله فيكم
¥