وَالثَّالِثُ يَخْرُجُ مِمَّنْ تَكَلَّمَ بِهِ مُكْرَهًا وَإِنْ كَانَ عَالِمًا بِمَعْنَاهُ. الْقِسْمُ الثَّالِثُ: مَنْ تَوَسَّطَ فِي الْغَضَبِ بَيْنَ الْمَرْتَبَتَيْنِ, فَتَعَدَّى مَبَادِئَهُ, وَلَمْ يَنْتَهِ إلَى آخِرِهِ بِحَيْثُ صَارَ كَالْمَجْنُونِ, فَهَذَا مَوْضِعُ الْخِلافِ, وَمَحَلُّ النَّظَرِ, وَالأَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ تَدُلُّ عَلَى عَدَمِ نُفُوذِ طَلاقِهِ وَعِتْقِهِ وَعُقُودِهِ الَّتِي يُعْتَبَرُ فِيهَا الاخْتِيَارُ وَالرِّضَا, وَهُوَ فَرْعٌ مِنْ الإِغْلاقِ كَمَا فَسَّرَهُ بِهِ الأَئِمَّةُ انْتَهَى.
مطالب أولى النهى فى شرح غاية النتهى
سير من حياة العلماء
حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن مسلم قال: قال ابن عباس: كان قاض في بني إسرائيل فحضره الموت فقال: من يقوم مقامي على أن لا يغضب؟
قال: فقال رجل: أنا، فسمي ذا الكفل،
قال: فكان ليله جميعاً يصلي، ثم يصبح صائماً فيقضي بين الناس، قال: وله ساعة يقيلها،
قال: فكان كذلك، فأتاه الشيطان عند نومته، فقال له أصحابه: ما لك؟
قال: إنسان مسكين له على رجل حق، وقد غلبني عليه،
قالوا: كما أنت حتى يستيقظ، قال: وهو فوق نائم،
قال: فجعل يصيح عمداً حتى يوقظه،
قال: فسمع، فقال: مالك؟
قال إنسان مسكين له على رجل حق،
قال: فاذهب فقل له يعطيك،
قال: قد أبى،
قال: اذهب أنت إليه،
قال: فذهب ثم جاء من الغد فقال: مالك؟
قال: ذهبت إليه فلم يرفع بكلامك رأساً.
قال: اذهب إليه فقل له يعطيك حقك، فذهب ثم جاء من الغد حين قال، قال: فقال له أصحابه: اخرج فعل الله بك تجيء كل يوم حين ينام لا تدعه ينام،
قال: فجعل يصيح من أجل أني إنسان مسكين لو كنت غنياً،
قال: فسمع أيضاً فقال: مالك؟
قال: ذهبت إليه فضربني،
قال: امش حتى أجيء معك،
قال: فهو ممسك بيده فلما رآه ذهب معه نثر يده منه ففر.
وهكذا روي عن عبد الله بن الحارث ومحمد بن قيس وابي حجيرة الأكبر وغيرهم من السلف نحو هذه القصة، والله أعلم.
اسم الكتاب: تفسير ابن كثير
سعيد بن المسيب: السيد الفقيه العالم. قتادة: سيد في العلم والصوم، سعيد بن جبير: الحليم، الضحّاك: التقي، عكرمة: الذي لا يغضب، مجاهد: الكريم على اللَّه، ابن زيد: الشريف الكبير، سفيان الثوري: الذي لا يحسد
اسم الكتاب: الثعلبي
فإذا اجتمعت بصيرة العبد على مشاهد القدر والتوحيد والحكمة والعدل: انسد عنه باب خصومة الخلق إلا فيما كان حقا لله ورسوله فالراضي لا يخاصم ولا يعاتب إلا فيما يتعلق بحق الله وهذه كانت حال رسول الله فإنه لم يكن يخاصم أحدا ولا يعاتبه إلا فيما يتعلق بحق الله كما أنه كان لا يغضب لنفسه فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شيء حتى ينتقم لله فالمخاصمة لحظ النفس تطفىء نور الرضى وتذهب بهجته وتبدل بالمرارة حلاوته وتكدر صفوه
اسم الكتاب: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين
قال سفيان الثوري لا يأمر بالمعروف ولا ينهي عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال رفيق بما يأمر رفيق بما ينهي عدل بما يأمر عدل بما ينهي عالم بما يأمر عالم بما ينهي وقال أحمد الناس محتاجون إلى مداراة ورفق الأمر بالمعروف بلا غلظة إلا رجل ملعن بالفسق فلا حرمة له قال وكان أصحاب ابن مسعود إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون يقولون مهلا رحمكم الله مهلا رحمكم الله وقال أحمد يأمر بالرفق والخضوع فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب فيكون يريد أن ينتصر لنفسه والله أعلم.
اسم الكتاب: جامع العلوم والحكم
عن عثمان البَتّي قال: لم تر عيناي مثلَ ابنِ عون.
وروي عن القَعْنَبي قال: كان ابنُ عون لا يغضب. فإذا أغضبه رجل قال: باركَ الله فيك.
اسم الكتاب: سير أعلام النبلاء
آلجاي الدوادار الناصري كان متأدبا فاضلا حسن الخط يحفظ كثيرا من المسائل وكان الشيخ تقي الدين السبكي يلازمه ويبيت عنده واقتنى كتبا نفيسة إلى الغاية وأول ما جعله الناصر دويدارا صغيرا وأمره عشرة ثم أمره دويدارا كبيرا فباشر ذلك أجمل مباشرة بعفة ونزاهة وتأن بحيث أنه كان اشتهر عنه أنه لا يغضب ولم يزل مشهورا بالخير وحسن الطريقة ومات في شهر رجب سنة 732.
اسم الكتاب: الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة
¥