تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن يبقى السؤال ... ماهى الطرق الزراعية الحديثة التي تمكن دول الخليج بوزاراتها وهيئاتها ورجال اعمالها التغلب على المشاكل التي تواجه إنتاج المحاصيل الزراعية التي يتطلبها السوق المحلى؟ في ظل ندرة وملوحة المياه بدول الخليج .. بجانب مشكلة التصحر وقلة المساحات الزراعية؟

بداية فان "الشرق" التقت مع الخبير الزراعي المصري الدكتور أشرف عمران بمملكة البحرين والذى قال ان استخدام التقنيات الزراعية الحديثة ستفتح الباب على مصراعيه امام دول الخليج في انتهاج سياسة زراعية جديدة يمكن من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتى في العديد من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية وتوفير نفقات هائلة نتيجة استيراد المنتجات الغذائية من الخارج بجانب العمل على التوسع في الإنتاج الحيوانى بصورة خاصة بعد ان اصبح من الممكن لأى مزرعة إنتاج العلف الحيوانى في اسبوع واحد باستخدام أقل كمية من المياه وبحد اقصى 300 لتر مياه لكل 2 طن علف من الشعير في مساحة قدرها 100 متر مربع باستخدام الزراعة بدون تربة.

يقول الدكتور أشرف عمران إن لكل دولة استراتيجايتها التي تعمل على تنفيذها لحماية أمنها القومى ومن اهمها الاستراتيجية الزراعية حيث عكفت بعض الدول على رسم سياسة زراعية لها خلال العشرين سنة القادمة لتحدد فيها ملامح الرؤية الزراعية لمواجهة بعض الازمات والالتزام بالاتفاقيات الدولية وادارة الازمات التي قد تتعرض لها المنظومة الزراعية خلال هذه المدة من هنا لن نتناول في حديثنا تفاصيل الاستراتيجيات ومعوقاتها ولكن الحلول الملحة التي يتطلبها الوضع الراهن.

الغذاء والأمن القومي

وفي هذا الصدد قال:"إن توافر الغذاء ليس فقط بل الغذاء الآمن هو من أهم اولويات الامن القومى للبلاد باختلاف اجناسها ومواقعها وما تعانيه العديد من دول منطقة مجلس التعاون الخليجى من ظروف جوية متشابهة وندرة في المياه يشكل صعوبة في توفير الامن الغذائى وهذا ما يهمنا هنا في مملكة البحرين.

واضاف انه ليس من السهولة الاكتفاء الغذائى في ظل مساحات زراعية صغيرة وتدهور وملوحة الأراضى والمياه رغم وجود مشروع مياه الصرف الصحى المعالج ورغم تطور اساليب المعالجة إلى معالجة ثلاثية الا أن ذلك لا يكفي وان ما يهمنا هو ناتج تحليل المنتج المعروض حيث إن بعض الانواع النباتية لها القدرة على امتصاص العناصر النادرة بصورة اكبر من مثيلاتها وهذه الامور مازالت تحت البحث وتحليل النتائج ولذا كان لزاما علينا تطوير اساليب الإنتاج في ظل ندرة المياه وتدهور التربة.

طرق حديثة

وبذلك أوضح أهم الطرق الحديثة لتطوير الإنتاج الزراعي والمتمثلة في الزراعة المائية (بدون تربة) والتي لا تستهلك من المياه اكثر من 2.5 % من الاحتياجات المائية لنفس المحصول في ظروف الزراعة التقليدية. وكذلك استهلاك الاسمدة منه لا يزيد عن 7% من معدلات الاضافة في الزراعة التقليدية. هذا بالاضافة إلى جودة المنتج وسرعة نموه لأن الظروف المناسبة لامتصاص الماء متوافرة بصورة مستمرة وما يحويه من عناصر غذائية وقلة التعرض للافات الزراعية وقلة العمالة المستخدمة.

واضاف انه من المتعارف عليه صعوبة مضاعفة الرقعة الزراعية لما تعانية دول الخليج من قلة الأراضى الصالحة للزراعة وما يستلزم التوسع الأفقي من استثمارات وزيادة في البنية الاساسية وعدد العمالة وهدر لمستلزمات الخدمة الزراعية من مياه وأسمدة ولكن باتباع أساليب الزراعة الراسية يمكن مضاعفة إنتاج المتر المربع حيث وصلت الانتاجية في بعض الاصناف إلى 100 نبات بالمتر المربع اذ نجحت الزراعة الراسية لكثير من المحاصيل مثل الفراولة والخس والطماطم والكرفس وكثير من المحاصيل وكذلك زهور القطف مثل الورد والجربيرا والتيولب والاروكيد وفى كل مراحل الإنتاج تم استخدام أحدث الاساليب العلمية في عملية الزراعة بكل صورها من تقنيات مغنطة المياه حيث إنه لا يمكن ذكر عنصر المياه بمعزل عن الطاقة فهى اما ان تكون في صوره غازية أو سائلة أو صلبة بحسب طاقتها الحرارية وتكون في صورة جزيئية أو ايونية بحسب الكهربائية ولذلك لابد اولا ان نقتنع بأن الماء يتأثر بطريقة فعالة بكل صور الطاقة سواء كانت طاقة ميكانيكية أو حرارية أو كهروكيميائية أو ضوئية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير