وقد ضربت لكم أمثلة في القول بوحدة الوجود، وكذلك الذين يزعمون سقوط الأمر والنهي.
الْمَتْنُ
.... كدعوى الإباحة، وحل محظورات الشرائع.
الشَّرْحُ
بل قال بعضهم بحل كل شيء، المهم أن تتبع شيخا معينا تسبح بحمده من دون الله؛ ثم لك أن تفعل ما تشاء.
الْمَتْنُ
وأدخلوا في هذا الطريق أشياء كثيرةً ليست من الدين في شيء:
فبعضها زعموا أنه يحصل به ترقيق القلوب كالغناء والرقص.
وبعضها زعموا أنه يراد لرياضة النفوس كعشق الصور المحرمة ونظرها.
وبعضها زعموا أنه لكسر النفوس والتواضع كشهرة اللباس، وغير ذلك مما لم تأت به الشريعة.
وبعضه يصد عن ذكر اللَه وعن الصلاة كالغناء والنظر إلى المحرم، وشابهوا بذلك الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً.
الشَّرْحُ
وصل الحال ببعض المتصوفة، وأصحاب الوجد والذوق إلى أن يعتبروا] أن [المحرمات = هي طريق الوصول إلى الحق؛ فيبيحون الغناء بدعوى أنه يرقق القلوب، ويقربها إلى الله، ويُتَوِّبُون العصاة بالغناء، وببعض الصياح، وببعض الهذيان؛ كما يحصل - الآن - في بعض المراكز، ويجعلون الأناشيد - وما أشبه الليلة بالبارحة - التي تسمى – الآن – بالأناشيد الإسلامية - البعض منها قد وصل إلى هذه المرحلة؛ أليس كذلك؟!
بل ويلحنونها بألحان خطيرة جدا، بألحان شبان مردان، أصواتهم تفتن، لا تقل نعومة وغنجا عن أصوات النساء.
فيقعون من هذا في حبائل الشيطان، وهذا كثير، وقفت في أحد المعارض، في بلادنا - معرض من معارض الكتاب؛ فسمعت صوتا رخيما عجيبا = يشبه صوت إحدى المغنيات؛ فهرعت إلى المكان؛ قلت له: يا أخي ما هذا؟ هذه امرأة؛ والله ما ظننتها إلا امراة!
قال: لا يا شيخ! حرام عليك هذه أناشيد – أناشيد إسلامية!
أناشيد إسلامية بهذا الشكل الغنائي؟!
هذا في غاية الخطورة، والآن ملئت بها ساحات التسجيلات، وكثير منها لا خير فيه؛ لا في لفظه، ولا في معناه، ولا في لحنه.
اللفظ تهييجي خارجي.
والمعني مفسد للقلوب.
واللحن مفسد للقلوب؛ حيث يجر إلى سماع الغناء.
ويرون أن هذا يرقق القلوب، ويقربها إلى الله!
أنا أسأل بالله: من لم يرق قلبُه لقول الله – تبارك وتعالى – ? إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ?] النبأ: 21 [.
ولمثل قول الله – تبارك وتعالى – ? إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ، فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ?] الهمزة: (8 – 9 [.
ولقول الله – تعالى - ? إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ?] النساء: 56 [.
ولقول الله - سبحانه وتعالى - ? وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ?] الهمزة: 1 [.
ولقول النبي – صلى الله عليه وسلم – ? إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ? (152).
ولقوله – صلى الله عليه وسلم -: ? اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء ? (153).
ولقول الله – تبارك وتعالى - ? يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ?] ق: 30 [.
ولقول الله – تبارك وتعالى – ? مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ?] ق: 18 [.
ولقوله تعالى ? وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ?] ق: 21 [.
وغير ذلك من الآيات.
أنا أسأل سؤالا: من لم يتأثر بهذه الآيات، من لم يدعه إيمانُه بهذه الآيات إلى الإيمان، وإلى الإقلاع عما هو عليه؛ هل ستنجح معه الأغاني في رجوعه إلى الله؟
ولو قدر أنها نجحت وقتا؛ هل تجعله يثبت على ما هو عليه؛ أم تجعله يتذبب ويضيع؟! لا شك تجعله يتذبب ويضيع.
يقول ابن القيم – رحمه الله – في أبيات أوردها في (إغاثة اللهفان) (154) في الرد على الذين اتخذوا الغناء طريقا للتوبة، وطريقا لترقيق القلوب يقول:
ألا قل لهم قول عبد نصوح //// وحق النصيحة أن تستمع
متى علم الناس فى ديننا //// بأن الغنا سنة تتبع
وأن يأكل المرء أكل الحمار //// ويرقص فى الجمع حتى يقع
وقالوا: سكرنا بحب الإله ////وما أسكر القومَ إلا القصع
كذاك البهائم إن أشبعت //// يرقصها ريها والشبع
ويسكره الناى ثم الغنا /// وياسين لو تليت ما انصدع
فيا للعقول، ويا للنهى //// ألا منكر منكم للبدع
¥