تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أَسْلافُنَا كَانُوْا كَذَلِك، كَانُوْا يَبْحَثُوْن عَن أَطَايِب الْكَلَام: وكانوا يعلمون الأولاد الأمثال العربية، بدلاً أن يتكلم كلاماً كثيراً يقول مثل.الأمثال ممتعة، مثال ذلك: عندما يذهب لقضاء حاجة من الحاجات ولم تُقض فسألني سائل ماذا فعلت أرد عليه بمثل (رَجَعْت بِخُفّي حُنَيْن،) هذا مثل مشهور عند العرب قصته، (خف حُنَيْن) رجل اسمه حُنين كانت له ناقة جيدة لكنه كان خفيف العقل، أراد لص سرقتها وهو يعرف أن صاحبها قليل العقل فجاء علي شجرة فعلق أحد خفيه وبعد مسافة علق الثانية حُنين أثناء رجوعه وهو راكب ناقته فوجد الخف الأول فقال هذه جميلة وجيدة وجديدة، لو أنني أجد الثانية فوجد الثانية فلما وجد الثانية نزل من علي ناقته ليأت بالأولي ففي هذه اللحظة كان ينتظر اللص الذي يريد أن يسرق الناقة فأخذها وفر بها فلما رجع حُنين للناقة لم يجدها ففي هذه الحالة خسر الناقة في مقابل الخف،.فهذا مثل (يُضْرِب لِكُل مَن رَام شَيْئاً فَرَجَع خَاسِراً،.) < o:p>

فَدِرَاسَة الْأَمْثَال تُعَيِّن, عَلَى حُسْن الْتَّعْبِيْر: كان العرب قديمًا لاسيما من يتولى منصبًا عامًا، لابد أن يكون جيد العبارة، يستطيع التفاهم مؤدباً يختار الألفاظ المناسبة، لأنه رجل عامة حتى لا يستفز الناس ويستفز الجماهير،.< o:p>

مثال ذلك: هارون الرشيد- كان يأتي بالعلماء كي يؤدبوا الأولاد، فمثلاً الأصمعي كان أحد الذين يؤدبون أولاد هارون الرشيد، حتى ذكروا في الكتب أن الرشيد كان يجعل عينًا على الأصمعي لأن العالم يمكن يتصور أنه يعلم ولي العهد أو النائب أو الذي سيصير خليفة فيما بعد، فمن الممكن أن يدخر عنده جميلا ويتبسط معه في الكلام ويخالف سبيل الأدب. ففي يوم من الأيام ابنا الرشيد اختصما من الذي يُلبِس الأصمعي نعله، فقام أحدهم كي يلبس الأصمعي فقام أخوه معترضاً أنه الذي سيلبسه فاقترحا كل واحد منهما يلبسه أحد النعلين فنقل الجاسوس هذا الموقف لهارون الرشيد, فذات مره كان الرشيد يجلس مع الأصمعي فقال: ((يَا أَصْمَعِي مِن أَعَز الْنَّاس، فَقَال: أَعَز الْنَّاس أَمِيْر الْمُؤْمِنِيْن، قَال: لَا بَل أَعَز الْنَّاس مَن اخْتَصَم وَلِيّا الْعَهْد أَن يَلَبساه الْنَّعْل)، فكان أحد هؤلاء المأمون الذي صار أمير المؤمنين بعد ذلك دخل عليه والد ومعه ابنه سنه تسع سنوات، فالمأمون يداعب الولد وكان المأمون يلبس خاتمًا، فقال المأمون لهذا الغلام: هل رأيت أجمل من هذا الخاتم؟ قال: نعم، والمأمون كان متكئاً فجلس، قال: ما هو يا غلام، قال: الأصبع الذي فيه, من الذي علم هذا الغلام هذا الرد علمه أباه.< o:p>

ذكروا في ترجمة عمر بن عبد العزيز_ رحمه الله _أن في جماعة وفد كان قادمًا على عمر بن عبد العزيز فقدموا شابًا بالرغم إن كان فيه كهول وكان فيه ناس شيوخ فقدموا شابًا فكأن عمر استنكر عليهم أن يقدموا شابا مع وجود الكهول والشيوخ، فهذا الشاب عندما قال له عمر: يا بني أما وجدوا أكبر منك،:< o:p>

فقال: يا أمير المؤمنين:< o:p>

تَعْلَم فَلَيْس الْمَرْءُ يُوْلَد عَالِمْاً< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير