تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الامة واسهامك،، إلى أين!]

ـ[محمد الهذلي]ــــــــ[26 - 07 - 10, 01:08 ص]ـ

تتعدد اهتمامات الناس وتختلف ميولهم حول الأشياء، فتراهم يتوجهون إليها بالطبع والجبلة التي رُكزت في دواخلهم، ولكن المعنى الذي قد يغيب كثيراً عن الأذهان وقد يتلاشى خلف تلك الرغبات هو أنّه ليس ذلك هو الواجب المطلوب، وليس هو الدور المرغوب، ومن الخطأ الجسيم أن نظن ولو للحظة أن دورنا يتوقف عند تحصيل ما نريده ونستمتع به، فثمّة أمور قد تحتاج إلى شيء من الجهد والوقت والتضحية من أجلها خلق الإنسان وبها يُعترف بإنسانيته.

- ويُطلق على هذه الأشياء الأدوار أو المهامّ التي يترتب عليها ما ذكرت من تحقيق الإنسان لمعنى الإنسانية الحقيقة كما يترتب عليها صلاح المجتمع فضلاً عن صلاح الفرد واستقامته في دنياه وأُخراه.

- ولا بد من معرفة أن للإنسان نسبتان نسبةٌ عرقيّة وهي ما يتعلق بعامود نسبه وأصله، وهناك نسبةٌ أهم وأقوى وأجل وه نسبة الفكر والدين والانتماء الإنساني، فإذا ما أعطى الأولى واجبها المحدد، وأهمل الأخرى كان من المنطقي إلا يعرف إلا بها وفي هذه الحالة لا فرق بينه وبين غيره من المخلوقات.

- إن نسبة الدين والانتماء و الأمة، لا يكفي لها مجرد اللفظ والسطر، بل لا بد من القيام بأهمّ شيء تجاه هذه النسبة وهو الدور المناط فليس من المعقول أن ينتسب شخص إلى أمة من الأمم وهو في الحقيقة لا يؤدي واجب هذه النسبة – وهو عندنا في الإسلام قد قرره الشرع ودلّ عليه كما سيأتي – بل الأطم والأعظم أن لا يعرف هذا الدور.

- فهل عرفنا أدوارنا؟!، وهل قمنا بما يجب علينا تجاه أمتنا؟! هل حملنا هم الأمة؟! إذن لماذا ننتسب إليها؟؟

- وهذه الحقيقة تتفق ودعوة الإسلام الواضحة وفقه الشريعة الناصع، الذي وزع الأدوار بدقة متناهية وبتنظيم عجيب، فأول الحقوق وآكد الواجبات هو التوحيد وإفراد الله تعالى بالعبادة، يقول تبارك وتعالى: ((ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) ويقول أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله …)) الحديث، ثم تتوزع بعد ذلك الحقوق وتتنوع الواجبات فيأتي حق المسلم على أخيه المسلم، ويأتي حق الدفاع عن الدين والشريعة، ويأتي حق الذب عن مقدسات المسلمين، وغيرها من الحقوق المشتركة، ومن مجمل تلك الحقوق تكون لدينا ما يُسمى حقُّ الأمة، الذي غاب عن أذهان الكثير.

- ولا بد من فقه الشريعة جيّداً فلا تعني ضخامة الحق عدم العطاء إلا بالضخامة، بل بقدر الاستطاعة فمن المفاهيم الخاطئة التي لدى البعض أنه ينصرف إلى ذهنه عند إطلاق هذا اللفظ أموراً لا يملكها ولا يستطيع المساهمة بها فيظن أن واجبه انتهى عند هذا الحد، بل هو مخطئ، فالله تعالى قد كلفك بما تستطيع، يقول جل وعلا: ((لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)).

- نخلص مما سبق إلى أن على الإنسان جملة من الأدوار المهمات المناطة على عاتقه، ولعل من أهمها وآكدها حق الأمة وما يجب عليه القيام به تجاهها


لزيارة مدونتي: http://alsolime.wordpress.com

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير